شريط الأخبار
مجازر الابادة مستمرة في غزة.. عشرات الشهداء والعالم يعيش صمت القبور العثور على جثة ثلاثيني محروقا في القويسمة المومني نقيبا للصحفيين.. و3 اعضاء يعودون من المجلس السابق الملك والملكة يشاركان بتشييع جنازة بابا الفاتيكان الجولاني لامريكا: سوريا لن تشكل تهديدا لأي طرف بما في ذلك إسرائيل الورقة الأميركية تُغيّر هندسة الحكم السوري.. المقاتلون الأجانب بالمرصاد! انتخابات الصحفيين.. سخونة بلا قوائم وتحديات تثقل كاهل المجلس المقبل وفاة و3 إصابات بحادث تصادم مروع على شارع البترا في إربد الشوابكة نقيبا للجيولوجيين وفوز سبعة أعضاء بالتزكية بنك صفوة يرفع رأس المال الى 150 مليون دينار و انتخاب مجلس ادارة جديد (أسماء) السجن لاربعة متهمين بحريق دار المسنين.. وعدم مسؤولية للنزيل مشعل النار غزة تحت الحصار: القطاع دخل المرحلة الخامسة الأشد والأخطر من سوء التغذية العيسوي: الأردن بقيادة الملك ماضٍ في درب التحديث.. وحمى الوطن عصيّ على الاختراق الفايز يزور متحف المرحوم المشير حابس المجالي حملات مكثفة على اوكار المخدرات تضبط 44 متورطا وكميات كبيرة الحاج توفيق يدعو القطاع الخاص الإماراتي للاستثمار بالمملكة الصفدي يصل بغداد في زيارة رسمية بدعوة من البرلمان العراقي الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى الأردن عباس يهاجم حماس بالفاظ نابية.. ويحذر من نكبة جديدة الصفدي: لا أولوية على وقف العدوان والقتل والتدمير والتجويع في غزة

أحياناً .. يكون المدح .. كما القدح

أحياناً .. يكون المدح .. كما القدح

 


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

من البديهي ان يسعى كل رئيس دولة الى كسب تأييد شعبه . ومن الطبيعي ان يسعى الى ذلك . وان يهدف من كل سياساته ونهجه في الحُكم الى الوصول لرضى شعبه .

 

لكن هذا السعي ، الذي يحقق الرضى والشعبية ، بالتأكيد يكون مرفوضاً البتة من الحاكم ، اذا جاء على حساب كرامة شعبه ، بإهانته ، وازدراءه ، والتقليل من هيبته ، والنيل من كرامته

 

أنا واثق كل الثقة ، ومتأكد تماماً ، أن ملك البلاد ساءه ما وصل الى مسامعه من كلمات بعض النواب . هكذا أسلوب يسيء الى ملك البلاد ، ويحرجه ، ويجرحه بالتأكيد ، لأنه ينال  من كرامة شعبه ، الذي يوده ان يكون كريماً ، عزيزاً

 

كيل المديح ، والتلفظ بعبارات المدح ، وإنتقاء الكلمات بحصافة ، ورقي ، وتهذيب ، فنّ قائم بذاته . لأنه اذا فشل من يكيل المديح في إيصال مدحه ، عندما يكون على حساب كرامة المحكوم ربما يتحول الى قدح

 

نهج ملك البلاد ، وطريقة تفكيره ، وسمو ورفعة نسبه ، لا يقبل ان يكون مديحه على حساب كرامة وأصالة وإهانة شعبه

 

عندما أطلق الراحل الحسين عليه رحمة الله مقولة : (( الإنسان أغلى ما نملك )) . هذا يعني سمو ورفعة المواطن الأردني في عين مليكه . وهذا يترجم حرص الراحل الحسين على كرامة المواطن الأردني . وهذا يعني ان اي ملك بدون شعبه لن يكون ملكاً . وهذا يعني ان الحسين يعتبر كرامته وعزته من كرامة شعبه

 

الهاشميون يتوارثون الحفاظ على كرامة شعبهم الأردني الكريم العزيز النبيل . كيف لا وكافة العرب ينعتون الشعب الأردني بشعب النشامى !؟ وهم فعلاً نشامى

 

كرامة ملك البلاد لمن يجهل ، هي مستمدة من كرامة شعبه . ملك البلاد لا يمكن ان يقبل ، او يرضى ان يُهان اي أردني ، فكيف يرضى ان يُهان شعبه بأكمله !؟

 

حُبّ كل أردني لمليكه لم يتأتَ من إجبار ، او إكراه ، او خوف . حب الأردني لمليكه حُب طواعية . حُب الأردني  لمليكه حُب كريم لكريم

 

الهاشميون يأبون ان يحبهم شعبهم حُب العبد لسيده . حُب الشعب الأردني لمليكهم حُب الحر للحر ، وحب الكريم للكريم

 

لم يسبق للهاشميين ان أهانوا أردنياً . ولم يقبل الهاشميون أية إهانة ولو لفظية لأي أردني . العديد من الشواهد والأحداث تؤكد ان ملك البلاد ينتصر لأي واحدٍ من شعبه اذا طاله ضيم او إهانة

 

عندما يتخذ الهاشميون شعاراً بأن الإنسان أغلى ما نملك . هذا مباهاة ، وتباهٍ من الملك بشعبه

 

الهاشميون يتباهون بالأردنيين ، ويتفاخرون بهم . نُبل الهاشميين تصادف والتقى مع نبل الأردنيين فأنتج حُباً طوعياً ، صادقاً ، كريماً

 

المبالغة في إظهار مشاعر المحبة مُسيء

السطحية في التعبير عن الحب ، تكشف المصلحة والتكسب من هكذا حُب . هناك حُب صادق مصدره ومنبعه القلب . وهناك حُب زائف  أدواته التزلف ، والنفاق وهو حُب آني ينتهي بإنقضاء المصلحة . حُب المصلحة مكشوف لأن التكلف والزيف طابعه

 

أدعو البعض ان لا يُثقلوا كاهل ملك البلاد ويحرجوه  بتزلفهم  الزائف ، السطحي ، المكشوف ، الممجوج ، الذي لا داعي له ، وملك البلاد — على فكره — لا يوده ، ولا ينتظره ، بل يترفع عنه

 

في أحد مؤتمرات المغتربين في ثمانينات القرن الماضي . تم تكليفي من قبل المغتربين الأردنيين في العالم ان أكتب وأُلقي كلمة المغتربين في أحد مؤتمرات المغتربين . وكتبت الكلمة وتمت الموافقة عليها من لجان المغتربين في العديد من دول العالم . وكنت أُطالب بالعدالة ، وحربية التعبير ، وحرية الرأي ، وحرية تشكيل الأحزاب وغيرها . وسلمتها للسفير الأردني في ابوظبي السيد / زهير سكجها  ، وهو من الذوات المحترمين . وبعد اسبوعين اتصل بي السفير وطلب مني ان احضر الى السفارة للالتقاء به . وعند وصولي اخبرني ان الجهات المختصة في الأردن لم توافق على كلمتي واعدت كلمة اخرى حتى ألقيها . فرفضت لسببين : الأول : انني لا ألقي كلمة أعدها غيري ، والثاني : ان الكلمة فارغة المحتوى الا من كيل المديح لملك البلاد . وتم تكليف غيري لإلقائها . وعندما عُقد المؤتمر ، افتتحه سمو الأمير الحسن ، نيابة عن الملك حسين ، بسبب زيارة مفاجئة لرئيس وزراء الهند / راجيف غاندي آنذاك . وفي الافتتاح أُلقيت كلمة المغتربين الأردنيين في العالم . وجاء دور سمو الأمير الحسن ليلقي كلمته في افتتاح المؤتمر . وكان محتوى كلمته فيه توبيخ مهذب للمغتربين حيث قال بما معناه : (( كنت متشوقاً ان اسمع فكراً جديداً من مغتربينا الذين ساهموا ببناء اوطان ، الا انني مع كل الأسف لم أسمع الا كلمات مديح ممجوج ، مللناه ، وكرهناه ممن هم حولنا )) . فأخبره دولة الرجل المهذب / احمد اللوزي ، بقصة الكلمة ، وان الكلمة التي اعدها المغتربين قد تم رفضها ، وطلب مني دولته الحضور للالتقاء بسمو الأمير ، حيث طلب مني سموه نسخة عن الكلمة المرفوضة فقدمتها له ، وعندما اطلع على عناوين الكلمة قال : هذا ما كنت أود سماعه انا وجلالة الملك الحسين ، وإبتسم إبتسامته الساخرة الرافضة المعهودة وقال : حسبنا الله ونعم الوكيل . وشكرني وقال : (( بلانا وصل لعندكم )) . 

 

أنا واثق ان ملك البلاد قد شعر بالحرج ، لما يعتقدون انه تأييداً ومدحاً ، وانه شعر بان هكذا مدح هو اقرب للقدح

 

وإقتباساً مما  كتبه الإعلامي الألمعي المرحوم / خالد المحادين ، أقول : (( مشان الله يا عبدالله آتِ لنا بقانون إنتخاب يكون نتاجه تَصَدُّر النخبة من الأردنيين )).