شريط الأخبار
28.2 مليون دينار أرباح شركة مصفاة البترول الأردنية خلال الربع الأول 2024 طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني

لا عهد لهم .. مرياع القرن

لا عهد لهم .. مرياع القرن


اشرف محمد حسن

    المرياع لمن لا يعرفه هو عبارة عن خاروف كبش من الغنم، يعزل عن أمّه يوم ولادته ويُسقى حليبها دون أن يراها، ويوضع مع أنثى حمار غالباً ليرضع منها بحيث  تُوضع الرضعة في خرجها ليرضع منها بطريقة ال ( رضّاعة صناعيّة ) حتّى يَعتقد أنّها أُمّه بالإضافة الى الكلب لتنشأ علاقة وطيدة ، بين المرياع والكلب، كون ان الخراف تخاف من الكلاب.

 وعندما يكبر يتم إخصاءه  ليبقى نشاطه البدني وقوته اكثر من الخاروف الطبيعي ولا يُجزّ صوفه للمحافظة على هيبته وتنمو قرونه فيبدو اكثر ضخامة من باقي الخراف ذا ( هيبة ) ؛ وتُعلّق حول عنقه الأجراس الطنّانة والرنّانة بحيث تصدر حركته ضجيجا حتى يسمعه باقي القطيع فإذا سار المرياع سار القطيع وراءه معتقداً أنّه يسير خلف زعيمه البطل الذي لا يخاف الكلب فهم صديقين.

 ويبقى المرياع ذو الهيبة المغشوشة لا يسير إلاّ إذا سار الحمار ولا يتجاوزه أبداً وبما ان الخراف تخاف من الكلاب، باستثناء المرياع والذي لديه علاقة وطيدة مع الكلب الذي يحفظ أمن القطيع، بحيث يصبحا حليفين، لا تنفصم لتعاونهما عُرى، في سبيل سير الجميع على خُطى الحمار، ومعاقبة كلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن وحدة الصف ، فالأغنام تسير خلْفَ قائدِها وقائدُها يسير خلف الحمار والحمار يركبه الراعي ، فلا يحتاج الراعي الى أي عناء وللركض وراء الخراف لتجميعها فهو يضمن سيرها وراء قائدها أينما ذهب .

تماماً هذه العلاقة التي نشأت بين النظام الصهيوني وامريكا التي تتحكم بها أموال اليهود فيقوم الاقتصاد الأمريكي على مبادئ اقتصاد السوق المفتوح ؛ ما يُتيح للشركات الخاصة والأفراد، حرّيّة اتّخاذ معظم القرارات الاقتصاديّة. وتُؤمِّن الحكومات الفيدرالية والحكومة المركزية السلع والخدمات اللازمة، التي يتوافر معظمها في سوق القطاع الخاص ومن اهم ركائز الاقتصاد الأمريكي قوة الصناعة ويعد  قطاع الصناعة أساسيا في الاقتصاد الأمريكي، وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المراتب الأولى عالميا في عدد المنتجات الصناعية، وسيطرت سابقا على حصة كبيرة من الإنتاج العالمي قبل ظهور الصين عبر عدة منتجات صناعية. حيث يتميز الإنتاج الصناعي لديها بالتنوع والضخامة بالإضافة الى صناعة الاعلام

وقد رأى اليهود أن أنجح وسيلة لتجميل صورة اليهودي في أعين الناس، هي السيطرة على وسائل الإعلام العالمية، ففي عام 1869 عبّر الحاخام اليهودي "راشورون" في خطابه في مدينة براغ عن شدة اهتمام اليهود بالإعلام قائـلاً "إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية .

وفي عام 1897 كان المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة "بال" السويسرية نقطة تحول خطرة، إذ قال المجتمعون إن مخططهم لإقامة كيان صهيوني  على شكل دولة تسمى بدولة ( إسرائيل ) لن يكتب له النجاح إذا لم تتم لهم السيطرة على وسائل الإعلام خاصة الصحافة سيطرة تامة، واليوم تفيد الاحصاءات بأن 224 صحيفة ونشرة تصدر عن المنظمات اليهودية في اميركا، اضافة إلى أربعين نشرة سرية يتداولها اليهود فقط، فضلا عن سيطرتهم التامة على وسائل الاعلام الرئيسية وهي شبكة ( ايه بي سي ) الشبكة الاميركية للاذاعة يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها مارتن روبنشتاين، المليونير اليهودي المشهور ومساعده اليهودي افران واينشتاين، إضافة إلى مئات المحررين والمراسلين اليهود الذين يرتبطون بشكل مباشر مع منظمة إيباك، المنظمة الأم للمنظمات اليهودية و شبكة ( سي بي اس ) شركة كولومبيا للبث الإذاعي ويسيطر عليها اليهود سيطرة محكمة من خلال رئيسها وليام لبيلن وهو يهودي روسي من أوكرانيا، ومديرها العام ريتشارد سيالانت، اليهودي الأميركي، وهذه الإذاعة ومحطتها تؤمن الخدمات السياسية والاعلامية لليهود ولإسرائيل بشكل منقطع النظير وشبكة ( ان بي سي ) الشركة الوطنية للإذاعة يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها الفرد سيلفر مان الذي خلف رئيسها السابق ومؤسسها اليهودي روبرت سارنوف، اضافة إلى جيش من المحررين والمهندسين الذين يتسابقون على تقديم الخدمات لإسرائيل والمنظمات اليهودية الصهيونية في اميركا وهذه الشبكات الثلاث  هي المسيطرة و الموجه السياسي لأفكار و مواقف حوالي 250  مليون أميركي إضافة إلى الملايين في أوروبا و أميركا اللاتينية، وإلى مئات الأميركيين و الأوروبيين  الذين يتجندون لخدمة هذه المنظمات الصهيونية، وهذا يتطابق مع ما جاء في البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون الذي جاء فيه "ان الموظفين المتقدمين ذوي المناصب العليا الذين نختارهم نحن من  الجماهير لن يكونوا أشخاصًا عاديين بل ذوي مواهب خاصة ندفع بهم الى مراكز القرار ليكونوا و بكل سهولة عبارة عن بيادق في يدنا يحركها مستشارونا الموهوبون و أخصائيونا كما ينبغي  حيث ان المنظمات اليهودية وأدوات عملها المنتشرة تولي اهتماما شديدا لوضع النخبة اليهودية الاميركية في المناصب السياسية المهمة في البيت الابيض والحكومة الأميركية، فيتعزز على هذا النحو النفوذ والتأثير الذي لا يخرج في النهاية عن إطار المصالح الاستراتيجية الاميركية وتوسيعها في منطقة الشرق الأوسط.

 ويمكن القول أن إدارة الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب من أكثر الإدارات الاميركية التي تسلم فيها اليهود الاميركيون أهم المناصب وأكثرها فوزير الخارجية في الإدارة الامريكية الحالية، وكذلك وزيرة المالية ونائبة وزير الخارجية ووزير العدل ووزير الأمن الداخلي ومديرة المخابرات الوطنية ومدير وكالة المخابرات المركزية ورئيس أركان البيت الأبيض، هم من اليهود بالإضافة الى أن زوج نائبة الرئيس كامالا هاريس هو أيضاً يهودي، وأن أولاد الرئيس جو بايدن الثلاثة متزوجون من يهوديات.

لا بد من القول إن أمر هؤلاء "اليهود الذين يتحكمون بالعالم" غريب بالفعل. إذ هم، على ما يبدو، قد نجحوا بإحكام القبضة على كل شيء وفي كل مكان وزمان، وسيطروا على القاصي والداني، غير أنه قد فاتهم إخفاء أثرهم في استيلائهم على السلطة في الولايات المتحدة. فقد قاموا بوضع بعض الدمى في مراكز القرار والبقاء خلف الستار ،  فإذا كان المسؤول غير يهودي، فهم يسيّرونه في الخفاء لجبنهم وخبثهم، أما إذا كان المسؤول يهودياً، فذاك دليل واضح على جسارتهم وغطرستهم. أي إن "تحكم اليهود بالعالم" لا يحتاج إلى الدليل لإثبات ذلك ويؤكد الباحثون المنغمسون بتاريخ اليهود محاولاتهم المستمرة للتحكّم  بالعالم، فالامر ليس غريباً أن تكون نسبة اليهود في مراكز صنع القرار على هذا القدر من الارتفاع  و تنسجم هذه الوقائع مع الحقائق التاريخية بأن العالم بأسره، على مدى ألفيتين وأكثر، قد عانى ولا يزال من "المسألة اليهودية .

عمل الاعلام الصهيوني جاهداً على تصدير صورة مغايرة للواقع بما تخدم أهدافه منذ اوقات ما قبل النكبة وحتى هذا اليوم وبشتى الوسائل من الخطاب المباشر الى الدعاية غير المباشرة من خلال الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية حتى الاعمال الاجتماعية والإنسانية لتكوين نمط تفكير تحدده الحركة الصهيونية في العالم ككل وفي كافة المجتمعات وتصدير قيم استهلاكية وبالأخص عند الشباب وانماط حياة محددة القناعات والأفكار التي تخدم مصالحه الى غير ذلك من وسائل الدعاية المختلفة بطريقة ( دس السم بالعسل ) وبكل اللغات وفي كافة المجتمعات فكان يخاطب كل مجتمع بما يناسبه ويعتمد الأسلوب غير المباشر لاستقطاب الناس الى أفكاره الاستعمارية في الأصل ، ولعل جيلنا يتذكر أفلام الكاوبوي الامريكية والتي كانت تصدر صورة حول قبائل الهنود الحمر تظهرهم على انهم مجرمون وهمجيون في حين انهم شعوب وقبائل استقرت في أميركا لآلاف السنين، قبل أن يسحقهم مستوطنون ومهاجرون أوروبيون اغتصبوا أرضهم وأقاموا عليها ما يسمى حاليا الولايات المتحدة الأميركية، وغيّروا في الوقت ذاته التركيبة السكانية والهوية الثقافية لأميركا الجنوبية وقد كانت لديهم ثقافتهم التي عملت أمريكا على طمسها ومحوها من الوجود لغياب وجهة النظر الأخرى ونجحت في ذلك في اقناع العالم ككل للانحياز لصالح مجتمع المصالح الأمريكي الذي انشأه مجرمون منبوذون من المجتمعات الأوروبية تم تجميعهم وفق مصالح محددة تتضمن مصالح أصحاب الأموال فقط ولذلك المجتمع الأمريكي عبارة عن شركة استثمارية لاصحاب الأموال وسوق حر متاح فيه كل شيء ومن خلال الدعاية يتم تصدير الأفكار والسلع فكثرا ما يتم تصدير الأفكار التي تشعر الناس بحاجتهم لسلعة معينة انتجها مستثمرون في أمريكا وتم جذب المزيد من رؤوس الأموال من خلال الدعاية والاعلام الصهيوامريكي بحيث تم تضخيم أمريكا وفرص الاستثمار فيها بالنسبة لاصحاب الأموال وتضخيم قوتها العسكرية اكثر مما هي عليه لاستقطاب اتباع لها من الدول الأوروبية وغيرها على شكل تحالفات بحيث تصبح أمريكا هي الآمر الناهي في كافة شؤون جميع الدول والشعوب بلا استثناء تماماً عملية استعباد لكافة البشر ولكن بشكل حديث يتناسب مع روح العصر ولعل ما شاهدناه من توريط لدول الاتحاد الأوروبي في الحرب الأوكرانية الروسية خير دليل على ذلك بالإضافة الى سعيها لتكوين تحالف بحجة حماية الملاحة في البحر الأحمر ضد الحوثيين اما الواقع فهذا التحالف بهدف حماية الكيان الصهيوني بحيث يصبح ان من يخالف المنظومة الصهيونية هو إرهابي ومعادٍ للسامية وقد شهدنا مؤخراً اتهام محكمة العدل الدولية بمعادات السامية اثناء رد الكيان الصهيوني على الدعوى التي اقامتها جنوب افريقيا ضد الكيان الصهيوني لإدانتها بجرائم الإبادة الجماعية ، اما من يسير في ركبهم الانسان الصالح من خلال ذلك المرياع ( أمريكا ) الذي يعتقد ان اليهود الصهاينة هي امه التي ترضعه وجعلته الفزاعة التي تخيف الطيور في الحقل و هي ايضاً الصنم الذي صنعه الانسان قديماً بيده ليعبده ليأخذ اليهود دورهم كما كان في التاريخ ككهنة المعابد لتوسيع دوائر ابتزازهم للعالم ككل فتصبح كافة الدول وشعوبها تحتاج الى ان تقدم القرابين لتنال رضى الآلهة المزعومة ( أمريكا ) اولتنال صكوك الغفران التي عرفت اثناء احتلال مدينة القدس في فترة الحروب الصليبية ولا يسمح لهذه الدول بالعمل لاجل صالحها او لمصلحة شعوبها الا اذا كانت تتوافق مع مصالح اليهود الصهاينة

ولعل هذا ما كشفته عملية طوفان الأقصى ابتداءً من عملية 7/أكتوبر وما تبعتها من حرب إبادة جماعية قامت بها العصابات الصهيونية مدعومة بمرياعها ( أمريكا ) وباقي قطيع الخراف من بعض الدول الأوروبية ومن تبعها وبصورة واضحة فبالرغم من احتجاجات شعوبها الا انها تركض وراء المرياع لتحاول تقديم ما تستطيع من قرابين لآلهتهم التي صنعتها لهم الحركة الصهيونية العالمية .