شريط الأخبار
الملك يتصل برئيس الامارات معزيا مسيرات تضامن واسعة مع غزة بمحافظات الاردن الملكة رانيا تستنكر "العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين وتدعو للتطبيق المتساوي للقانون الدولي المناضل قراقع من "منتدى العصرية":معاناة الأسرى الفلسطينيين دخلت مرحلة جديدة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن "أنصار الله" تعلن بدء استهداف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر المتوسط إصابة 8 عسكريين سوريين بضربة إسرائيلية في محيط دمشق تواصل القصف العدواني الاسرائيلي والمقاومة ترد باتجاه محور نتساريم "الأطباء الأردنية" تنعى استشهاد عضوها د. البرش تعذيبا بغزة اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي ولي العهد يهنيء العمال بعيدهم الملك يؤكد ضرورة تطوير صادرات الفوسفات.. ويشيد بما حققته الشركة من نتائح الملك يستقبل بلينكن ويحذر من خطورة عملية عسكرية في رفح الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل المعايطة: الانتخابات ستجري بكل شفافية..وزيادة مراكز الاقتراع المختلطة الحكومة والأمانة تبشرانكم: قريبا جدا تشغيل كاميرات رصد مخالفات حزام الأمان والهاتف

الدكتور محمد علي النجار يكتب :

عين من طين ... وعين من عجين!!.

عين من طين ... وعين من عجين!!.
 
قبل أكثر من شهر كتب الأستاذ باسم سكجها مقالاً في الزميلة "عمون" يعبر فيه عن الواقع ، ويلامس شعور الكثيرين من أرباب القلم ، محبي هذا الوطن ، والفكرة المفتاحية لمقاله: (لمن نكتب ، ولماذا نكتب؟!) ... ولعل المقال يمثل همسة عتاب ، أو ربما كان صرخة احتجاج في أذن ، أو في وجه من لا يقرأ ما يكتبه الغيورون وهم كثر ، أو من يقرأ ، ولا يعير اهتمامًا لما يقرأ.
كان مقال الزميل سكجها بعنوان: "لنكسر أقلامنا ... لأن آذانهم من طين وعجين" ولعل تكسير الأقلام يفرح بعضهم ، ويريح بعضهم الآخر!! .. كان المقال بمثابة كلمة حق أُريد بها تحريك المشاعر ، وتنظيف الآذان ، وتنبيه الغافلين لعلهم لما يُكتب يقرؤون ، ولما يُقال يسمعون ، ولما يدور حولهم يتنبهون!!.
 
عشرات المقالات ، بل مئات الكتابات التي تتناول هموم الوطن والمواطن ، تملأ الصحف الورقية والإلكترونية ، لم يكتبها أصحابها على محمل الترف الذهني ، أو الترف الصحفي ، أو لملء أوقات فراغهم ، بل كان الكاتب منهم يقتطع جزءًا من وقته ، ويستخدم قدرًا من عصارة فكره ، ممزوجًا بحسه الوطني ويوظف كتاباته ، ليطل علينا بمقال موجه بصورة مباشرة ، أو غير مباشرة إلى من يهمهم الأمر!!.
 
نعم ... لمن يهمهم الأمر .. فالمقالات التي بين أيدينا تتناول مناحي الحياة في الوطن ، وما يثقلها من بطالة ، وفقر ، ومعاناة ، وغلاء ، وسوء إدارة ، وتقصير هنا ، وإهمال هناك ، ومحسوبية ، وما إلى غير ذلك من قضايا تلوكها ألسنة العامة ، قبل أن يتناولها كتاب الوطن المخلصون ، ويضيفوا في مقالاتهم النقاط إلى الحروف ، ويضعوا أصابعهم على الجروح ، ويشخصوا الداء ، وكثيرًا ما يحددون العلاج والدواء ، وهم بذلك يستحقون الشكر والتقدير من المسؤولين ، كونهم يمثلون عيون المسؤولين ، وفي ذات الوقت لسان حال المواطنين ، وهي معادلة رائعة ، لو تم الأخذ بها على أرض الواقع ، إلا أن الواقع يقول شيئًا آخر ؛ فهموم المواطن حاضرة ، أما عيون المسؤولين فغائبة حائرة ، ومن هنا لم يعد المثل حكرًا على الأذنين ، فقد أصبحت العينان أيضًا ، عين من طين وعين من عجين!!. 
 
لقد أحسن الزميل باسم سكجها ، عندما أتبع مقاله هذا بمقال آخر في اليوم التالي لتكتمل الصورة ، فتحدث عن "حزب الفقراء ... والضغط الذي يولد الانفجار" ، هذا القطاع من البشر الذي لا يعيره أحد اهتماماته ، ولا يشعر أحد بمعاناته ، إلا من عايش همومه .. فمَن كان راتبه في يوم واحد يعادل راتب شهر كامل لمواطن كادح ، فمن الطبعي ألا نتوقع من الأول ، أن يشعر بمعاناة الأخير!!.
 
إن تآكل الطبقة الوسطى ، وتنامي طبقة الفقراء ، هو نتيجة طبيعية لوجود الأذنين ، أو العينين من طين وعجين ، فلو تفقد المسؤولون ما يدور في مقالات الكتاب والصحفيين من أبناء الوطن المخلصين الغيورين ، واسترشدوا بها ، وأخذوا منها ما يعينهم على تحديد أولوياتهم ، ووضعوه في مكانه اللائق في أجنداتهم كجزء من خطط أعمالهم ، لما رأينا طوابير البطالة تزداد ، وما سمعنا الشكاوى من الفساد ، ولا عم أسواقنا التراجع والكساد.
 
لقد نبه كثيرون إلى خطورة الصبر الذي يمارسه الفقراء على أنفسهم ، لأن الصبر له حدود! ، ونبه كثيرون إلى أهمية مواجهة الواقع ، وأنْ كفانا دس الرؤوس في الرمال ، فثمة مشكلات تحتاج إلى حلول ، أو محاولات لحلها ، حتى يشعر المواطن أن هناك من يشعر بمعاناته ، ونحن نشهد من يحاولون الصيد في الماء العكر ، ولا بد من سحب البساط من تحت أقدامهم ، فمشكلة البطالة على سبيل المثال يجب أن تكون على سلم الأولويات ، إذ لا أحد يستطيع أن يجزم بأن البطالة مشكلة لا حل لها ونحن بلد المليون من العمالة الوافدة! ، ولا أحد يستطيع أن يجزم بأن وزارة الزراعة ، ووزارة الصناعة ، ووزارة العمل ، ووزارة التخطيط وغيرها من الوزارات ، عاجزة عن حل مشكلة البطالة لو تحركت جميعها في هذا الاتجاه.
 
يقول أحد العارفين: كل مشاكل الأردن لها حلول ، لو وجدت رجالاً مخلصين لوطنهم ، حريصين عليه ، يحاسبون أنفسهم بأنفسهم على إنجازاتهم ، يؤمنون بأن وظائفهم هي من باب التكليف ، وليست من باب التشريف.
 
في رسالته التي وجهها للشعب ، أكد جلالة الملك حفظه الله على أهمية التغيير الإيجابي ، وحث على استعادة صدارتنا في مجال التعليم ، والنهوض باقتصادنا ، ومواجهة الفقر والبطالة ، ورفع مستوى المعيشة ، ومضاعفة فرص العمل المتاحة ، وتجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات ، ومحاسبة المقصرين في أداء واجباتهم تجاه الوطن والمواطن ، وأكد جلالته على حاجة الوطن للمسؤول الذي يتحلى بالشجاعة في اتخاذ القرار الجريء السليم الذي يخدم الوطن ، وضرورة أن يتقبل المسؤول النقد البناء ، الذي يساهم في تصحيح المسار  ... هذا ما يريده جلالة الملك للأردن الجديد في مئويته الثانية ، وهذا ما يتمناه المواطنون .. 
 
نتمنى أن يباشر المسؤولون كل في موقعه ، بتحمل مسؤولياتهم ؛ لتحقيق ما يصبو إليه الجميع ، من عمل وبناء .. وإخلاص وعطاء .. وتقدم ونماء .. وأمن ورخاء.       
    
حفظ الله الأردن أرضًا مباركة .. وشعبًا مخلصًا .. وقيادة هاشمية رشيدة ..