شريط الأخبار
ارتفاع في حالات تسمم الميثانول الى 40.. واغلب المصابين خضعوا لعمليات غسيل كلى عاجلة الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل الأمن: تورط أشخاص بشراء مادة الكحول الميثيلي واستخدامها بتصنيع المشروبات الكحولية نقيب المهندسين: إعادة إعمار سوريا بات استحقاقًا إنسانيًا اجتماع في جمعية المستشفيات الخاصة لبحث آلية استمرار استقبال وعلاج أطفال جرحى من غزة ارتفاع وفيات الكحول الميثانولي الى9 وتزايد عدد الاصابات تجارة الأردن: إنهاء مراجعة صندوق النقد الثالثة يعزز الثقة الدولية بالاقتصاد الوطني تفاصيل توحيد تعرفة فتحة عداد التاكسي وزير خارجية مصر: اتفاق مرتقب لوقف النار بغزة لمدة 60 يوما بعد وفاة 7 اشخاص بالكحول الميثانولي ادخال 15 حالة جديدة المستشفيات ودائرة التضررين تتوسع الخارجية: بدء منح تأشيرات مرور الأردنيين عبر الأراضي السعودية قناة عبرية: هذه خريطة طريق ترامب نتنياهو للتوسع بالتطبيع بدءا من سوريا "الأمن": الميثانول وراء وفاة 7 اشخاص بالزرقاء.. واغلاق مصنع يستخدمها بانتاجه ورقة موقف لغرفة الصناعة: ثغرات تنظيمية وإجرائية تميز المنتج المستورد “صقور النشامى” للسلة يقاطع مواجهة الاحتلال بمونديال تحت 19 عامًا ترامب يلقي بثقله للعفو عن نتنياهو: حملة شعواء تعرقل المفاوضات وتضر بانتصارنا هدنة مؤقتة ام نهاية للمحرقة ولي العهد يعلن إطلاق رابط التسجيل في جائزة الحسين للعمل التطوعي تخفيض مجز على الضرائب العامة والخاصة للسيارات.. وتثبيت الخاصة على الكهرباء عند 27% البحث الجنائي يقبض على أربعة متورطين بسرقة شركة طلال ابو غزالة

تشَدُّدْ إبن تيمية .. كَفَّرَ إبن رُشد .. وأضاعنا

تشَدُّدْ إبن تيمية .. كَفَّرَ إبن رُشد .. وأضاعنا

 

 


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

أرسل لي صديقي الدكتور / فايز الحوراني ، الرجل القومي الصلب ، صاحب القيم النبيلة ، والأخلاق العالية ، العروبي المعطاء ، الذي بقي متسلحاً بعروبته ، ويقبض عليها كالقابض على الجمر  ، رغم المعاناة والألم والخذلان ، أرسل لي تسجيلاً صوتياً للدكتور / مراد وهبه ، أعجبني المحتوى  ، ووددت مشاركته مع القراء الكرام

 

بداية  سأسرد محتوى الفيديو نصّاً  : [[ إحنا عايشين في العصور الوسطى ، أوضِّح : إحنا جزء من العالم الإسلامي ، العالم الإسلامي في تقديري انه محكوم في تيارين رئيسيين يحكمون العالم الإسلامي : الوهابية ، والإخوان المسلمين . الوهابية والإخوان المسلمين يستندوا الى ( إبن تيمية )  . إبن تيمية كان فقيهاً عاش في القرن ال ( ١٣ ) . كان يقول : ( ممنوع منعاً باتاً إعمال العقل في النص الديني ) ، لأنه بهذا الشكل القرآن يتحول الى مسألة مشوِهه ، كلها معاني ظاهرية ، لكن القول بان فيه معاني باطنية ونكتشفها في النص الديني ، هذا رجسٌ من عمل الشيطان . إبن تيمية من القرن ( ١٣ ) لكنه تحكّمَ في الوهابية والإخوان المسلمين ، الوهابية في القرن ال ( ١٨ ) ، والإخوان المسلمين في القرن ال ( ٢٠ ) . فنحن الآن نعيش في القرن ال ( ١٣ ) . إذا قال لكم أحد بأننا نعيش في القرن ( ٢١ ) يكون يخدعكم . نحن نعيش الآن في القرن ال ( ١٣ ) . وهذا هو قرن العصور الوسطى ، لأننا محكومون بإبن تيمية

كان هناك فيلسوفاً ثانياً إسمه ( إبن رُشد ) ، كان في القرن ال ( ١٢ ) ، وهذا أساس فكره إعمال العقل في النص الديني ، فكفروه ، وحرقوا كتبه ، وفي القرن ال ( ١٣ ) إبن تيمية كَفّرَ إبن رُشد ، وأصبح إبن رُشد هامشي في الحضارة الإسلامية حتى الآن ]] . إنتهى الإقتباس

 

أرى انه من الضروري ان أُبين للقراء الكرام ان  الدكتور / مراد وهبه ، إسمه مذكور في موسوعة الشخصيات العالمية ، حيث يعتبر من ال ( ٥٠٠ ) شخصية الأكثر شهرة في العالم . وهو عضو في عدة منظمات دولية منها : الأكاديمية الإنسانية ، والإتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية ، إضافة الى المجلس الأعلى للثقافة المصري ، كما انه عضو في (( الهيئة العلمية للجامعة العالمية للعلوم الإسلامية )) ، مع انه مسيحي الديانة  . 

 

أما إبن رُشد ، فهو : القاضي محمد بن احمد بن محمد بن أحمد إبن أحمد بن رشد الأندلسي ( أبو الوليد ) ، عاش خلال الأعوام ١١٢٦ — ١١٩٨ م . ولد في قرطبة ، وهو من أسرة كبيرة مشهورة بالفضل والرياسة . ودرس الفقه على المذهب المالكي ، والعقيدة على المذهب الأشعري . عرفه الأوروبيون معرفة كبيرة . ومن أقواله : ( من إشتغل بالتشريح إزداد إيماناً بالله ) . ومن أقواله أيضاً : ( إذا رأيت الخطيب يحث الفقراء على الزهد دون الحديث عن سارقي قوتهم فأعلم أنه لصّ بملابس واعظ ) . وكذلك قال ابن رشد : ( السياسة الأولى سياسة — أصحاب الخِسة و النذالة — وهي التي يتسلط فيها المتسلطون على المدنيين بأداء الإتاوة والتغريم ، ليس لأجل الإنفاق على الجنود الحُماه والحَفَظَه ( الجيش ) ، ولا لأجل تطوير المدينة ، وإنما يجمعون الثروة لأجل الرئيس الأعلى فقط ) . وكان من ضمن أسباب تكفير إبن تيمية لإبن رشد ، أن إبن تيمية رأى ان التأويل في النصوص الدينية بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وهذه المقولة ما زال يرددها الخطباء في المساجد حتى الآن . وترديدها  دليل أكيد وقاطع على صحة ما قاله الدكتور / مراد وهبه بأننا نعيش في القرن ال ( ١٣ ) . 

 

أما إبن تيمية فهو : تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية ، ولد في مدينة حرّان الواقعة جنوب تركيا عام ١٢٣٦ ، وتوفي عام ١٣٢٨ م . وقد اضطرت عائلته للنزوح منها الى الشام ، هرباً من هجمات التتار الزاحفة من الشرق صوب بلادهم ، سالبة منها الأمان والطمأنينة والإستقرار . ومن أقواله : ( ممنوع منعاً باتاً إعمال العقل في النص الديني ) . ومن أقواله أيضاً : ( القول بأن هناك معانٍ  باطنية في القرآن ، ونكتشفها في النص الديني ، فهذا رجسٌ من عمل الشيطان ) . هو عالم مسلم مشهور ، فقيه ، مُحدِّث ، ومفسِّر ، ينتمي الى المذهب الحنبلي . يعرف بتفوقه في المعرفة الشرعية ، وقدرته على التفسير والإجتهاد ، وكان له تأثير كبير في الفكر الإسلامي ، خاصة في مجال الفقه والتوحيد

 

الهدف من هذا المقال ليس التركيز على ما ذكره الدكتور/ مراد وهبه عن الحركة الوهابية وتنظيم الاخوان المسلمين الدولي ، فقط . بل أقصد التأكيد على ان المسلمين بكافة مذاهبهم ، وحركاتهم ، وتنظيماتهم ، غارقون في التخلف ، والتحجر  . وفي تحجرهم هذا أضروا بالإسلام العظيم وشوهوه ، وحجّموه واظهروه كدين متخلف متحجر لا يقبل التحضر  ، والانفتاح ، واطلاق الإبداع ، والسعي للرقي ، والتميز  ، وتشجيع العلم ، والتطور ، والإكتشاف .

 

أرى ان التشدد حدّ التزمت الذي إتبعه إبن  تيمية ومن سار على نهجه أضر بالإسلام . وهنا يقصد بالتشدد الغلو والمبالغة في فهم الدين وتطبيقه ، مما قد يؤدي الى إرهاق النفس وتنفير الناس من الدين . أما التزمت فهو الجمود والتقيد الحرفي بالنصوص دون فهم مقاصدها او مراعاة الظروف المحيطة ، مما قد يؤدي الى ضيق في الفهم وتشدد في المعاملة

 

بهذا  أرى انهم يدعون الى الغاء الفكر والتفكر والتدبر بأيات الله ، والغاء العقل . ألم يقل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم (( كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) . (( أفلم يتدبروا القول ، أم جائهم ما لم يأت أبائهم الأولين )) . (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار )) . ألم يعلموا بأن كلمة ( يتفكر )  قد تكررت في القرآن الكريم  ( ١٨ ) مرة !؟ وكلمة يتدبر تكرر ذكرها في القران الكريم ( ٢ ) مرة . أليس هذا حثاً واضحاً على التفكر والتدبر !؟ ألم يستوعب هؤلاء ان إعمال العقل والتدبر يعمق الإيمان ويفتح الذهن .

دين الإسلام العظيم لا يدعو الى التحجر والإحجام عن التفكر والتدبر بالقرآن الكريم بل يحض ويحث على الإقدام بدل الإحجام عن التفكر والتدبر ، وان التفكر يعمق إسلام المسلم ، ويرتقي به

 

يا له من عالَم إسلامي هزيل متخلف شوه الدين ، ودعا للانغلاق ، واهتم بالعبادات ،  وتخلى عن المعاملات التي فيها رِفعة للاخلاق ، وسمو للقيم ، وتطور الحياة والتقدم الحضاري والابداع الانساني ، ولعب دور في الحضارة الانسانية التي اصبحنا عالة عليها .

 

أرى أننا لو اتبعنا نهج ابن رشد لرشدنا وتطورنا وتحضرنا . بالنسبة لي ارى ان الفرق بينهما كما الفرق بين الانغلاق والانفتاح ، بين التخلف والتحضر ، بين جمود العقل وانطلاقه .

 

وأختم وأقول ان تكفير إبن تيمية لإبن رشد هو تحجر ، وانغلاق ، وتقوقع في الفكر ادى الى تخلف حضاري خطير