شريط الأخبار
طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية

المانيا تحاكي النازية للتخلص من ضحايا ضحاياها

المانيا تحاكي النازية للتخلص من ضحايا ضحاياها


جودت مناع

قرار الحكومة الألمانية مواجهة جمهورية جنوب إفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، محاولة بائسة لتحسين صورة الماضي في زمن الوعي الإنساني المعاصر.

 

لقد ارتكبت ألمانيا أم الجرائم بإبادة ملايين اليهود في ألمانيا ومحيطها وملايين أخرى في روسيا خلال غزو هتلر للاتحاد السوفيتي السابق

 

ولم تدخر المانيا جهداً لمساعدة ضحاياها اليهود للهجرة والاستيطان في فلسطين لمحو عار لصق بها لم ولن يمحوه التاريخ ولو بعد حين.

 

كما فرضت المانيا عقوبات على كل من تسول له نفسه "معاداة السامية" بالتساوق مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها واستخدمت هذا "التشريع" غطاءا لشرعنة ودعم الاستيطان اليهودي في فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

 

الموقف الألماني من دعوى جمهورية جنوب افريقيا يأتي في سياق سياسة حكومات برلين المتعاقبة المتمثلة في انحيازها لكيان الاحتلال الإسرائيلي ومعاداتها للشعب الفلسطيني. ومع ذلك لا زالت ذيول النازية تؤرق أوروبا بالرغم من إدعاء استئصالها.

 

وتخضع برلين لضغوطات كبيرة من اللوبي الصهيوني العالمي وتمتثل لمطالبه بتقديم المساعدات لسلطة تل أبيب.

 

ولم تغير برلين سياساتها السابقة فواصلت تقديم الدعم المالي التقليدي لسلطة الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من توقيع اتفاق أوسلو بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل الكيان القائم على احتلال فلسطين.

 

في عام ١٩٩٣ أجريت مع وزير التعاون الدولي الألماني آنذاك لقاءا صحفياً حول ما الذي يمكن أن تقدمه المانيا لمساعدة الشعب الفلسطيني بعد توقيع اتفاق أوسلو.

 

في نهاية المقابلة أخبرني الوزير أن ألمانيا طلبت من رئيس وزراء إسرائيل الراحل شمعون بيرس تحويل المنحة الألمانية لإسرائيل " ١٢٠ مليون دولار " سنويا للسلطة الوطنية الفلسطينية لمساعدتها في تأسيس بنية تحتية للدولة الفلسطينية الواعدة فوافق على التنازل عن نصف القيمة وتقديمه للسلطة الفلسطينية بعد أن رفض في بادئ الأمر.

 

وبدلا من أن تعترف ألمانيا بتورطها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية حين قتل حوالي ٢٥ مليون إنسان في الاتحاد السوفياتي السابق على يد قوات هتلر إلا أن برلين لم تستخلص العبر من أفعالها في تلك الحرب وتواصل لعب دور "الثعلب مع ضحيته" لنيل رضا إسرائيل دون إدراك أن ما قامت وتقوم به يناهض القيم والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

 

إن موقف المانيا إزاء قضية جمهورية جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل مثال صارخ هو الأحدث في السياسة الألمانية المعاصرة، ويأتي بعد عقود من من دعمها لاحتلال فلسطين

 

وهنا لا بد من تفنيد العلاقة الألمانية الإسرائيلية وفضحها بتحذير أسر ضحايا "الهولوكوست" اليهود وغيرهم من الوقوع ثانية في فخ الماني - صهيوني قد يكرر  كارثة الماضي.

والسؤال هو كيف لإسرائيل المدعية بالحفاظ على التاريخ اليهودي وتمثيلها لضحايا "الهولوكوست" ، قبول استنهاض النازية الألمانية ضد الشعب الفلسطيني واستخدام الأداة نفسها التي حرقت يهود ألمانيا لإبادة الشعب الفلسطيني !

 

الم يدرك أقطاب الحرب في الكيان الإسرائيلي المهمة المناطة بهم بقبول لعب الدور النازي في فلسطين المحتلة الذي مصيره الفشل وسحل "أبطاله" من أمثال نتنياهو وسموتريش وبن غفير في الشوارع و أو محاكمتهم كمجرمي حرب ؟

لذلك لا يمكن فهم تعاطف الموقف الألماني  مع أسر ضحايا "الهولوكوست" ومن يدعي تمثيلهم في اسرائيل الاستعمارية وتشكيكها في حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، أم أن برلين تتغاظى عن تقويم  سلوكها الإجرامي وتهرب إلى الأمام لمحاكاة النازية وتوظيفها ضد الشعب الفلسطيني للتخلص من احفاد ضحاياها وضحايا ضحاياها.