ملامح اليوم التالي


د حيدر البستنجي
يستعد نتنياهو لاستثمار
المشهد الحالي سياسيا ، بتكريس نفسه ملكا غير متوج على اسرائيل، والفوز
بفترة رئاسة جديدة، لذلك نتنياهو سيذهب الي انتخابات مبكرة ويقلب الطاولة
على الجميع ، فقد اصدر تعليماته مؤخرا إلى قيادات حزب الليكود ونوابه الحاليين
، بترتيب مؤتمرهم و إجراء انتخابات الحزب الداخلية خلال أسابيع ، وهذا اجراء
متعارف عليه في الديمقراطيات الغربية تتبعه اغلب الاحزاب قبل الذهاب الي
انتخابات مبكرة تكون قيادات الحزب الحاكم قد اعادت صلاتها مع قواعدها
إستعداداً للفوز مجدداً بالانتخابات ..
متبقي علي البت
في الموازنة العامة للكنيست للعام 2026 حوالي ثلاثة شهور ، وهذا وقت كافي لنتنياهو
للترويج لانتصاره والذهاب لانتخابات ، سيتم استثمار صورة الاسرى الاحياء الذين تم
انقاذهم ، كما سيتم الترويج على ردع حماس وفرض سيطرة أمنية كاملة على
القطاع وبالنسبة لسلاح حماس فسيتم نزعه بالاتفاق او بدونه حيث لن
ينسحب بعد الخط الأصفر مترا واحدا دون نزع سلاح حماس مما يعني استمرار سيطرته على 58%
من غزة خالية من السكان وجاهزة لأي مشروع استيطاني إذا تعنتت حماس او طال الانتظار .
هل هذا يعني ان الحرب
لن تعود؟ نعم ….لن تعود بشكلها الحالي ولكن بقاء اسرائيل داخل القطاع ، مع
حرية العمل العسكري ( نزع السلاح ، هدم قدرات حماس المتبقية من الانفاق
ومراكز التصنيع ، العمل الاستخباراتي اثناء عمل فرق اخراج جثث الاسرى الذين
فقدت اثرهم حماس ، و امكانية اغتيال قيادة حماس الميدانين ، استمرار هدم
منازل ، وتجريف بعض الاماكن بشكل عشوائي وتحت اي مبرر ) ، اي بمعنى اوضح
سيكون الوضع كما هو الحال الان في الضفة ، سيطرة عسكرية مطلقة ،
مع امكانية التقدم وعمل اجتياح وتوغل بري محدود و سريع ثم انسحاب إلى الخط
الأصفر ، اما عودة الابادة كما كانت سابقا فلن تحدث مرة اخرى .. واذا تعنتت
حماس كما هو متوقع في موضوع السلاح والحكم قد نرى قريبا سماح الجيش
الاسرائيلي لبعض المستوطنين بالتجول والمكوث في الشمال او حتى وضع كرافانات
مؤقتة داخل القطاع ، وقد تم تهيئة اجزاء من محافظة رفح ،
والشمال لذلك .
نتنياهو داهية سياسية وهو اذكى من جميع
خصومه السياسيين وسيذهب لانتخابات مبكرة وهو ضامن الانتصار الساحق ..وقد اقنع بن
غفير وسموترتش بالخطة وكان اعتراضهما الوحيد على اسماء الاسرى فقط بعد
ان وعدهم باستمرار الضغط على حماس سلما او حربا ولكن عودة الحرب بشكلها القديم امر
مُستبعد تماما .. و حتى لو حاولت حماس الالتفاف علي الاتفاق ، ستكون
الحرب على شكل عمليات دقيقة مركزة في مدينة غزة وربما الوسطى فقط وعلى اهداف
محددة استخباراتيا ، الاماكن الآمنة لن تبقى آمنة .. والخطر سيبقى قائما ….ولا
غالب إلا الله .