شريط الأخبار
الغضب يشتعل في شوارع أمريكا ضد سياسات ترامب..و7 ملايين يهتفون باقالته جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة على جنوب غزة وتحريض اسرائيلي استئناف الحرب.. و“حماس” تؤكد التزامها بوقف النار السماح لكل عائلة قادمة من فلسطين بإدخال 5 تنكات زيت زيتون للاستخدام الشخصي مياهنا: صيانة في محطة زي توقف ضخ المياه عن 39 منطقة الجامعة الأردنية تحيل ملفات الطلبة المتورطين بالاحداث إلى المجلس التأديبي فتح تحقيق بوفاة حدث في المفرق نتنياهو يهدد: الحرب بغزة لن تنتهي الا بنزع سلاح حماس.. وسنبقى بجبل الشيخ السوري قطر: اعلان وقف فوري لاطلاق النار بين باكستان وأفغانستان مبادرة الحوار المجتمعي تستنكر المشاجرات الجامعية وتدعو لحلول متكاملة الغارديان: واشنطن وأوروبا تدفعان لتشكيل قوة دولية بقيادة مصر للسيطرة على الأمن في غزة ضبط 4 مركبات شاركت بإغلاق الطريق خلال فاردة زفاف الاتفاق النووي الإيراني يصل نهايته رسميا.. أيران لم تعد تثق بدبلوماسية الغرب وهذه أخطر السيناريوهات المتوقعة السبت والاحد: انخفاض تدريجي على الحرارة.. واجواء باردة ليلا وفاة شخص سقوطا من الطابق الخامس بعمان المدعي العام يوقف 55 طالبا على ذمة التحقيق بمشاجرة "الأردنية" "الديمقراطي الاجتماعي" يؤكد تضامنه مع موظفي البلديات ويدعم مطالب معتصمي معان "يديعوت احرونوت": نتنياهو تراجع عن حضور "شرم الشيخ" بعد تهديدات سموتريتش وبن غفير الجنائية الدولية ترفض طلبا اسرائيليا بوقف ملاحقة نتنياهو وغالانت الحائزة على نوبل للسلام تؤيد حرب الابادة للفلسطينيين فرنسا وبريطانيا تعدان قرارا لاعتماده في مجلس الأمن لنشر قوة دولية في غزة لـ”إرساء الأمن”

المِرْياعْ .. مطواع .. بِذِلّة

المِرْياعْ  .. مطواع .. بِذِلّة

 

 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

ما أكثر المراييع في بلدي . هم أدوات ، يُقولبون كما المعجونة التي يلعب بها الأطفال . لديهم مواصفات خاصة جداً ، حيث يتصفون بالسقوط ، و( السقاطة ) ، والتفاهة ، والخِسة ، وغياب الكرامة . لا يندى لهم جبين ، ولا يحمرّ لهم وجه ، ولا يقشعر لهم بدن ، ولا ترتفع لهم هامه ، أدمنوا الإنحناء ، والتغابي والغباء . هم بلا كرامة ، جباههم لا تعرف الرِفعة ، ووجوههم أدمنت تلقي الصفعة تلو الصفعة  . لا يعترفون بدين ، ولا يلتزمون بقيم ، يعشقون الوضاعة والصفاقة ، والتذلل

 

لجماعة الكورنفلكس ( المرياع ) هو كبش في الهيئة فقط ، مسلوب منه كافة أدوار ومهام الكبش الفعلية المعروفة ، بما فيها ( الإخصاء ) ، لإنتزاع فحولته ، حتى لا ينشغل في موسم ( الهْدَادْ ) عن دوره الذي رُسِم له . أثناء تربيته لا يرضع  الحليب من أُمِّه كما باقي الخِراف ، تتم تربيته منذ صغره على شُرب الحليب ( بالقَدَحْ ) او بكف الراعي ، لذلك هناك قول معروف بين مربي الأغنام ، حيث يُقال ( تربات قَدَحْ ) ، ويقال لتوصيف التبعية ، والإنصياع ، والخضوع  ، وإلغاء الشخصية

 

المرياع مثال دقيق لتوصيف الفرق الكبير بين المظهر والمخبر . فليس كل ذو هيبة له شأن . وليس كل صاحب مظهر يستأثر بالاحترام

 

المرياع شخصيتة زائفة الهيبة ، وضيعة المقام ، تُدار من حِمار ، ليسهل على الراعي إدارة القطيع . وهناك مواصفات للمرياع ، حيث يتم إنتقاؤه من بين الخِراف ، ممن يتمتعن بالبنية الضخمة ، والهيبة ، وفق تتبع ألأُم والأب — أي النعجة والكبش —  ويتم تجريده من كافة الصفات والمواصفات ، إلا من الشكل ، حيث لا يُكتفى بالمحافظة على الشكل ، بل يتم تطويره ، وتضخيمه ، لإضفاء مزيد من الهيبة على هيبته الجينية الموروثة ، فلا يتم جَزّ صوفه ، أحياناً يتم جَزّ جزء من الصوف والإكتفاء ب ( التميمة ) اي إبقاء الجزء العلوي من الصوف ليبدو  أضخم من باقي أفراد القطيع ، كما يتم إضافة ( المُغرة ) على الصوف ، وتعني صبغ معظم الصوف باللون الأحمر ، ليرمز للقوة ، والعظمة . كما يُضاف لهيئة المرياع هيبة أخرى تتمثل بتعليق ( قُرقاع ) أي جرس نحاسي ضخم في رقبته ، لِيُصدِر صوتاً عالياً ، قوياً ، عظيماً مُرعباً عند اي حركة إهتزاز من رقبته ، ويكون رباط الجرس منسوج من الصوف بعناية وبالوان متعددة ، ويشترط ان يكون عريضاً ليضفي مزيداً من الهيبة ، وحتى لا يؤذي رقبة المرياع . ومن ثُقل الجرس وكِبر حجمه يضطر المرياع لحني رقبته كثيراً لدرجة ان مقدمة رأسه تكاد تلامس الأرض ، فيُدمِن الإنحناء ، والخضوع ، والركوع ، والتبعية . كما يضاف الكثير من الزخرفات والألوان الممزوجة المنسوجة من الصوف لتكتمل الضخامة والفخامة الزائفة

 

راعي القطيع يكون لديه حماراً او كُرّاً صغير الحجم مطواع للراعي ، يقتفي خطوات الراعي في المسير . والمرياع يقتفي خطوات الحمار ، لا بل إن رأس المرياع يكون دائماً عند أسفل طرف ذيل الحمار . ويسير القطيع بكامله وراء المرياع الملتصق بذيل الحمار ، دون اي إحتجاج او اعتراض . والشاة التي تنحرف ولو قليلاً عن مسار القطيع ، يُعاجلها الراعي بضربة غادرة قوية ب ( الخيزرانة ) ، حيث يستخدم الرعاة الخيزرانة لتأديب الشاردة من القطيع لانها تؤدب ، دون ان تكسر عظماً . وتكون النتيجة تأديب الشارد من القطيع دون أضرار كبيرة تحتاج لعلاج ، فمكان ضربة الخيزرانة يحمر جلد الشاة ، ولا يظهر أصلاً لانه مغطى بالصوف للشياه او الشَعر للماعز

 

مع كل الأسف المراييع أعدادها محدودة جداً جداً جداً ، في عالم قطعان الماشية ، لأن كل قطيع لا يحتاج الا الى مرياع واحد او إثنين مهما وصل عدد القطيع ، حتى لو وصل عدد القطيع الى ( ٦٠٠ ) رأس من الأغنام والماعز . وأحياناً يخطط صاحب القطيع الى تربية مرياعين لانه يحتاج الى مرياع مع قطيع ( الرَغَثْ ) وقطيع ( الجَلَدْ ) . ولمن لا يعرف ف (الرغث ) هو قطيع الأغنام التي توالدت في ذلك الموسم ، وقطيع ( الجلد ) هو قطيع الأغنام التي لم تتوالد في ذلك العام

 

أما المراييع البشرية أعدادها كثيرة وكبيرة وعظيمة . حيث ان الأمر عكسي ، فقد يحتاج الراعي البشري الواحد الى مئات بل ألوف المراييع البشرية

 

ما أروع شكل المرياع الحيواني ، وما أعظم هيبته  . وما أبشع وأحط المرياع البشري وما أرذل وأخسّ دوره

 

وطني الحبيب حرام ان يكون بين رجالاته مراييع . وطني بحاجة الى إنبعاث (( وصفي التل )) روحاً ، وعطاءاً ، وإنتماءاً ، ورجولة ، وإستقامة ، وإدارة ، وممارسة للولاية العامة . وطني حتى ينهض من جديد بحاجة الى رجال مع تغييب دور المراييع . وطني بحاجة الى  رجال يشبهون الصقور  أنفة ، وأصالة ، وهيبة ، وعِزة نفس ، وشممٌ ، وإباء

 

ما أكثر المراييع في بلدي الحبيب ، وما أكثر إستعراضاتهم عن طريق تصريحاتهم التي ( تغث ، وتغص ، وتغم ، وتعل ) البال . قبل عقود كان عدد المراييع في بلدي محدود جداً مشابه لعددها مع الشلايا ، حيث الشلية الواحدة تحتاج الى مرياع او مرياعين ، أما الآن اصبح الأمر معكوساً تماماً

 

وطني الحبيب ليس بحاجة الى مراييع . وطني بحاجة الى رجال أشاوس تطل هيبته بمجرد ذِكر إسمه ، وتحترم قبل إطلال طلته الرجولية البهية