شريط الأخبار
طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية

حزب الله.. ونيرون تل ابيب وحسابات اميركا

حزب الله.. ونيرون تل ابيب وحسابات اميركا


ماجد توبه

على خطى نيرون، الامبراطور الروماني الذي احرق روما بلحظات جنونه ليعيد بناءها كما يشتهي في القرن الاول الميلادي، يبدو نتنياهو وعصابة حربه ساعين الى حرق الاخضر واليابس واشعال المنطقة كلها وتوسيعها من نطاق قطاع غزة، وذلك أمام الفشل الاستراتيجي والعسكري المتراكم الذي غرقوا فيه في غزة، وبحثا عن نجاة شخصية لاعضاء العصابة الصهيونية من المصير المحتوم له، في السجون والقضاء على مستقبلهم السياسي وربما الشخصي ايضا!

بخلاف ما ترأتيه الولايات المتحدة، التي لم تكن اسرائيل لتقف على رجليها وتستمر بالتنفس لولا دعمها المطلق في عدوانها الحالي بعد كسر شوكتها بطوفان الاقصى وصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، فإن الواضح ان نتنياهو وعصابته سواء في حكومته المتطرفة والمنفصلة عن الواقع او في قياداته العسكرية والامنية المجروحة في كبريائها، يسعون جاهدين لتوسيع ساحة الحرب لتطال لبنان ومع حزب الله ومع ايران ايضا، لجر الولايات المتحدة للتورط المباشر بالحرب وخلط جميع اوراق المنطقة، وبما يصب في هروب نتنياهو وعصابته من ساعة الحقيقة والمحاسبة والاندثار الشخصي من تاريخ اسرائيل والمنطقة.

اغتيال القائد الفلسطيني الكبير صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل سيادة حزب الله وخرق اسرائيل لقواعد الاشتباك مع المقاومة اللبنانية يهدف بوضوح لجر حزب الله الى الحرب وفتح الجبهة الشمالية رغم ما يحمله ذلك من اخطار وحرائق ستلحق باسرائيل كما تلحق بلبنان. كما ان تفجيري كرمان الايرانية الارهابيين والتحرش بايران بالعديد من الاغتيالات والاستفزازات من قبل اسرائيل يهدف بوضوح ايضا لجر ايران للحرب، ما سيورط الولايات المتحدة بالدخول مباشرة بالحرب وتحولها لاقليمية ذات اثر عالمي خطير.

الولايات المتحدة تتمنى الدخول بحرب طاحنة والقضاء على حزب الله وايران، لكن حسابات الواقع تختلف عن الامنيات، وادارة بايدن المتصهينة ترى ان على اسرائيل ان تكتفي اليوم بحربها على غزة وعدم التوسع لحرب اقليمية لاسباب موضوعية وذاتية عديدة ليس هنا مكان شرحها، فيما باتت اميركا على قناعة انها لا تتعامل مع دولة ومؤسسات باسرائيل بل مع شخصيات متطرفة ولها اجنداتها الشخصية لها حساباتها البعيدة عن حسابات الواقع واميركا بل وحتى اسرائيل ككيان.

الخلافات بين الطرفين لم تعد خافية وباتت علنية تتحدث فيها الصحف الاميركية والاسرائيلية، وما يمنع تفجيرها علنا والوصول الى اللحظة الحرجة حتى الان هو صبر اميركا والتزامها الاستراتيجي المطلق بامن اسرائيل ومساعدتها بمحو اثار هزيمة 7 اكتوبر الاستراتيجية وتمكينها من استعادة قدرة الردع، لكن اميركا تريد ذلك ان يتحقق في غزة لا في الضفة الغربية المحتلة ومع حزب الله وايران واذرعها بالمنطقة.

وحتى في هذه، تحقيق صورة من النصر الاسرائيلي في غزة، باتت حلم ليلة صيف بالنسبة لامريكا واسرائيل، مع ثبات المقاومة والشعب الفلسطيني واتساع معارضة الراي العام الامريكي والعالمي لحرب الابادة والمجازر بغزة.

امريكا وبعد اطالة امد حرب غزة دون انتصارات اسرائيلية حقيقية تحاول ان تبحث لاسرائيل عن مخرج يحفظ ماء وجهها ولا يخرجها عما تريده اميركا، لكن نيرون تل ابيب وعصابته لا يبحثون عن خلاص الكيان من الورطة وحل ازمته، بل يبحثون عن خلاص فردي والهروب من المسؤولية والمحاسبة في "يوم ما بعد غزة" ولتشتعل روما تل ابيب واسرائيل والاقليم ولتتورط امريكا وجنودها واساطيلها في هذا الحريق الكبير.

في السياق، يبدو ان ايران وحزب الله، يتعاملان حتى الان انطلاقا من هذه الرؤية للخلاف الامريكي الاسرائيلي لاهداف ومديات الحرب، ويتجنبان بصبر استراتيجي الانجرار لاجندة نتنياهو وعصابته ويحافظان على قواعد الاشتباك الحالية رغم كل الاستفزازات والهدف فيما يبدو تعزيز الخلاف الاستراتيجي بين امريكا واسرائيل من جهة، وتحسب الطرفين لحجم الاضرار التي يمكن ان تحصل عند الاصطدام الشامل مع اسرائيل والولايات المتحدة والغرب مجتمعين في حرب تفرض اسرائيل توقيتها.

الصبر الاستراتيجي لحزب الله وايران ليس شيكا مفتوحا ولا خيارا وحيدا على الطاولة، لكنه قابل للتغيير اذا لم يلجم نتنياهو وعصابته ويسلموا بالهزيمة التي لحقت بهم في غزة، والرضوخ للاستراتيجية الامريكية التي لا تريد حربا اقليمية تتورط بها!