كشف جيش الاحتلال الإسرائيليّ النقاب عن أنّه إلى جانب قيام حزب الله اللبنانيّ بقصف إسرائيل بمئات الصواريخ الدقيقة المُضادّة للدبابات والطائرات دون طيّارٍ، والتي وصلت إلى مسافة 8 حتى 12 كم داخل عمق الكيان، وأصابت مباشرةً جميع المُستوطنات الحدوديّة مع بلاد الأرز وسببت أضرارًا للقواعد العسكريّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ قاعدة (ميرون) الاستخباراتيّة، إلى جانب كلّ ذلك، فإنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان استخدمت للمرّة الأولى صواريخ من طراز (بركان) التي تحمل كميةً كبيرةً من المتفجرات، والتي تهدف لزرع الدمار في شوارع الشمال وقواعد جيش الاحتلال في المنطقة الحدوديّة، على ما نقله موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ عن مصادر رفيعةٍ في جيش الاحتلال.

ولفتت المصادر عينها إلى أنّ الحديث لا يدور عن أسلحةٍ دقيقةٍ، بيد أنّ استعمالها من حزب الله أدّى لخسائر بشريّةٍ وماديّةٍ ونفسانيّةٍ، بسبب الدمار الهائل التي أحدثته، إذْ أنّ الحديث يجري عن صواريخ تحمل المواد المتفجرّة بزنة نصف طنٍّ، وأنّ حزب الله قام بتطوريها بإرشادٍ إيرانيٍّ منذ بداية الحرب على سورية.

المصادر عينها أشارت إلى أنّه بعد استخدامها في سوريّة، تمّ توجيهها لضرب إسرائيل، وبشكلٍ خاصٍّ تمّ إطلاقها باتجاه شمال الكيان من مناطق غيرُ معروفةٍ لجيش الاحتلال، وتمّ الإطلاق عن بعد عبر أجهزة التحكّم.

علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، زعمت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ حركة (حماس) في قطاع غزّة حاولت تقليد حزب الله، وقامت بتطور صواريخ من طراز (رعد)، ولكنّها في أكثر المرّات لم تنجح، إذْ أنّه خلافًا لحزب الله، فإنّ صواريخ (رعد) بسوادها الأعظم تفجرّت في قطاع غزّة قبل وصولها لأهدافها في جنوب الدولة العبريّة، لافتةً إلى أنّ (حماس) نجحت في ضرب مستوطنة (نتيف هعاساره)، وسبب أضرارًا ماديّةً فادحةً، ولكن لم تقع إصابات بالأرواح، بحسب المصادر.

بالإضافة إلى ذلك، نقل الموقع العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) عن مصدرٍ عسكريٍّ إسرائيليّ رفيعٍ قوله إنّ "حزب الله استخدم حتى اللحظة، أيْ منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام المُنصرم فقط خمسة بالمائة من ترسانته، وحوّل الجيش الإسرائيليّ إلى ملعب تدريباتٍ، استعدادًا للمنازلة الكبرى بين الطرفيْن”.

وأضاف المصدر العسكريّ إنّه "في كلّ يومٍ يُحاوِل حزب الله أنْ يلتّف على منظومات الدفاع الإسرائيليّة واستخلاص العبر والدروس، حيث يعمل على إطلاق الصواريخ من زوايا مختلفةٍ، بكميّاتٍ أخرى من الصواريخ، وبكمية المتفجرّات التي تحملها الصواريخ المُوجهة نحو شمال إسرائيل، بالإضافة إلى عوامل أخرى”.

وأقرّت المصادر العسكريّة في دولة الاحتلال بأنّه على الرغم من أنّ حجم إطلاق الصواريخ يُعتبر قليلاً مقارنة بالصواريخ التي يملكها حزب الله، فإنّه حقق نجاحاتٍ وإصاباتٍ دقيقةٍ، مُضيفةً في ذات الوقت أنّ الجيش يقوم بدراسة الوضع ومحاولة تحسين قدراته في مواجهة صواريخ حزب الله من طراز (بركان)، طبقًا لأقوالها.

وشدّدّ مُراسِل الشؤون العسكريّة في الموقع، يوآف زيتون، على أنّ مصدرًا عسكريًا إسرائيليًا مطلعًا على مجريات الأمور أكّد أنّه حتى اللحظة استخدم حزب الله عشرات الصواريخ من طراز (بركان)، وتحديدًا أطلقها باتجاه المُستوطنات في الشمال والقواعد العسكريّة لجيش الاحتلال في المنطقة، مؤكِّدًا أنّ هذه الصواريخ سببت أضرارًا هائلةً للبيوت في مستوطنات الشمال وأيضًا بالقواعد العسكريّة، والأخطر من كلّ ذلك، بحسب المصدر ذاته، أنّ هذه الصواريخ تخترق الغرف المُحصنّة، كما قال.

الموقع العبريّ أشار أيضًا في تقريره إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بدراسة تهديدٍ آخرٍ وهو المُسيّرات التي يُطلقها حزب الله، والقادرة على حمل متفجرّاتٍ بزنة 20 حتى 30 كغم، مُضيفًا أنّ ردّ الجيش الإسرائيليّ كان إخلاء أكثر من مائة ألف مستوطنٍ من الشمال لأنّهم يسكنون في المناطق التي تتعرّض لقصف حزب الله، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الجيش بتوجيه ضرباتٍ لمخازن الأسلحة التابعة لحزب الله، واغتيال النشطاء الذين يُطلقون الصواريخ والمُسيّرات باتجاه الشمال الإسرائيليّ، وفق أقوال المصادر العسكريّة في تل أبيب، والتي اعتمد عليها الموقع العبريّ في تقريره.

معلومات عن صاروخ بركان

صاروخ بركان هو صاروخ ثقيل قصير المدى ينتجه ويستخدمه حزب الله، يمكنه حمل رأس متفجر يبلغ وزنه ما بين 300 – 500 كغم، ويراوح مدى اطلاقه ما بين 300 – 500 متر تقريبًا. الصاروخ مصنوع من أسطوانة مليئة بالمتفجرات يتصل بها محرك صاروخي صغير، يحدث الرأس الحربي الكبير والثقيل حفرةً واضرارًا كبيرة مقارنه بالصواريخ الاخرى من المدى نفسه.

قام حزب الله بتطويره اثناء الحرب السورية بهدف تأمين التمهيد الناري الكثيف للجنود قبل المعارك ولتدمير مراكز ومواقع ودشم العدو. وتمكن من توسيع مدى الصاروخ الى 10 كلم. عملية اطلاقه سهلة التنفيذ من خلال منصات منصوبة على شاحنات صغيرة وأحيانًا من مواقع إطلاق تحت الارض. وبحسب التقديرات الاسرائيليّة كان لدى حزب الله في لبنان خلال عام 2016 مئات صواريخ بركان، وتبلغ كلفة صناعة الصاروخ الواحد منها ما بين 300-400 دولار أمريكي.