شريط الأخبار
الملك يتصل برئيس الامارات معزيا مسيرات تضامن واسعة مع غزة بمحافظات الاردن الملكة رانيا تستنكر "العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين وتدعو للتطبيق المتساوي للقانون الدولي المناضل قراقع من "منتدى العصرية":معاناة الأسرى الفلسطينيين دخلت مرحلة جديدة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن "أنصار الله" تعلن بدء استهداف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر المتوسط إصابة 8 عسكريين سوريين بضربة إسرائيلية في محيط دمشق تواصل القصف العدواني الاسرائيلي والمقاومة ترد باتجاه محور نتساريم "الأطباء الأردنية" تنعى استشهاد عضوها د. البرش تعذيبا بغزة اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي ولي العهد يهنيء العمال بعيدهم الملك يؤكد ضرورة تطوير صادرات الفوسفات.. ويشيد بما حققته الشركة من نتائح الملك يستقبل بلينكن ويحذر من خطورة عملية عسكرية في رفح الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل المعايطة: الانتخابات ستجري بكل شفافية..وزيادة مراكز الاقتراع المختلطة الحكومة والأمانة تبشرانكم: قريبا جدا تشغيل كاميرات رصد مخالفات حزام الأمان والهاتف

تقدير موقف.. هزّتان سياسيتان قد تنهيان حكومة نتنياهو

تقدير موقف.. هزّتان سياسيتان قد تنهيان حكومة نتنياهو


أمير مخول

مركز تقدم للسياسات- لندن

 

تقديم : عمّقت عملية حواره يوم السبت 25/3 التناقضات داخل ائتلاف نتنياهو الحاكم وبينه وبين المؤسسة الأمنية وحصريا الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك".

جاء تصريح يوآف غالانت برفضه القاطع للانقلاب القضائي ودعوته الى وقفه الفوري، بمثابة نزع ثقة عن نتنياهو وتمرّدا على زعامته السياسية، يضاف الى الاعضاء القياديين الاخرين في الليكود وفي الحكومة والذين اذا ما أصروا على مواقفهم سيفقد الائتلاف الحاكم الاغلبية في الكنيست التي تتيح له المضي في التشريعات.

أكد غالانت في تصريحه: "بصفتي وزيراً للأمن في دولة إسرائيل فإنني أقول وبالشكل الأكثر وضوحا، بإنّ الشرخ الأخذ بالتعمق في المجتمع يخترق الجيش والاجهزة الأمنية. إنه خطر واضح وفوري وملموس على أمن إسرائيل، ولن أسمح لمثل هذا الأمر... مشاعر الغضب تغذي مشاعر الألم وخيبة الأمل من كل صوب، وبقوة لم أشهدها في حياتي. إنني أرى كيف تتآكل مواطن قوتنا...والان ايضا اؤكد بأنني مستعد للمخاطرة من أجل دولة إسرائيل وأن أدفع الثمن [الإقالة من قبل نتنياهو ["

تحليل: على الرغم من تصاعد المظاهرات الاحتجاجية في الأسابيع الأخيرة والرسائل الإقليمية والدولية، إلا أن حكومة نتنياهو واصلت تمرير التشريعات ضمن ما يطلق عليه الانقلاب القضائي. بدأت الأصوات الصادرة عن المؤسسة الأمنية والعسكرية بتحذيرات متواضعة، تحوّلت الى إنذارات شديدة اللهجة وواضحة بشأن تأثير التشريعات على المؤسسة الامنية وخسارة اسرائيل لمواطن قوتها الاستراتيجية، وكان آخر التحذيرات من الشركة الحكومية "رفائيل" وهي اختصار ل"سلطة تطوير الوسائل والمكونات الحربية" التي بدأ يطالها التفكك وخسارة علاقات استراتيجية مع بلدان في العالم بما فيها العربية.

مع اتساع رقعة التهديدات برفض الخدمة العسكرية ومع تراجع امتثال جنود الاحتياط في وحدات نخبة الى النصف، تعالت أصوات قيادة أركان الجيش، سواء كانت مباشرة من خلال رئيس الأركان ولقائه نتنياهو أو اجتماع كامل هيئة أركان الجيش مع وزير الأمن غالانت، والذي جاهر بعد تردد بموقف صارم من نتنياهو والائتلاف الحكومي. فالتشريعات براي المستوى الأعلى في الجيش إذا ما تواصلت "سوف تمسّ الجهوزية العسكرية، والكفاءات القتالية والقدرات الاستخباراتية العسكرية"، وبحسب الاعلام الاسرائيلي، تم إلغاء عدد من العمليات التي كانت جاهزة للتنفيذ، دون البوح بجوهرها.

تحدثت التحذيرات الأمنية عن حالة الانقسام في الجيش وتحوله الى ما يشبه جيشين في الضفة الغربية، واحد في خدمة الدولة والآخر في خدمة سموتريتش والمستوطنين من أتباعه، وتذمر "الشاباك" من أن دور قوى الصهيونية الدينية وميليشياتها في الضفة الغربية وحصريا عند وقوع عمليات فلسطينية بات معوّقا لقدرة الجيش والشاباك على التحرك، وباتت تستنزف قدرات الجيش بدلا من انشغاله في مطاردة منفذي العمليات والتحقق من حيثياتها.

اثبتت عملية حوارة الثالثة، خلال الاسابيع الاخيرة والتي نفذتها كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ما كان يخشاه جيش الاحتلال وهو تآكل قوة الردع الاسرائيلية وتآكل قدرة الاستخبارات العسكرية والشاباك على رصد العمليات الفلسطينية وهي في طور التخطيط. لا يغيب عن المداولات التي خرجت للعلن، أنه وجراء تصريحات قادة عسكريين وبالذات من قوات النخبة والمستعربين بتقفّي أثر المقاومين الفلسطينيين من خلال تتيّع أجهزة الهاتف النقالة خاصتهم، باتت المجموعات الفلسطينية شبه المنظمة تعتمد السرية وعدم استخدام الهواتف، مما افقد الاستخبارات الاسرائيلية قدرة رصد العمليات قبل ان تنجز

كما أكدت عملية حواره للإسرائيلي بمن فيهم أتباع بن غفير وسموتريتش بأن الحكومة الحالية المؤلفة من "اليمين الصافي" كما يطلقون عليها، هي من أكثر الحكومات اخفاقا في مجالات الأمن وتوفير الأمان، بل والأضعف في هذا المجال بعد أن بدأت بوادر تصدّع تظهر في المنظومات والأجهزة الامنية وتنافر وحتى تناقض بين عقيدتها القتالية، وسياسات، وسلوك نتنياهو ،ووزرائه. وهناك غضب ايضا داخل صفوف الصهيونية الدينية تجاه سموتريتش وبن غفير المخفقين بنظرهم في هذا الصدد. أن الرسالة للمجتمع الاسرائيلي والتي باتت لها أصداء هي أن اقصى حدود القوة والسطوة الاحتلالية باتت قاصرة عن تحقيق أهدافها، بل ألحقت الضرر بالأمن الاسرائيلي.

 

شكّل موقف غالانت بالنسبة لنتنياهو هزة ارضية سياسية تطال آخر قلاعه التي يتحكم بها وهي الليكود، كما ان قيام غالانت بخطوته بعد يومين من منع نتنياهو له اجراء مؤتمر صحفي، وبوجود نتنياهو في بريطانيا، بمثابة حجب ثقة وتأكيد على احتمالية انقلاب داخل الليكود يحول دون الانقلاب القضائي. وكان لافتا ترحيب رئيس المعارضة لبيد بخطاب غالانت.

يسعى نتنياهو الى تطويع وزير الزراعة الحالي ورئيس الشاباك السابق آفي ديختر، وإغرائه بتعيينه وزيرا للأمن بدلا من غالانت في حال لم يتراجع الأخير عن تمرده على نتنياهو، لكن التقديرات تقول بأن ديختر كان مرشحا للتمرد على نتنياهو لكن يبدو ان عرض وزارة الأمن عليه قد يعيده لخدمة نتنياهو، ولكن قد يفقده أي تأييد لاحق بعد ان يصطدم مع موقف الجيش.

قيام بن غفير بدعوة نتنياهو الى إقالة الوزير غالانت المحسوب على صقور الليكود باعتباره "يساريا" و"طابورا خامسا"، هو تأكيد على ان هدف الصهيونية الدينية من التشريعات ليس الاجراءات بحد ذاتها، بل أن التطورات الاخيرة ستشكل سدا اجرائيا امام تنفيذ غاياتها بالضم والتطهير العرقي وشرعنة كل البؤر الاستيطانية. كما أن خطوة بن غفير تؤكد مدى سطوته على نتنياهو وتدخله في شؤون حزبه حتى.

 

خلاصة:

 

إذا ما فقد نتنياهو تأييد اربعة من وزرائه للانقلاب القضائي فإنه سيخسر ومعه وزير قضائه ليفين المعركة على الحكم، وستكون هذه بداية نهاية حكومته، وستتيح متابعة الإجراءات القضائية ضده وقد يكون مصيره السجن.

موقف وزير الأمن والمؤسسة العسكرية من شأنه ان يشجع رئيس الدولة هرتسوغ على حسم موقفه بشكل فعلي ضد نتنياهو وحكومته، كما من شأنه ان يزيد عزلة نتنياهو دوليا وعربيا وتحديدا مع الادارة الامريكية كما لم يكن يوما.

من الاهمية بمكان ان تتبلور المواقف العربية والفلسطينية بشكل يدفع إلى سد كل الطرق أمام نتنياهو وحكومته ومشاريعها.