شريط الأخبار
الاجهزة الامنية الاسرائيلية: إسرائيل تواجه أكبر خطر داهم عليها منذ قيامها واشنطن المنحازة للاحتلال: قرار "الجنائية الدولية" بحق نتنياهو شائن “الجنائية الدولية” تطلب إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت القبض على ثلاثة أشقّاء اعتدوا على شخص بالأدوات الحادة في أبو نصير الجغبير: الاردن يصدر بـ 1.3 مليار دينار صناعات كيماوية خلال 2023 الملك يعزي بوفاة الرئيس الإيراني رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من شباب وشابات الزرقاء مسؤول ايراني يتهم امريكا بالتسبب بحادث مقتل الرئيس رئيسي انطلاق اولى قوافل الحجيج الاردني في 2 حزيران وفاة طالب طب دهسا بعجلون الجغبير يدعو الصناعيين للاستفادة من الجولة الثانية لصندوق دعم الصناعة إيران: وفاة رئيسي وأمير عبد اللهيان ومرافقين في تحطم المروحية "تطبيع تدريجي مقابل ترك رفح”.. سوليفان بين الإذعان لنتنياهو وترقب رد الرياض صقور "الاخوان" ينسحبون للظل.. وتقديم الحمائم وجبهة العمل لاعادة هيكلة العلاقة مع "الرسمي" للعام الثاني على التوالي "الأردني الكويتي" أفضل بنك في الأردن في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2024 الصفدي يطالب بتحقيق دولي شفاف بجرائم الحرب في غزة. . القبض على 26 تاجراً ومروجاً للمخدرات بتسع قضايا وحملات أمنيّة ارتفاع عدد الشيكات المرتجعة 3.3% بنيسان الماضي الفراية : لا مؤشرات على تهجير من الضفة للاردن.. وهو خط احمر لن نسمح به الأردن يدعم مقترح معاقبة منتخبات القدم الإسرائيلية في "الفيفا"

حزب الله.. ونيرون تل ابيب وحسابات اميركا

حزب الله.. ونيرون تل ابيب وحسابات اميركا


ماجد توبه

على خطى نيرون، الامبراطور الروماني الذي احرق روما بلحظات جنونه ليعيد بناءها كما يشتهي في القرن الاول الميلادي، يبدو نتنياهو وعصابة حربه ساعين الى حرق الاخضر واليابس واشعال المنطقة كلها وتوسيعها من نطاق قطاع غزة، وذلك أمام الفشل الاستراتيجي والعسكري المتراكم الذي غرقوا فيه في غزة، وبحثا عن نجاة شخصية لاعضاء العصابة الصهيونية من المصير المحتوم له، في السجون والقضاء على مستقبلهم السياسي وربما الشخصي ايضا!

بخلاف ما ترأتيه الولايات المتحدة، التي لم تكن اسرائيل لتقف على رجليها وتستمر بالتنفس لولا دعمها المطلق في عدوانها الحالي بعد كسر شوكتها بطوفان الاقصى وصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، فإن الواضح ان نتنياهو وعصابته سواء في حكومته المتطرفة والمنفصلة عن الواقع او في قياداته العسكرية والامنية المجروحة في كبريائها، يسعون جاهدين لتوسيع ساحة الحرب لتطال لبنان ومع حزب الله ومع ايران ايضا، لجر الولايات المتحدة للتورط المباشر بالحرب وخلط جميع اوراق المنطقة، وبما يصب في هروب نتنياهو وعصابته من ساعة الحقيقة والمحاسبة والاندثار الشخصي من تاريخ اسرائيل والمنطقة.

اغتيال القائد الفلسطيني الكبير صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل سيادة حزب الله وخرق اسرائيل لقواعد الاشتباك مع المقاومة اللبنانية يهدف بوضوح لجر حزب الله الى الحرب وفتح الجبهة الشمالية رغم ما يحمله ذلك من اخطار وحرائق ستلحق باسرائيل كما تلحق بلبنان. كما ان تفجيري كرمان الايرانية الارهابيين والتحرش بايران بالعديد من الاغتيالات والاستفزازات من قبل اسرائيل يهدف بوضوح ايضا لجر ايران للحرب، ما سيورط الولايات المتحدة بالدخول مباشرة بالحرب وتحولها لاقليمية ذات اثر عالمي خطير.

الولايات المتحدة تتمنى الدخول بحرب طاحنة والقضاء على حزب الله وايران، لكن حسابات الواقع تختلف عن الامنيات، وادارة بايدن المتصهينة ترى ان على اسرائيل ان تكتفي اليوم بحربها على غزة وعدم التوسع لحرب اقليمية لاسباب موضوعية وذاتية عديدة ليس هنا مكان شرحها، فيما باتت اميركا على قناعة انها لا تتعامل مع دولة ومؤسسات باسرائيل بل مع شخصيات متطرفة ولها اجنداتها الشخصية لها حساباتها البعيدة عن حسابات الواقع واميركا بل وحتى اسرائيل ككيان.

الخلافات بين الطرفين لم تعد خافية وباتت علنية تتحدث فيها الصحف الاميركية والاسرائيلية، وما يمنع تفجيرها علنا والوصول الى اللحظة الحرجة حتى الان هو صبر اميركا والتزامها الاستراتيجي المطلق بامن اسرائيل ومساعدتها بمحو اثار هزيمة 7 اكتوبر الاستراتيجية وتمكينها من استعادة قدرة الردع، لكن اميركا تريد ذلك ان يتحقق في غزة لا في الضفة الغربية المحتلة ومع حزب الله وايران واذرعها بالمنطقة.

وحتى في هذه، تحقيق صورة من النصر الاسرائيلي في غزة، باتت حلم ليلة صيف بالنسبة لامريكا واسرائيل، مع ثبات المقاومة والشعب الفلسطيني واتساع معارضة الراي العام الامريكي والعالمي لحرب الابادة والمجازر بغزة.

امريكا وبعد اطالة امد حرب غزة دون انتصارات اسرائيلية حقيقية تحاول ان تبحث لاسرائيل عن مخرج يحفظ ماء وجهها ولا يخرجها عما تريده اميركا، لكن نيرون تل ابيب وعصابته لا يبحثون عن خلاص الكيان من الورطة وحل ازمته، بل يبحثون عن خلاص فردي والهروب من المسؤولية والمحاسبة في "يوم ما بعد غزة" ولتشتعل روما تل ابيب واسرائيل والاقليم ولتتورط امريكا وجنودها واساطيلها في هذا الحريق الكبير.

في السياق، يبدو ان ايران وحزب الله، يتعاملان حتى الان انطلاقا من هذه الرؤية للخلاف الامريكي الاسرائيلي لاهداف ومديات الحرب، ويتجنبان بصبر استراتيجي الانجرار لاجندة نتنياهو وعصابته ويحافظان على قواعد الاشتباك الحالية رغم كل الاستفزازات والهدف فيما يبدو تعزيز الخلاف الاستراتيجي بين امريكا واسرائيل من جهة، وتحسب الطرفين لحجم الاضرار التي يمكن ان تحصل عند الاصطدام الشامل مع اسرائيل والولايات المتحدة والغرب مجتمعين في حرب تفرض اسرائيل توقيتها.

الصبر الاستراتيجي لحزب الله وايران ليس شيكا مفتوحا ولا خيارا وحيدا على الطاولة، لكنه قابل للتغيير اذا لم يلجم نتنياهو وعصابته ويسلموا بالهزيمة التي لحقت بهم في غزة، والرضوخ للاستراتيجية الامريكية التي لا تريد حربا اقليمية تتورط بها!