الصهاينة .. يسرقون الزيتون


عوض ضيف الله الملاحمة
لم يشهد التاريخ
الإنساني إحتلالاً مثل الإحتلال الصهيوني البغيض ، الكريه ، الفريد على مدى
التاريخ الإنساني . إحتلال تخاله أحياناً وكأنه يتقمص أفعال الأفراد الحاقدين ،
الحاسدين . بعض سلوكياته تشبه سلوك اي إنسانٍ بشعٍ ، حاقد ، حقير ،
نذل يطمع فيما يملكه غيره ، ليسرقه ، وينسبه لنفسه . العدو يفعل كل ذلك لأنه يعرف
انه طاريء على هذه الأرض.
إنتشر فيديو يثبت سرقة
الكيان لأشجار الزيتون المُعمِّرة ، التي يصل او يزيد أعمار بعضها عن ألف
عام ، او ربما آلاف الأعوام . ولمن لا يعرف فإن الأردن وفلسطين مازال يعيش فيها
أشجار زيتون معمِّر يصل بعض اعمارها الى آلاف الأعوام ، وتسمى باشجار الزيتون
الروماني . وما زالت هذه الأشجار تثمر وتنتج زيتوناً فريداً في جودته وعناصره
الغذائية.
أحد الفيديوهات مكتوب
عليه : (( الصهاينة الفَجرة يسرقون أشجار الزيتون من أرض فلسطين الأصيلة أعمارها
آلاف السنين ويغرسونها قُرب المستوطنات )) . والسبب في ذلك حتى يدّعوا بأنهم
متجذرون في الأرض وان اجدادهم هم الذين زرعوها قبل آلاف السنين .
في إحدى زياراتي للضفة
الغربية قبل اكثر من ( ٢٥ ) عاماً ، تعرفت على أحد الشخصيات المسيحية المقدسية
الفلسطينية المتجذرة في القدس ، وكان رجل أعمال ، يحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة
للجنسية الفلسطينية . وأصرّ على دعوتي لتناول طعام العشاء منفرداً ، لأن زيارتي
كانت ضمن وفد رسمي أردني . فوافقت بشرط ان يوافق على دعوة مماثلة مني ، وقد كان .
وفي أحد أيام الجُمع ، إقترح عليّ ان يأخذني بجولة في مدينة القدس والضفة الغربية
بعمومها ، فرحبت بذلك.
وعندما دخلنا مدينة
القدس ، أخذني الى بيت جَدِّ والده ، وكان بيتاً تراثياً ، قديماً ، وما زال إسم
جَدّ والده محفور على إحدى حجارة المدخل . وما أدهشني ، انه أخذني الى أحد المباني
العربية التاريخية في القدس حيث يقوم الصهاينة بأخذ صور هندسية فنية تفصيلية
للمبنى ويرقمون الحجارة كلها على مخطط المبنى . ثم يهدم العدو المبنى ، ويعاد
بنائه كما كان بالضبط ، ولا يغيرون فيه الا حجراً واحداً ، يتم استبداله بحجر جديد
( مُعتَّق ) محفور عليه نجمة داود ، ويتم تعتيقه بإسلوب علمي إحترافي ليأخذ شكل
الحجارة الأخرى ، ولا يبدو مُقحماً في المبنى . والغاية من ذلك ليثبتوا انهم سكان
الأرض وأهلها.
فإذا تمكنوا من سرقة المباني
، وتفكيكها ، وإدخال حجر واحدٍ يحمل نقش نجمة داود ، هل يستعصي عليهم سرقة أشجار
الزيتون المُعمِّرة !؟ راجياً ممن يُتاح لهم مشاهدة الفيديو التدقيق في آلية
نقل وزراعة الأشجار للحفاظ عليها ، ولضمان عدم موتها بعد إعادة زراعتها .
كما علينا ان لا نستغرب
أفعالهم ، فهم قد سرقوا الفلافل ، والحمص ، والثوب التراثي الفلسطيني ، ونسبوه
اليهم ، وادعوا انها من التراث الصهيوني . فإذا كانوا قد سرقوا فلسطين كلها أرضاً
، وتراباً ، فهل يعجزون عن سرقتها تراثاً !؟
ورغم كل ما فعله ،
ويفعله الاحتلال اسمعوا ما قابه نائب رئيس السلطة الفلسطينية / حسين الشيخ ، قبل
أيام عند تنصيبه نائباً لرئيس السلطة . الذي يفترض انه ابن القضية ، ومناضل ،
ويفترض ان يكون كل همه ينحصر في ابتداع آليات لتحرير فلسطين من العدو الصهيوني ،
حيث قال بكل فخر واعتزاز وشموخ ، في لقاء جمعه مع مسؤولين أجانب : [[ في السياسة
لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ، الإسرائيليون اليوم هم (( أصدقائنا وإخواننا
)) ، ولن نتخلى عنهم في مواجهة إرهاب حماس ، سنقاتل معهم حتى آخر عنصر من
أبناء الأجهزة الأمنية ، وأبلغنا بلينكن بذلك من اليوم الأول في الحرب ]] .
بعد هذا التصريح المُخزي
المُعيب الخياني ، من إبن القضية ، ونائب رئيس السلطة ، هل من المنطق ان نعتب على
العرب ونلومهم على تقصيرهم !؟ علماً بأن تصريحه هذا دليل على جهله المُطلق ،
المُطبِق ، لأن هذه القاعدة السياسية تصف علاقات الدول المتكافئة في علاقاتها مع
بعضها ، وليس علاقة إحتلال بمن يحتلهم.
كل العرب الشرفاء
يعتبرون ان عدوهم الأول ، والأزلي ، والتاريخي هو الكيان ، إضافة الى
كل من يحمل فكراً صهيونياً — كفكر ( بل كُفر ) السُلّطة