شريط الأخبار
من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة إيلون ماسك متشائم : نهاية الدولار وشيكة اليمن ترحب باستضافة قادة حماس اذا ابعدوا من قطر انخفاض قليل على الحرارة اليوم وكتلة باردة غدًا انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات

انتصار العرب يبدا بوقف هزيمة الوعي (1 – 2)

انتصار العرب يبدا بوقف هزيمة الوعي  (1 – 2)


ماجد توبه

الوعي قبل الموقف وقبل الارادة.. هذه هي قاعدة الحياة الذهبية للفرد او للجماعات او الشعوب. بلا وعي ولوكنت اشجع الشجعان فانت ذاهب للهلاك والخسارة المجانية، وكذا الأمر مع الشعوب فالموقف والفعل دون وعي وتفكر حرث في الهواء، بل وأخطر من ذلك هو حفلة جنون وتدمير للذات واستنزاف لكل مكامن القوة والايجابية في الشعب او الأمة.

بعيدا عن المقدمة الفلسفية، لكن في القلب منها، ونحن نتحسر ونموت في اليوم مائة مرة من حجم العربدة والهمجية الاسرائيلية الاميركية الغربية وهي تعمل في حرب الابادة في الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية، وسط عجز عربي غير مسبوق امام هول المجزرة المفتوحة، عجز عربي شعبي وتواطؤ رسمي يعجز حتى عن حفظ ماء الوجه بادخال قطرات الماء والاغذية والادوية والوقود لشعب محاصر ينزل عليه الموت من السماء حمما نارية على مدار الساعة والدقيقة.

نقول قي هذا الوقت، يطرق سؤال الوعي والتاريخ بكل قوة رؤوسنا جميعا.. افرادا وجماعات وحكومات واحزاب ومثققين. لم نصل كعرب ودول عربية في يوم من الايام بتاريخنا الحديث الى هذا الدرك الاسفل من العجز والهوان. خاض الفلسطينيون والعرب حروبا كثيرا مع العدو الاسرائيلي وغيره من مستعمرين في المائة عام الماضية، نعم خسرنا اغلب المعارك مع اسرائيل لكنها لم تقسُ على ارواحنا وانسانيتنا كما يفعل هذا العدوان البربري اليوم.

 عن أي وعي نتحدث؟ لماذا ضربنا في مقتل قبل ان نصل الى هذا العجز امام الابادة المفتوحة في غزة وفلسطين؟ لنتذكر اولا ان هزيمة عام 1967 امام اسرائيل بست ساعات لم تكسر في النهاية ارادة العرب بعد ان زلزلت وعيهم، فذهب عبد الناصر واغلب الدول الفاعلة يومها الى التحضير الجدي لاستعادة الكرامة المهدورة ويكفي ان تعود لقراءة ما كتبه مؤرخو وعسكريو تلك المرحلة من عرب واسرائيليين واجانب لتعرف ان وعي الهزيمة الصاعقة دفع لبناء اقوى الجيوش في مصر وسوريا والعراق والجزائر بالاستعانة بالاتحاد السوفياتي، وكيف باتت لاءات الخرطوم عقيدة متماسكة للعرب، بانتظار ساعة الصفر.

ثم جاءت نكسة وعي جديدة بعد موت جمال عبد الناصر قبل استكمال استعدادات التحرير، وصعود السادات الذي انقلب على عبد الناصر ومصر وعقيدتها وعاد ليراهن على اميركا وخطاب سلام المهزوم، ولولا ان الجيش المصري العظيم لم يكن ليستطيع السادات ولا غيره الوقوف بوجهه وقد استعد لمنازلة الكرامة الكبرى لما ذهب السادات لحرب 73 مع سورية وبدعم العراق وجزائر هواري بو مدين واغلب الدول العربية، لكن غياب الوعي بقوة هذه الامة والرهان على اوهام السادات المريضة باستمالة اميركا، حولت نصر اكتوبر 73 الى هزيمة ذهبت في النهاية بمصر، الدولة العربية المحورية الاولى، الى خيار الاستسلام بكامب ديفيد لتخرج من معادلة الصراغ مع العدو.

 الوعي بقداسة فلسطين ومحوريتها العربية دفعت ايضا السعودية زمن الملك فيصل بن عبد العزيز الى اكبر تمرد على امبراطورية الشر الاميركية وقاد في حرب اكتوبر مقاطعة العرب لتوريد النفط للغرب، لكن السادات الذي ابتلى الله به مصر المحور الاهم بالوطن العربي ضيع كل هذه المواقف والتضحيات ليقلب النصر لهزيمة ما نزال ندفع ثمنها حتى اليوم.

حادثة اخرى تعكس مدى الوعي القومي الذي كان يردع امبراطورية الشر الاميركية وغربها الذيلي سجلها عراق الشهيد صدام حسين، فعندما قررت اسرائيل في مطلع الثمانينات، اي في عز الحرب العراقية الايرانية، اعتبار القدس الموحدة عاصمة للكيان، بادر صدام فورا بوعي القائد العروبي الى زيارة الملك خالد بن عبد العزيز في الرياض، ليحثه على ان يعلن العرب ومن عاصمة المسلمين في العالم انهم سيقطعون العلاقات مع اي دولة تعتبرف بالقدس عاصمة لاسرائيل وهو ما كان، ولم تجرؤ حتى الولايات المتحدة على مثل هذا الاعتراف، الى ان جاء المهووس الصهيوني دونالد تامب في اكثر فترات العرب مرضا وتفككا ليخرق هذا المبدا ويعترف بالقدس عاصمة للكيان.

في المقال المقبل نكمل كيف خسر العرب معركة الوعي في محطات مهمة تراكمت الى ان وصلنا الى مرحلة ان تباد فلسطين وسط عجز وتواطؤ عربي مخزي!