مناورة جديدة صعبة التحقيق.. إسرائيل تعلن قبول مقترح ترامب..وحماس والوسطاء يخشون "أفخاخه"


أعلنت إسرائيل صباح
اليوم الثلاثاء وللمرة الأولى أنها تقبل مقترح الصفقة الذي طرحه ترامب. وادعى وزير
الخارجية جدعون ساعر: "إسرائيل معنية بإنهاء الحرب في غزة استنادًا إلى مقترح
الرئيس ترامب ووفقًا للمبادئ التي حددها الكابينت الأمني".
وفي المقابل، يتعامل الوسطاء مع المقترح بحذر
شديد، ويؤكدون أنه بصيغته الحالية غير قابل للتنفيذ ويفتقر إلى ضمانات حقيقية.
ووفقًا لتقرير صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن
المقترح الجديد لترامب لم يحظَ بعد بنقاش جاد بين الوسطاء، الذين يعتبرونه غير
قابل للتطبيق بصيغته الحالية، خاصة لأنه يخلو من ضمانات فعلية. ولذلك، يتحفظ
الوسطاء في القاهرة والدوحة على هذا الطرح، ويواصلون الضغط على الولايات المتحدة
للدخول في مفاوضات أكثر جدية، مع مطالبتها بممارسة ضغط على إسرائيل لوقف العمليات
العسكرية في مدينة غزة.
مسؤول مصري كبير صرّح: "القاهرة تخشى أن
تمنح واشنطن إسرائيل ضوءًا أخضر لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة"، وأضاف أن
"الاتصالات مع مسؤولين أمريكيين لم تُفضِ إلى ممارسة ضغط جدي لوقف إطلاق
النار". وأوضح أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب في الأيام الأخيرة
إجراء محادثة مباشرة مع ترامب، لكن هذه المكالمة لم تُجرَ "لأسباب تتعلق
بالأمريكيين".
وأضاف المسؤول أن القاهرة طلبت من إسرائيل
السماح باستئناف إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا في عدة مناطق من القطاع، لكن
الطلب، الذي شاركت فيه واشنطن، لم يتلقَّ ردًا حتى مساء أمس. وفي الوقت ذاته،
يحذّر مسؤولون مصريون من التداعيات الخطيرة للحصار الإنساني المفروض على سكان
مدينة غزة، كجزء من آليات الضغط الهادفة إلى إجبارهم على مغادرة منازلهم.
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس في الخارج،
محمود مرداوي، في مقابلة مع قناة الجزيرة الليلة الماضية: "مبدئيًا، هناك
مقترح سبق أن وافقنا عليه نحن وجميع الفصائل الفلسطينية. وقد طُرح بحضور مصر وقطر".
واتهم مرداوي رئيس الحكومة الإسرائيلية
بالمسؤولية عن تعطيل استمرار المفاوضات قائلاً: "منذ 18 آب/أغسطس وحتى اليوم،
نتنياهو لم يرد على المقترح. هذه ليست مبادرة جديدة، بل مقترح سبق أن قبله الإسرائيليون
أنفسهم وناقشوه في الدوحة. بعدها تراجعوا بذريعة واهية، ومنذ ذلك الحين لا يرغب
نتنياهو في التفاوض – إنه العقبة".
وعندما سُئل مرداوي إن كان قد تحدد موعد رسمي
للرد على مقترح ترامب أجاب: "نحن، مع الفصائل والوسطاء، نبلور كل الأفكار حتى
تتجسد في مطالب واضحة: انسحاب إسرائيلي، وقف إطلاق نار شامل ودائم، ومساعدة
لشعبنا. يجب إعادة الإعمار، ويجب التوصل إلى صفقة حقيقية. حينها فقط يمكننا القول
إننا وصلنا إلى النقطة التي ستُنهي هذه الحرب المجنونة التي يديرها نتنياهو وعصبة
الحمقى من حوله".
وكانت مصادر في حماس قد أكدت لصحيفة "الشرق
الأوسط"، أمس الاثنين، إن الأفكار المطروحة حاليًا بشأن وقف الحرب في غزة
"تحمل كثيرًا من الأفخاخ والألغام التي تحتاج إلى التفكيك"، مشيرة إلى
ضرورة أن تتضمن أي صيغة "شروطًا عادلة تضمن إنهاء الحرب، وهو ما تركز عليه
الحركة والفصائل الفلسطينية". وأكدت المصادر على الانفتاح على التعامل مع
المقترحات "من دون تشدد قد يعقّد المشهد أكثر".
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من الكشف عن رسائل
متبادلة بين "حماس" والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، عبر وسطاء، بشأن
مقترح لوقف الحرب بضمانة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما ذكر موقع
"أكسيوس". وكان ترامب قد هدد حماس بتنفيذ "ما لا يمكن
احتماله" إذا فشل المقترح الجديد.
وأشارت مصادر
"حماس" أن النقاشات تشمل ترتيبات مع مصر وقطر وأطراف أخرى للوصول إلى
صيغة شاملة تضمن إنهاء الحرب بشكل نهائي. ومن بين الأفكار المتداولة، تسليم جميع
الرهائن في اليوم الأول، وهو ما اعتبرته الحركة صعب التنفيذ، مطالبة بضمانات واضحة
بانسحاب قوات الاحتلال إلى خطوط اتفاق يناير الماضي، يليها انسحاب تدريجي من مختلف
أنحاء القطاع تحت إشراف وضمانة الرئيس الأميركي.
نقلا
عن الاتحاد الفلسطينية