دم هند لن يسامحنا
محمد سويدان
من المؤكد أنكم بتم تعرفون من هي الطفلة الشهيدة هند (6 سنوات)..
فوسائل الاعلام تتناقل منذ صباح اليوم السبت خبرا مفاده العثور على جثمانها الطاهر
بعد 12 يوما من فقدان الاتصال معها.. لم يكن جثمانها وحيدا فقد عثر بجانبه على
جثامين 5 من أفراد عائلتها... قصتها باتت معروفة للعالم..فأبنة خالها ليان (14
سنة) والتي كانت برفقتها اتصلت بالهلال الأحمر الفلسطيني وناشدتهم النجدة لأن
دبابات الاحتلال الصهيوني حاصرت في وادي الهوى السيارة التي كانت تقلها وهي
والشهيدة هند وعدد من أفراد أسرتهما وأطلقت النار عليها، ما أدى بعد ذلك إلى
استشهاد ليان وكافة أفراد الأسرة فيما بقي مصير هند مجهولا حتى تم العثور اليوم
على جثمانها الطاهر.
ولاتتوقف المأساة عند هذا الحد، فقد تم العثور على جثماني مسعفين
شهيدين حاولا انقاذ هند وأفراد أسرتها، فقوات الاحتلال تعمدت اطلاق النار على
سيارة الأسعاف الي كانا يستقلانها لانقاذ الشهيدة هند وأسرتها، ما أدى إلى
اسشهادهما..
لاتختلف هذه المأساة عن الكثير من المآسي التي يعيشها أبناء
قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.. طبعا تختلف باسماء الشهداء وأعمارهم وبعض
التفاصيل الخفيفة والمتعلقة في كيفية استشهادهم.. أي هل استشهدوا برصاص أو قذيفة
أو صاروخ أو قنبلة إلى آخره من أنواع الاسلحة الفتاكة التي تستخدمها قوات الاحتلال
الفاشية في عدوانها على غزة والذي لم يتوقف منذ 127 يوما والحق أكثر من 28 الف
شهيد أكثرهم من الأطفال وعشرات الالاف من الجرحى والمفقودين..
يأتي اكتشاف جثمان الشهيدة هند وسط تهديدات مجرم الحرب نتنياهو
بالعدوان على مدينة رفح المكتظة بالسكان والتي تم تهجيرهم من مختلف مناطق غزة..
وأيضا يأتي اكتشاف جثمان الشهيدة هند وسط أكاذيب الرئيس الأمريكي الذي يدعي أن
"إسرائيل" تجاوزت الحد في "عدوانها" على غزة، بينما كما هو
معروف للجميع يدعم ويشارك في هذا العدوان بشكل مباشر، وأن دماء الشهداء في رقبة
هذا المجرم وإدارته والمجرمين جميعا في الكيان الفاشي.
لاشيء جديد فيما يحدث في غزة.. المقاومة تواصل مقاومتها البطلة..
والمجرمون يواصلون القتل والتدمير والإبادة الجماعية.. وكل ذلك يحدث أمام أنظار
العالم الذي لايحرك ساكنا...بل أعتقد أن هذا العالم فقد ضميره وبات بلاضمير، وبات
مشاركا في القتل والاجرام بحق غزة وأهلها.. فكيف يمكن الصمت على هذا القتل
والإجرام طوال هذه الأيام؟