شريط الأخبار
"استعادة الأمل" والحملة الأردنية تطلقان برنامج الصحة والتغذية في غزة الفائز بمسابقة "يوروفيجن" لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل مليار دينار قيمة الشيكات المرتجعة في الأردن خلال 11 شهراً فلسطين تخرج من كاس العرب بخسارة مشرفة امام السعودية الزرقاء: وفاة اربعة اشخاص من عائلة واحدة اختناقا بغاز المدفئة شراكة بين العقبة الاقتصادية ونقابة المهندسين لتعزيز فرص تشغيل الشباب وفاة شخصين واصابة 3 بحادث سير بالكرك اردني عشريني يقتل والده في شيكاغو "النواب" يقر مشروع الموازنة العامة 2026 بعجو 2.1 مليار دينار غزّة… تغرق بالمطر كما غرقت بالدم مشعل: حماس تطرح هدنة طويلة لكنها لن تسلم سلاحها "النواب الامريكي" يلغي قانون "قيصر" عن سوريا.. وعدم التعرض لاسرائيل شرط لابقاء الالغاء الأونروا على مذبح الولايات المتحدة: فرض عقوبات وتجفيف مالي قد يصل لاعلانها "منظمة ارهابية" البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اختلالات متراكمة بموازنة 2026 .. ولا جهود جادة للشروع ببناء اقتصاد وطني قادر تعمق المنخفض الجوي وترقب امطار غزيرة وسيول.. والامانة والامن يحذران الامطار والسيول تغرق خيم غزة.. والاحتلال يواصل اعتداءته وشهداء ومعاناة متواصلة لأول مرة في تاريخ سوريا.. تأسيس أول جمعية يهودية لـ”حماية الموروث اليهودي وترميم الكنس” الخواجا يحذر من التراجعات الكبيرة بملف الحريات العامة والتضييق على العمل الحزبي طبعا الاقل دخلا وأجرا.. الاردني الاكثر عملا من ناحية ساعات الانتاج

الموقف العربي الموحّد… ضرورة وجود لا خيارا سياسيا

الموقف العربي الموحّد… ضرورة وجود لا خيارا سياسيا


 

بقلم: النائب الدكتور أيمن أبو هنية

 

تعيش منطقتنا اليوم  منعطفا تاريخيا حاسما ودقيقا ولحظة مصيرية فارقة يتجاوز فيها الاحتلال الصهيوني حدود الجغرافيا والسياسة إلى محاولة فرض واقع جديد يهدد الوجود العربي برمته فما يجري في غزة والضفة الغربية وما يتعرض له لبنان وسوريا ليس أحداثًا متفرقة بل حلقات في مشروع توسعي متكامل يقوم على فكرة "إسرائيل الكبرى” التي تنظر إلى المنطقة كلها كساحة مفتوحة للهيمنة والسيطرة.

 

هذا المشروع لا يستهدف شعبًا بعينه ولا أرضًا بعينها بل يستهدف الأمة كلها تاريخها وهويتها ومستقبلها ولذا فإن الرد عليه لا يمكن أن يكون محليًا أو قطريًا بل لا بد أن يكون عربيًا جامعًا يترجم إدراكنا المشترك بأن مصيرنا واحد وأن أمن كل دولة عربية مرتبط بأمن شقيقتها.

 

الموقف العربي الموحّد ليس مجرد إطار سياسي إنه تعبير عن وعي جماعي بأن الخطر وجودي إننا أمام معركة لا تُقاس بحدود فلسطين أو لبنان وسوريا بل بقدرتنا كأمة على البقاء والسيادة. ومن هنا فإن الوحدة ليست شعارًا بل قانون بقاء، وليست خيارًا إضافيًا بل شرط حياة.

 

إن الردع العربي الموحّد هو السبيل لوقف آلة العدوان. فالعالم لا يحترم إلا من يملك قوة الموقف ولا يصغي إلا لصوت الجماعة أما الصوت الفردي فيظل ضعيفًا مهما علا. الوحدة العربية هي التي تصنع المعادلة الجديدة معادلة أن الأمة التي تستند إلى إرادتها الجماعية لا تُهزم ولا تُقصى.

 

إن خطورة ما نواجهه اليوم تتجاوز حدود الحرب والعدوان العسكري نحن أمام مشروع استراتيجي متكامل يستهدف تقويض الهوية العربية وإضعاف السيادة الوطنية وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يخدم مخططات الاحتلال

وفي مواجهة هذا التحدي لا يمكن لأي دولة عربية أن تقف وحدها لأن التهديد يتجاوز حدود الجغرافيا ليطال جوهر الأمن القومي العربي.

 

إن بناء مشروع عربي جامع لم يعد خيارًا تأمليا بل صار شرطًا لحماية الأمن القومي العربي من التفكك والانكشاف فالمعركة في غزة هي معركة في القاهرة ودمشق وبغداد وعمان والجزائر والخطر الذي يهدد فلسطين اليوم يطرق أبواب كل العواصم العربية غدًا.

 

فلنقف اليوم أمام الحقيقة كما هي إما أن نكون أمةً تتوحد في مواجهة التحدي الوجودي أو نترك المجال لمشروع الاحتلال أن يتمدد حتى لا يبقى لنا وطن ولا كرامة ولا مستقبل.

ولنقف اليوم أيضًا لأجل الأجيال القادمة لنحافظ على مستقبل أطفالنا وشبابنا ونكتب في صفحات التاريخ أننا لم نسمح للعدو أن ينفرد بكل شعب على حدة فالتاريخ لا يرحم وثمن التقاعس باهظ وحدتنا اليوم هي ضمانة أن ترث الأجيال القادمة أرضًا حرة وشعبًا متماسكًا وأمة قادرة على مواجهة كل التحديات وأن يبقى صدى إرادتنا الجماعية علامة مضيئة في سجل الأمة.

 

فلنحوّل الألم إلى إرادة والدماء إلى وقود نهضة والغضب إلى مشروع وحدة ولتكن رسالتنا للعالم واضحة إن العرب إذا اجتمعوا صاروا قوةً لا تُكسر وأمةً لا تُهزم وصوتًا لا يمكن إسكاته.