مجسم الأردن وفلسطين يمثّل مغارة الميلاد في كنيسة "القلب"
مع قُرب عيد الميلاد المجيد، تبدأ الكنائس والبيوت بالتحضير لهذه
الاحتفالات الميلاديّة سواء على الصعيد الروحيّ بتكثيف الأدعيّة والصلوات
والأمسيات، أو اجتماعيًّا بإقامة البازارت الخيريّة التي تعود ريعها للمحتاجين، أو
بالزينة الخارجيّة من خلال نصب أشجار الميلاد وإنارتها، وإقامة المغارات في محاكاة
روحيّة بصريّة لولادة السيّد المسيح في بيت لحم قبل ألفي عام وقرن من الزمان.
أما كنيسة قلب يسوع الأقدس، الواقعة في منطقة تلاع العلي بعمان،
فقد وضعت شجرة ومغارة ميلاديّة معبّرة في مسعى منها لنقل رسالة محبّة وسلام وتضامن.
فقد تزّينت شجرة الميلاد الضخمة بالكوفيات الأردنيّة والفلسطينيّة كعلامة تضامن من
الشعب الأردني تجاه ما يعانيه الإخوة في فلسطين.
وإلى جوار الشجرة، وضعت مغارة مميّزة على شكل مجسم خارطة الأرض
المقدّسة، الأردن وفلسطين، متصلتين معًا. وفي وسط المغارة التي صاغها بمهارة
المهندس مروان حداد، من بلدة مار الياس في الوهادنة، بمحافظة عجلون، فقد وضع باب
المغارة على شكل قلب، وفي داخلها تمّ وضع الشخصيات الميلاديّة كما جاء في النصوص
الإنجيليّة لحدث الميلاد.
يقول كاهن الرعيّة، ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام،
الأب رفعت بدر، هذا العام قرّر مجلس رؤساء الكنائس في المملكة، بالتنسيق مع الجهات
الرسميّة، أن يكون هنالك احتفالات في عيد الميلاد المجيد مع الزينة الخارجيّة التي
تشعل نور الرجاء والأمل في النفوس، لاسيّما الأطفال.
وقال الأب بدر: بعكس السنة الماضية، هنالك بهجة للعيد في هذا
العام، حيث أقيمت احتفالات كثيرة وتمّ إضاءة أشجار الميلاد في العديد من محافظات
الأردن العزيز، وخاصة في المواقع الرئيسيّة للحج المسيحيّ، مثل موقع المعموديّة
(المغطس) وجبل نيبو ومار الياس ومزار سيّدة الجبل وقلعة مكاور.
وأوضح الأب بدر إنّ الاحتفال بالعيد لا يعني أن ننسى تألمّ إخوة
لنا، لا بل العكس، فإنّنا نصلي أكثر من أجلهم، ونعمل على إبراز المعاناة حتّى وسط
احتفالات. وهذا ما تمثّله شجرة ومغارة عيد الميلاد في كنيسة القلب، وهذا أيضًا ما
تمّ أيضًا في كلّ الأمسيات الميلاديّة التي أقيمت من أمام شجرة ومغارة الميلاد
هذه، حيث كُثفت الصلاة والترانيم من أجل نعمة السلام وإطفاء نار الحرب على غزة وفي
سائر فلسطين.
وأضاف الأب بدر بأنّ الصلوات قد ارتفعت، وسترفع أيضًا، خلال قداديس
العيد، من أجل ديمومة الاستقرار في الأردن العزيز سيما أنّنا نحتفل هذا العام
باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني، واليوبيل الفضي أيضًا على قرار
سيّد البلاد باعتبار عيد الميلاد عطلة رسميّة لجميع المواطنين في البلاد في عام
1999. ولفت إلى أنّ أنّنا أيضًا على أبواب سنة جديدة، هي سنة اليوبيل الفضي على
بدء الحج المسيحيّ إلى موقع معمودية السيّد المسيح (المغطس) في العصر الحديث.
إلى ذلك، وإلى جوار المغارة التي تعلوها النجمة الأردنيّة
السباعية، أقامت عدد من الجوقات الموسيقية أمسيات ترانيم ميلاديّة ووطنيّة. فقد
أقامت جوقة "ينبوع المحبة" أمسيتها بعنوان: "يا طفل المغارة"،
بحضور سفير الفاتيكان المطران جوفاني دال توزو، والقائم بأعمال النائب البطريركيّ
للاتين الأب جهاد شويحات والمدبّر البطريركي للروم الكاثوليك الأرشمندريت بولس
نزها وعدد من رؤساء وممثلي الكنائس. وبدورها أقامت جوقة الكنيسة، جوقة قلب يسوع،
أمسيتها بعنوان "هيا نمضي إلى بيت لحم"، وتحت رعاية الأب جهاد شويحات،
وبالإضافة إلى أناشيد الميلاد، أدّت الجوقة أغنية "زهرة المدائن" كدعوة
للصلاة من أجل السلام في القدس وغزة وسائر الاراضي الفلسطينيّة.