نتنياهو يدشن خطابا انتخابيا امس مبرراً الإستمرار بما يسميه "حرب الاستقلال"


د. حيدر البستنجي
اضطرّ نتنياهو لمخاطبة
الشارع الإسرائيلي بالأمس بسبب شعوره بالضائقة السياسية نتيجة للضغوطات
المتعددة دوليا وداخليا اسرائيليا، وكان صريحاً جداً في الكثير من الأمور
وتكلم بشكل موارب عن أمور اخرى واعلن ان الحرب على غزة هي حرب استقلال
وانبعاث اسرائيلي جديد وانه سيدعم الجيش حتى تحقيق كامل اهداف الحرب بالسيطرة
الامنية على كل القطاع وهزيمة حماس وطرد قادتها ومنع امكانية عودتها لتهديد
اسرائيل مرة اخرى ومنوها بالقضاء على معظم أعداء اسرائيل بالقوة .
ولكن من متابعتي لخطابات النتن سابقا يمكن فهم
وتحديد أهدافه وتحليل توجهاته القادمة إذا تمكن من فرض رؤيته المستقبلية حيث تبين
في الخطاب:
١-غزة هي الهدف وما الحرب إلا وسيلة للحصول على
غزة وانهاء حلم الدولة الفلسطينية للأبد وان اي هدنه ستحصل ستكون مؤقته لاستعادة
الرهائن ولكن بوابة الحرب لن تغلق قريبا وحسب تعبير النتن إلا بالشروط الإسرائيلية.
٢- لا توجد ضغوط أمريكية جادة على اسرائيل إلا في
شيء واحد وهو منع التجويع ونتنياهو موافق على إدخال مساعدات إلى غزة ولكن بشرط ان
لا تقع تحت سيطرة حماس ولذلك المنطقة الإنسانية في رفح قادمة لا محالة
وستكون هناك جهات محايدة دولية مسؤولة عن توزيع المساعدات وخصوصا في منطقة رفح
التي تم مسحها وبناء البنى التحتية اللازمة لتحويلها إلى مستوعب بشري للاجئين .
٣- كل الضغوط الأوروبية لا قيمة لها وهي من باب رفع
المسؤولية عن القادة الأوروبيين شكليا ولن تتحرك اوروبا في الجوهر إلا حسب المصلحة
الإسرائيلية
٤- اي هدنة ستكون بالشروط الإسرائيلية وحسب خطة
ويتكوف والهدف هو استعادة الرهائن وترك الباب مفتوحا لاستمرار العمليات الخاصة مع
استمرار الحصار
و هذه الحرب لن تنتهي
باتفاق كما حصل في المواجهات السابقة وربما تترك مفتوحة فلن يعطي النتن اي شرعية
لحماس ولن يسمح لأي جهة ان تعطي شرعية لهم طالما بقي في الحكم
٥- سيتم ممارسة كل الضغوط على غزة لتشجيع الهجرة
حيث ان الهدف النهائي هو التهجير وتبني خطة ترامب في بناء غزة جديدة خالية من
حماس والسلطة
٦-ابقى نتنياهو مسألة احتمالية عملية عسكرية
اسرائيلية ضد ايران دون حسم، مشيدا بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة
الأميركية ومذكرا بطلبات اسرائيل الدائمة بمنع ايران من التخصيب
٧- صبّ نتنياهو جام غضبه على المستشارة
القانونية للحكومة في اكثر من فقرة وخاطب الداخل الإسرائيلي كناصح
ومخلص ومنقذ للحلم الصهيوني وكأنه يقدم برنامج انتخابي تعبيرا عن ان اهتمامه
بدأ ينصب نحو الانتخابات القادمة ولضمان استمرار حكومته حيث بدأ يشعر بالخطر
الداخلي وإمكانية الانتخابات المبكرة .
عموما كان الخطاب
خطابا انتخابيا بامتياز ، موجها للجمهور الإسرائيلي ولكنه كشف جوانب من
تفكير العدو الصهيوني ومخططاته من خلال محاولة من النتن الحصول
على استمرار التفويض لإستكمال المحرقة في غزة مع او بدون استعادة الرهائن ، في
اعادة للموقف الاسرائيلي إلى نقطة الصفر ولا غالب إلا الله