شريط الأخبار
من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة إيلون ماسك متشائم : نهاية الدولار وشيكة اليمن ترحب باستضافة قادة حماس اذا ابعدوا من قطر انخفاض قليل على الحرارة اليوم وكتلة باردة غدًا انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات

د. محمد علي النجار يكتب:

استيراد الدواجن ... لماذا؟

استيراد الدواجن ... لماذا؟
 
إذا افترضنا أن مزارع الدواجن العاملة في المملكة ، لا تستطيع تأمين الكمية المطلوبة للمستهلكين ، وعاجزة عن الوفاء باحتياجات الوطن ، لماذا يتجه تفكيرنا مباشرة للاستيراد؟!.

 
مرات عديدة .. أمسك بقلمي وأكتب ، ثم أتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع .. ترددت كثيرًا حتى مرت أسابيع!!
 
 والأمر الذي شجعني أخيرًا على الكتابة ، أنه موضوع قديم يتجدد بين الحين والآخر ، فقد قررت وزارة الزراعة الشهر الماضي السماح باستيراد الدواجن المجمدة: لتلبية احتياجات السوق .. والحفاظ على المستويات الآمنة من المخزون الاستراتيجي .. ولتحقيق حالة التوازن في الأسواق ، مما أثار بعض الاستياء لدى مستثمرين في الدواجن والأعلاف ، وما أشبه اليوم بالبارحة!! ففي شهر يوليو (تموز) من عام 2012 هدد مربو الدواجن بإغلاق مزارعهم في حال استمرت الحكومة في السماح باستيراد الدواجن المجمدة!! ، ومن الغريب أننا منذ تسع سنوات بالتمام والكمال ، ونحن نراوح مكاننا ، وما نزال في نفس المربع لم نغادره!!.

 
لقد تم تبرير هذا القرار بأنه جاء أولاً: لتلبية احتياجات السوق المحلي من الدواجن ، وهذا يتناقض مع تصريح رسمي في شهر يناير الماضي يقول: إن الإنتاج المحلي يغطي احتياجات السوق ، بل إن هناك فائضًا في الإنتاج!!.

 وأنه جاء ثانيًا: للحفاظ على المستويات الآمنة من المخزون الاستراتيجي من الدواجن ، وهذا أيضًا لا يتوافق مع رسالة من مدير عام جمعية مستثمري الدواجن والأعلاف قبل شهرين من القرار ، أي في شهر أبريل الماضي ، موجهة لوزارة الصناعة والتجارة والتموين ، يؤكد فيها الاستعداد لضخ كمية 350 طنًا من الدجاج المجمد ، إضافة إلى الكميات الاعتيادية من الدجاج الطازج ، لسد أي عجز في الأسواق. وأنه جاء ثالثًا: لتحقيق التوازن في الأسواق ، ولا أحسب أن هذا يعني غير استقرار الأسعار التي تأرجحت هبوطًا وصعودًا ، وكان يجب على الأطراف ذات العَلاقة للخروج من هذه الحالة ، تشكيل لجنة محايدة ذات مصداقية ، لتحديد التكلفة الإجمالية الحقيقية للمنتَج في ضَوْء الظروف الحالية ، وتحديد نسبة ربح مناسبة ، وتحديد السعر للمستهلك بما لا يثقل كاهله ، وبما يوفر للمستثمر هامشًا مقبولاً من الربح.


 
وفي حقيقة الأمر فإنني إلى الآن لم أبدأ الموضوع الذي أريد ، وهو الموضوع الذي يبدأ ويدور حول تساؤل يثيره مثل هذا القرار: فإذا افترضنا أن مزارع الدواجن العاملة في المملكة ، لا تستطيع تأمين الكمية المطلوبة للمستهلكين ، وعاجزة عن الوفاء باحتياجات الوطن ، لماذا يتجه تفكيرنا مباشرة للاستيراد؟! هل الجهات المسؤولة عاجزة عن دعم المزارع المنتجة ، ومساعدتها في تطوير نفسها ؛ من خلال توفير احتياجاتها ، وتذليل الصعاب أمامها ، بما يخدم المصلحة العامة ، تشجيعًا للصناعات الوطنية ، والمحافظة عليها ، والتوسع فيها؟ أليس بإمكانها وضع خُطط قابلة للتنفيذ تُفضي إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع؟

 ألا تستطيع الجهات ذات العلاقة إغراء المستثمر الأردني ، وتشجيعه على الاستثمار في هذا النشاط ، والمساهمة في مثل هذه المشاريع؟

 وهل من الصعب إنشاء شركات مساهمة ذات مصداقية ، يساهم فيها المغتربون ؛ لإنتاج كميات إضافية من الدواجن والبيض؟

 ليس لتأمين احتياجات المستهلكين في السوق المحلي فقط ، بل أيضًا للتصدير ؛ لما في ذلك من محافظة على إبقاء أموال الخزينة داخل الأردن ، وجلب كميات من النقد نحن بحاجة إليها من خلال التصدير للأسواق الخارجية.


 
إذا كنا لا نملك إلى الآن آبار النفط ، فإننا نملك ثروة العقل والإرادة والتحدي والثقة بالنفس ، هذه الثروة التي يجب أن نوظفها في المجالات المتاحة ، وهي قطاع الزراعة ، والتصنيع الغذائي ، لتنويع مصادر الدخل ، فالفائض من المنتجات الزراعية الحالية ، والمنتجات التي من المفترض توافرها من خلال الاستثمار الأمثل للأراضي الزراعية ، كمزارع حديثة نموذجية في أنحاء المملكة ، قادرة على تحريك عجلة التصنيع الغذائي في الأردن ؛ لتأمين الغذاء للطبقات الفقيرة من خلال الخضار المعلبة بأنواعها بأسعار في متناول الجميع ، وتصدير كميات من هذه المعلبات إلى الأسواق الخارجية ، وهي سلعة رائجة في أسواق دول الإقليم وغيرها.


 
هناك نماذج كثيرة ومتنوعة في العالم ، وأمثلة محفزة على الاستغلال الأمثل في قطاع الزراعة ، في دول تفتقر إلى مقومات الزراعة ، وأول هذه المقومات: الأراضي الصالحة للاستثمار ، فمن هذه النماذج (هونج كونغ) ذات الكثافة السكانية العالية ، والتي تُعد من أهم مراكز المال والأعمال في آسيا ، كما تشتهر بأبراجها العملاقة ، وناطحات السحاب الشاهقة ، أمّا إجمالي المساحة الصالحة للزراعة فيها فلا يتعدى أربعة آلاف وخمسمئة دونم ، مما دفعها لاستثمار أسطح البنايات والأبراج التي يبلغ إجمالي المساحة المتاحة للزراعة عليها قرابة سبعة آلاف دونم!! ، والتي ستوفر كميات من الخضار في محاولة لسد بعض احتياجات السكان ، فإذا كان الله قد منَّ علينا بهذه الأرض المباركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فبلغت الأراضي الصالحة للزراعة في المملكة حسب معلومات رسمية مسؤولة (خمسة وعشرين مليون دونم) قابلة للزيادة ، وإذا كان جلالة الملك قد أكد في أكثر من مناسبة ، على أولوية الاستثمار في مجال الزراعة على مستوى المملكة ، بحيث تعود هذه الاستثمارات بالنفع على أبناء الوطن ، وبما يُحقق الأمن الغذائي ... وإذا كان جلالته قد أكد على أهمية الاستفادة من العقول والأيدي الأردنية ، لمصلحة القطاع الزراعي ، والتخفيف من الفقر والبطالة ، فماذا ننتظر؟.


 
 إننا بحاجة إلى رجال تحركهم الغيرة على الوطن ، يسارعون لوضع خطط واقعية عملية ، قابلة للتنفيذ العاجل والسريع ؛ لاستثمار الإمكانيات والطاقات ؛ لتحقيق الأمن الغذائي ، واستثمار الفرص المواتية حاليًا بسبب الظروف المحيطة ، والتي تعمل لصالح المنتجات الزراعية الأردنية ، وتساعدنا على تسويقها للخارج.


 
وبعد ... فإننا نتابع الاجتماعات ، ونشاهد المؤتمرات ، ونسمع القرارات ، ونقرأ التوصيات ، إلا أن المواطن العادي لا تهمه الاجتماعات ، ولا المؤتمرات ، إنما كل همه توفير احتياجاته الأساسية ، بما يتناسب مع دخله المحدود ... والعاطل عن العمل لا تهمه القرارات ، ولا التوصيات ، بل كل همه أن يجد عملاً يتناسب مع تخصصه ، في مصنع أو مزرعة ، أو غير ذلك مما توفره له الجهات ذات العلاقة ... هم جميعًا يريدون نتائج ملموسة لهذه الجهود ، تنعكس إيجابيًا على حياتهم ... وكلنا في النهاية مسؤولون عن توفير الحياة الكريمة للمواطن ، وبناء الوطن ورفعته ، والحفاظ على سلامته ومسيرته.