شريط الأخبار
طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية

لا عهد لهم .. اعلامنا امام فرصته التاريخية ..

لا عهد لهم .. اعلامنا امام فرصته التاريخية ..



 اشرف محمد حسن 

     على مدار ثمانون سنة والاعلام العربي تجاه قضايانا القومية والدينية بما فيها القضية المحورية وهي القضية الفلسطينية يراوح مكانه فلم يقدم شيء ، جل ما قدمه كان فقط للمجتمع العربي حيث كان يعرف كامل تفاصيلها خاصة الأجيال التي عاصرت مفاصلها فمنذ النكبة الى النكسة الى كامب ديفد وصولا الى  أوسلو وما ترتب عليها من تداعيات ساهمت في دمار ثقافتنا العربية وزادت من التفرقة في المجتمع العربي ولم يتوجه الاعلام العربي الى المجتمعات  الغربية او باقي الثقافات والشعوب في العالم بالرغم من وجود بعض المحاولات ومنها أفلام مصطفى العقاد الرسالة وعمر المختار والتي نجحت نجاحا باهرا عند عرضها الا انها بقيت محدودة ولم يبنى عليها ولم ينتج غيرها بمستوى عالمي يعتمد التوجه للآخر وبلغته وأيضا القنوات الإخبارية فحتى هذه اللحظة لم تقدم سوى محطة واحدة او اثنتين فقط وتتحدث باللغة الإنجليزية ولكن .. ماذا عن باقي اللغات ..؟  رغم أهميتها واهمية وجودها وما تقدمه الا انها غير كافية فالقنوات الإخبارية لا يبحث عنها او يشاهدها الا المهتم فقط فالمواطن العادي لا يتوجه لها لأجل البحث عن معلومات لا تعنيه في حياته بشيء او متابعة اخبار منطقة الشرق الأوسط ، فبشكل عام الامر لا يعنيه فهذه القناة او القنوات  تعتمد الأسلوب المباشر فقط ، واشدد هنا على أهمية وجودها واهمية ما تقدمه الا انه غير كافي ، فلا بد من وجود محطات أخرى وبكافة اللغات بالإضافة الى الأساليب الأخرى الغير مباشرة تحقق استقطاب المشاهد لإثارة دوافع البحث لديه عن المزيد من المعلومات واصل الحدث ليتوجه لهذه القنوات والمواقع فكافة وسائل الاعلام العربية تخاطب نفسها ، الشعوب العربية تدرك بشكل عام ابعاد قضيتنا الفلسطينية على أهمية ذلك بهدف توعية أجيال الشباب والاطفال الا ان الشعوب الأخرى لا تعرف شيئاً عنها ولا حتى عن قضايانا العربية والإسلامية فالمجتمعات الأخرى لا تعرف سوى الصورة التي قدمتها الاعلام الصهيوامريكي وترددها وسائل الاعلام الأخرى المتصهينة لهذه الشعوب والمجتمعات بلغاتهم ووفق ثقافاتهم في غياب تام للحقيقة ووجهة النظر الأخرى فالمواطن البسيط في تلك المجتمعات غير مهتم في البحث عن اخبار لا تعنيه في حياته العادية في شيء . 
على عكس اعلامنا تماما كان الاعلام الصهيوني يعمل جاهداً على تصدير صورة مغايرة للواقع بما تخدم أهدافه منذ اوقات ما قبل النكبة وحتى هذا اليوم وبشتى الوسائل من الخطاب المباشر الى الدعاية الغير مباشرة من خلال الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية حتى الاعمال الاجتماعية والإنسانية لتكوين نمط تفكير تحدده الحركة الصهيونية في العالم ككل وفي كافة المجتمعات وتصدير قيم استهلاكية وبالأخص عند الشباب وانماط حياة محددة القناعات والأفكار التي تخدم مصالحه الى غير ذلك من وسائل الدعاية المختلفة بطريقة ( دس السم بالعسل ) وبكل اللغات وفي كافة المجتمعات فكان يخاطب كل مجتمع بما يناسبه ويعتمد الأسلوب الغير مباشر لاستقطاب الناس الى أفكاره الاستعمارية في الأصل ، ولعل جيلنا يتذكر أفلام الكاوبوي الامريكية والتي كانت تصدر صورة حول قبائل الهنود الحمر تظهرهم على انهم مجرمون وهمجيون في حين انهم شعوب وقبائل استقرت في أميركا لآلاف السنين، قبل أن يسحقهم مستوطنون ومهاجرون أوروبيون اغتصبوا أرضهم وأقاموا عليها ما يسمى حاليا الولايات المتحدة الأميركية، وغيّروا في الوقت ذاته التركيبة السكانية والهوية الثقافية لأميركا الجنوبية وقد كانت لديهم ثقافتهم التي عملت أمريكا على طمسها ومحوها من الوجود لغياب وجهة النظر الأخرى ونجحت في ذلك في اقناع العالم ككل للانحياز لصالح مجتمع المصالح الأمريكي الذي انشأه مجرمين منبوذين من المجتمعات الأوروبية تم تجميعهم وفق مصالح محددة تتضمن مصالح أصحاب الأموال فقط ولذلك المجتمع الأمريكي عبارة عن شركة استثمارية لاصحاب الأموال وسوق حر متاح فيه كل شيء ومن خلال الدعاية يتم تصدير الأفكار والسلع فكثرا ما يتم تصدير الأفكار التي تشعر الناس بحاجتهم لسلعة معينة انتجها مستثمرون في أمريكا .  
اما الان .. ومنذ 7/ تشرين الثاني 2023م استطاعت المقاومة الفلسطينية إعادة الوعي لجيل الشباب الذي عملت كافة الوسائل الإعلامية العالمية والعربية وعلى مدار عقود تفريغ الأجيال من ثقافتهم العربية والاخلاقية وكافة القيم والقناعات بجدوى المقاومة  وتغييب القضية الفلسطينية والتي هي أساس الإشكاليات في كافة المجتمعات العربية  بالإضافة الى تسليط الضوء على قضيتها عالميا كما استطاعت كشف جرائم الاحتلال الصهيوني وزيف ادعاءاته مع تطور وانشار وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، مما جعل المواطن الأوروبي او في كافة الدول المتقدمة مشاهدة الجرائم بشكل مباشر ودون تدخل سواء من وسائلهم الإعلامية المسيطر عليها أصلا من الصهاينة او من حكوماتهم التابعة للإدارة الصهيوامريكية الامر الذي اكسب القضية الفلسطينية بعض التعاطف من قبل المواطنين في تلك الدول بالإضافة الى الكثيرين من النجوم العالميين والمؤثرين من شتى بقاع الارض ، أدى ذلك الى تحركات في الشارع من خلال تظاهرات في تلك الدول ، في محاولات للضغط على حكوماتها التي يبتزها الكيان الصهيوني منذ عقود بحجة المحرقة " الهلوكوست " والتي لا وجود لها في الأصل حيث لم يقدم دليل واحد منطقي على وقوعها ورغم ذلك  ، تنساق وراء الإدارة الصهيوامريكية وتدعم الكيان الصهيوني ، تهدف تلك االتظاهرات الى وقف الحرب الصهيوامريكية ومجازر الإبادة الجماعية على قطاع غزة وفلسطين دون جدوى حتى الان فدعمها وتأييدها المطلق لا يزال مستمرا للصهاينة .  بل وان تلك الدول تساعد في ارسال متطوعين " مرتزقة " لدعم جيش الاحتلال الصهيوني . فجيش الاحتلال الذي تنفق عليه أمريكا والدول الأوروبية وأصحاب رؤوس الأموال هو المافيا التي تحقق لهم الحماية لمصالحهم من وجهة النظر الرأسمالية واصحابها ، فلماذا وحتى الان لم يتم استثمار انتصار 7/ أكتوبر وما تبعه من احداث وما ترتب عليه من كشف زيف ادعاءات الحركة الصهيونية عالمياً ومحاولة الوصول الى المواطنين في شتى بقاع الأرض وبلغاتهم من خلال توفير أفلام وثائقية تاريخية تشرح تاريخ الصراع العربي الصهيوني وفق الحقائق التاريخية ودون المبالغة بهدف التسهيل على الباحث في تلك الدول عن الحقائق بالإضافة الى محاولات استقطاب الجماهير في العالم نحو ثقافتنا العربية والإسلامية الحقيقية والتي عملت آلة الدعاية الصهيوامريكية على تشويهها منذ عقود لشرح قضايانا من خلال محاكات الثقافات الأخرى من خلال انتاج الأفلام السينمائية والاعمال الدرامية والبرامج بكافة أنواعها وبلغاتهم حتى نستطيع اثارت دوافع البحث لدى المواطنين في تلك الدول عن المزيد من المعلومات والحقائق حول واقعنا وقضايانا الإنسانية العادلة وثقافتنا العربية الاصيلة فقد نستطيع استثمار ذلك للتأثير على تلك المجتمعات كما ان المنتجين ورجال الاعمال قد يستطيعون تحقيق الأرباح المالية المباشرة نتيجة التعاطف الحالي ومن خلال استقطاب نجوم الصف الأول في العالم والاستعانة بهم ومن خلال مواقفهم المتعاطفة مع القضية الفلسطينية بعد اكتشافهم لزيف الادعاء الصهيوامريكي بالإضافة الى الاستعانة بالمؤثرين في السوشال ميديا ولكن .. علينا الإسراع في مثل هذا التوجه بهدف عدم اتاحة الفرصة امام آلة الدعاية الصهيوامريكية لإعادة ترويج الأكاذيب وعزل اعلامنا وثقافتنا عن شعوب العالم .. فالفرصة الان متاحة وقد لا تتكرر .