سوزان ابو بكر

لكل دولة من دول العالم طقوس خاصة للزواج، منهاالصالح ومنها الطالح ومنها الغريب، ومن أغربمراسم الزواج هو سوق الزواج الذي تقيمه شعوبالغجر، في بلدة «تريفوديتسي»، بدولة بلغاريا، ويعتبر هذا السوق وسيلة للعرائس للزواج لتجدعريساً، حيث تستعرض فيه الفتيات نفسها، منأجل الفوز بزوج،  ويقام هذا السوق أربع مرات فيالعام الواحد.

وبمجرد بلوغهن، تضطر الفتيات الغجريات فيبلغاريا لترك الدراسة، من أجل تزويجهن، عن طريقالمشاركة في السوق الخاص بالعرائس، الذي يحملاسم "Gypsy Women Market"، وإيجاد عريسمناسب لهن حسب القواعد التي يتبعها  هذاالسوق. 

يقام السوق في ساحة كبيرة، عبارة عن مصفللسيارات، إذ تبدأ العائلات الغجرية في الحضورخلال الصباح، رفقة الفتيات المرشحات للبيع منأجل الزواج، وبعد ذلك يبدأ الشباب في التوافد إلىالسوق بسياراتهم، وذلك لجذب انتباه الفتيات.

ومن بين العادات التي تتم خلال هذا السوق، هيارتداء الفتيات ملابس أنيقة، والوقوف إلى جانبأولياء أمورهن، دون النطق بأي كلمة، إلى حينالاتفاق مع العريس على السعر.

فيما يتزين الشباب بمجوهرات من الذهب، فكلماكانت كمية الذهب التي يرتديها الشاب كبيرة، كانذلك تعبيراً عن مستواه المادي، وقدرته على توفيرحياة جيدة لزوجته المستقبلية.

وخلال النهار، تشرع الفتيات في الرقص على أنغامالموسيقى الغجرية، وذلك من أجل لفت الانتباهإليهن، خصوصا أن هذا الحدث يعتبر من الفرصالقليلة التي تسمح باختلاط الجنسين في مكانواحد، حسب العادات الغجرية.

ويترواح المهر المناسب ما بين 1000 حتى 10000 يورو، ويتم زيادة المبلغ أو نقصه وفقًا لجمال الفتاةوسمعتها وسيرتها بين العشيرة وعائلتها، حيثأصبحت هذه الطريقة في الزواج عادة متوارثة علىمدار الأجيال كما أنه يتم الترويج من خلالها.

في الأوقات السابقة، كان يترواح مبلغ المهر للعروسما بين 15 حتى 30 ألف يورو، حيث أنه في حالةفقدت الفتاة عذريتها قبل الزواج فلن يرضى بهاأحد من الرجال المتواجدين بالسوق، أو من الممكنزواجها ولكن لا يوجد في هذه الحالة مقابل مادي.

يذكر أن  سوق العرائس في بلغاريا تغير عن ما كانيحدث بداخله قديمًا، وذلك بسبب ما يمر بالعصرمن تكنولوجيا وانكماش اقتصادي، إلا أنه ظلالغرض الرئيسي له هو بيع الفتيات من أجل الزواجوعرضهن على الرجال من العشيرة أو العشائرالمختلفة. 

وبعد الاتفاق على الزواج تقام طقوس الاحتفالبالزواج من قبل أهل العريس والعروس

وتتميز عادات وطقوس الزواج عن غيرها من الدولالأخرى، حيث يظل الاحتفال على مدار يومين وذلكمن خلال تقسيمه الأول يخص أهل العروس، والثاني لأهل العريس.

في اليوم الأول يقوم أهل العروس بوضع كافةالهدايا أمام منزل عائلة العروس احتفالًا بها، وتتضمن هذه الهدايا مختلف الاحتياجات الخاصةبالعروس وتختلف وفقًا للمكانة الاجتماعية لأهلالعروس.

في اليوم الثاني، يخرج أهل العريس لاصطحابالعروس من بين أهلها إلى منزل الزوجي الجديدويتم ذلك وسط احتفالات بالرقص والهدايا الخاصةبالطرفين.

ولكن يبقى السؤال؟ «ما موقف الاتحاد الأوروبي أوالحكومة البلغارية من سوق العرائس هذا؟»، الإجابة ببساطة أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذموقفًا حاسمًا ضد مراسم بيع البنات في بلغاريا، ولكن يذكر موقع البرلمان الأوروبي، أن في عام2016؛ حصلت بلغاريا على منحة تقدر بـ143 مليوندولار من أجل تمويل أنشطة دمج المجتمعاتالمهمشة والتي بينها مجتمع الكاليدجي، لكييجري القضاء على الظواهر الغريبة والتي منبينها «سوق العرائس». وكما يذكر موقع البرلمان، فإن هذه المنحة كانت من المفترض أن تحقق أهدافهابحلول عام 2020، ولكن نحن الآن في2023، ولا يزالسوق العرائس يقام في موعده!

والجدير بالذكر أنه تم توثيق السوق التجاري الذيتقوم به قبيلة الكرايزي في أحد الأفلام الوثائقيةالشهيرة ….. التي تم إنتاجها في عام 2016 تحتعنوان عرائس صغيرات للبيع