كشف مصدر رسمي أردني النقاب عما وصفه بالسبب الرئيسي الذي أزعج السلطات الأردنية من بعض قادة حماس الذين خالفوا برأي تلك السلطات اتفاقا ضمنيا مع قيادة الحركة بأن لا يُخاطب أي قيادي في الحركة بصورة مباشرة أبناء الشعب والعشائر الأردنية.

 ويبدو في السياق المعلوماتي هنا أن أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس قدّم خلال اليومين الماضيين للجانب الأردني إيضاحات وشروحات تنفي تماما وجود أي نوايا لدى حركة حماس لها علاقة  لاستغلال الحراك الشعبي الأردني أو التدخّل فيه.

 ويتضمّن الانزعاج الأردني الإشارة إلى أن مسؤولا بارزا اتصل قبل عدّة أشهر بحركة حماس وحصل منها على التزام بأن لا يُخاطب قادة الحركة ومنهم الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة المكونات الاجتماعية الأردنية بصورة مباشرة ومستقلة.

ووفقا لمصادر الأردن الرسمية خالف القيادي خالد مشعل تحديدا ما اتفق عليه بالخصوص عندما وجّه خطابا عن بُعد الفعالية نسائية في عمان مؤخرا ثم  أشار فيها برأي المؤسسات الأردنية نحو الحدود والقيام بالواجب.

  وهو ما أزعج السلطات الأردنية خصوصا وأن ما نُقل على لسان مشعل هنا ترافق وتزامن مع شريط صوتي لقائد كتائب القسام محمد الضيف دعا فيه الشعوب المجاورة لفلسطين المحتلة أيضا للتوجّه نحو الحدود والمشاركة في معركة طوفان الأقصى.

 وصلت رسالة من الجانب الأردني منزعجة وغاضبة، لكن رسالة موازية من قيادة حماس وصلت إلى عمان ايضا مؤكدة بأن الحركة ليست في وارد الانشغال بالساحة الأردنية أو التأثير بالحراك الشعبي فيها أو حتى التدخّل وإن كانت تُظهر الامتنان للشعب الأردني لذي يقف في طليعة الشعوب المُتضامنة.

عبّرت رسائل العتب الحمساوية عن أملها في تكريس مبدأ حسن النية في التعامل مع قيادة الحركة وعدم افتراض سوء النية.

 ونفت رسائل حماس التي وُصفت بأنها هادئة ورقيقة أي تدخّل من الحركة له علاقة بالإخوان المسلمين أو بالحراك الشعبي الداخلي وتحت أي ظرف.

إزاء الغضب الأردني المرسل بوضوح برز العتب الحمساوي وتم التركيز على أن خالد مشعل تحديدا من الذين يؤمنون بأن أمن واستقرار الأردن ومتانة وصلابة جبهته الداخلية أمر عقائدي بالنسبة لقيادة حماس لا بل خط أحمر.

وأكدت الحركة تقديرها الشديد في الأثناء لموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في دعم وإسناد أهل غزة ومساعدتهم وعبّرت عن تجديد احترامها لموقف الاردن الرسمي والأداء لدبلوماسي مع المجتمع الدولي.

 وحملت رسالة حماس أملا في ان لا يساء تفسير موقف الحركة من الأردن وشؤونه وأن يتم تجاوز أي سُوء فهم قد حصل أو يمكن ان يحصل مع التأكيد على أن قيادات الحركة ترزح تحت ضغط عنيف من كل الأصناف.

 وكان وفد من شخصيات وطنية أردنية قد تواصل مع قادة حماس عدّة مرّات مؤخرا ونقل تأكيد الحركة على أن مسرح عمليّاتها في المقاومة والأرض المحتلة وأن صلتها بجماعة الأخوان المسلمين الأردنية ليست تنظيمية وتقتصر على جزئية الانتماء الفكري فقط  للمدرسة الاخوانية.

 وأنه لا علاقة تنظيمية إطلاقا من أي نوع الآن بين حماس وأي تيار أو حزب أردني مع تكرار التأكيد بأن حماس منشغلة جدا في المعركة في الميدان وليست بصدد الانشغال لا بالحراكات الأردنية ولا بغيرها وهي معنية بطي صفحة أي خلاف أو سُوء تفاهم إن حصل.

 نقلا عن راي اليوم اللندنية