شريط الأخبار
28.2 مليون دينار أرباح شركة مصفاة البترول الأردنية خلال الربع الأول 2024 طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني

رفاق مانديلا أشعلوا ارتدادا ثوريا وضع إسرائيل ؤمواجهة القضاء الدولي

رفاق مانديلا أشعلوا ارتدادا ثوريا وضع إسرائيل ؤمواجهة القضاء الدولي
جودت مناع *

تتصدر دولة جنوب أفريقيا إلى جانب دولة فلسطين نشرات الأخبار حول أبرز حدث تاريخي ذو صلة بالقضية الفلسطينية بعد أولى جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

ويعكس موقف الدولة الأفريقية التي كافحت ضد أعتى نظام عنصري لفترة طويلة مبادئ القائد الأممي نيلسون مانديلا لضمان حرية شعب جنوب أفريقيا والحرية التي طالما نادى بها ودفع ثمنا لنضاله باعتقال دام 27 عاما في سجن نظام بروتوريا العنصري.

ولم تخفِ حكومات دولة جنوب أفريقيا المتعاقبة منذ زوال حكم الأقلية البيضاء في جوهانسبيرغ وانتخاب مانديلا أول رئيس لبلد تعرض شعبه للقتل والتمييز والعزل في كنتونات ضاقت عليه في وطنه دعمها للشعب الفلسطيني وقيادته.

وترك مانديلا وراءه عددا من المواقف التي حظيت بمتابعة وقائعها أحدها مقابلة تلفزيونية مع قناة "أي بي سي" الأمريكية، في حرم جامعة نيويورك عام 1990 وبحضور أكثر من ألف شخص.. في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة بعد خروجه من السجن في جنوب إفريقيا.  طرحت خلالها أسئلة كثيرة على مانديلا اقتبس منها ما يتعلق بعلاقات فلسطين بجنوب أفريقيا. 

سئل مانديلا حول "أولئك الذين يشاركون نضاله من أجل حقوق الإنسان وضد الفصل العنصري خاب أملهم إلى حد ما بالنسبة لحقوق الإنسان الذين عظمت منذ إطلاق سراحك من السجن، لقد التقيت خلال الأشهر الستة الماضية ثلاث مرات بياسر عرفات الذي أثنيت عليه،  وإذا كان الأمر كذلك لكنت أردت أن يكون عرفات رئيسا مستقبليا لجنوب أفريقيا ؟".

لقد كان رد مانديلا حاسماً بإجابته وأقتبس منه "أن أحد الأخطاء التي يرتكبها بعض المحللين السياسيين هو الاعتقاد بأن أعداءهم يجب أن يكونوا أعداءنا" وآنذاك ضجت القاعة بالتصفيق في إشارة لتأييد موقفه.".

وتابع مانديلا في رده على السؤال : "هذا الأمر لا نستطيع القيام به ولن نفعل ذلك أبداً.لدينا نضالنا الخاص الذي نخوض. نحن ممتنون للعالم لدعمه نضالنا ولكن مع ذلك نحن منظمة مستقلة بسياستها الخاصة وموقف كل دولة تجاه موقفنا إزاء أي بلد يحدده موقف هذا البلد تجاه نضالنا. ياسر عرفات ، يؤيد نضالنا حتى النهاية. لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعلنا نتردد في الإشادة بالتزام. يعتمد موقفنا فقط على حقيقة أنهم يدعمون بشكل كامل النضال ضد الفصل العنصري. إنه لا يؤيد في الخطاب فحسب، بل يوفر لنا الموارد من أجل كسب النضال.  هذا هو موقفنا. بالنسبة لياسر عرفات قلت للسيد سيغمان أننا نرى أنفسنا مع منظمة التحرير الفلسطينية لأنهم مثلنا نحن، يقاتلون من أجل حق تقرير المصير.

وحول موقف آخر عرض الزميل الصحفي البريطاني جون باتريسبي الذي كان رئيساً لتحرير صحيفة "ذه صن" التي تصدر في جنوب أفريقيا أكثر من موقف إنساني لمانديلا لدى خروجه من بوابة المعتقل تقدم مانديلا حيث يقف وصافحة قبل أن يصافح أعضاء المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كانوا بانتظاره على الكتف الآخر للشارع بالقرب من بوابة السجن.

وحسب باتريسبي فإن مانديلا لم يلتفيه من قبل اعتقاله بل تعرف عليه من خلال مقالات له نشرتها الصحيفة مرفقة بصورة له كانت تصل إلى غرفة الاعتقال الإنفرادي لمانديلا ما أتاح له التعرف عليه عند مغادرته السجن.

وفي غير موقف توجه مانديلا إلى مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس لزيارة مقر صحيفة "كريستشن ساينس مونيتور" تقديرا منه لاهتمامها بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد نظام التمييز العنصري آنذاك. 

وذات يوم عام 1993حدد الزميل باتريسبي موعدا للقاء به في مطعم القيروان في بيت لحم لتناول الغداء معا وباستضافة صديقا له لم يفصح عن هويته قبل اللقاء.

لدى وصولهما المطعم ظهر اليوم التالي عرفني على الشخص المرافق له بأنه سفير دولة جنوب أفريقيا في تل أبيب.

على مائدة الطعام عرض السفير الأفريقي موضوع زيارة الرئيس مانديلا المفترضة لإسرائيل وطلب مني عرض موضوع الزيارة على الرئيس عرفات وأنها لن تتحقق بدون دعوة رسمية لزيارة دولة فلسطين.

في اليوم التالي توجهت إلى غزة والتقيت بالرئيس عرفات. خلال تناولنا طعان الغداء ي صالة بمكتبه سردت له ما دار في اجتماعي بالسفير الجنوب أفريقي وبحضور الزميل باتريسبي فكان رد عرفات أن لا يمكن إرسال دعوة للرئيس مانديلا لأن من سيستفيد من الزيارة هي إسرائيل. بعد عودتي أتصلت بزميلي باتريسبي وأخبرته بموقف الرئيس عرفات.

هذه المواقف لا تختلف عن مواقف رؤساء الدول الأفريقية مجتمعين إظاء القضية الفلسطينية.

خلال دراستي العليا في بريطانيا التقيت بسفير فلسطين الدبلوماسي المرموق عفيف صافية في مكتبه بلندن لإجراء مقابلة صحفية وعند انتهاء المقابلة هممت لوداعه لكنه طلب مني الانتظار للقاء الرئيس الزامبي الراحل كينيث كاوندا ولم أتأخر بالموافقة.

خلال لقائنا لم أتفاجأ بموقف كاوندا من القضية الفلسطينية وعلاقاته المتميزة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وكان مسروراً عندما أخبرته أنني عائد إلى فلسطيني فحثني على إخبار عرفات بتأييده المطلق للقضية الفلسطينية ونضال شعب فلسطين لأجل الحرية. هكذا كانت تتميز القارة الأفريقية بعلاقاتها مع فلسطين التي لم تتوانى في تقيدم الدعم بأشكاله المختلفة لحركات التحرر ضد الاستعمار.

مرت عشر سنوات على رحيل نيلسون مانديلا منذ وفاته في الخامس من ديسمبر عام 2013. وفي ذكرى رحيله في الخامس من ديسمبر تلقيت دعوة من برلمان دولة جنوب أفريقيا للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى ولم أتمكن من ذلك لأسباب صحية.

وبرغم غياب مانديلا منذ عقد من الزمن إلا أن رفاقه في المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم حافظوا على إرثه النضالي وعلاقاته بحركات التحرر حول العالم وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية فجاءت مبادرة خير خلف له بمقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لشنها حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما أشعل ارتدادا ثوريا استدعى حقوق الشعب الفلسطيني لمناقشة قانونية أمام أعلى هيئة قضائية دولية في العالم. 

#جودت_مناع كاتب صحفي فلسطيني