تحقيق لـ"بي بي سي": أعضاء عصابة أميركية معادية للمسلمين يعملون بشركة توزيع المساعدات بغزة


كشف تحقيق نشرته هيئة
الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، اليوم الأربعاء أنّ شركة الأمن
"يو جي سي"، المكلّفة بتأمين مواقع توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع
غزة، توظّف عشرة أعضاء من عصابة أميركية تُعرف باسم "نادي دراجات الكفّار
النارية"، وهي عصابة معروفة بعدائها الشديد للمسلمين. وبحسب التحقيق، يشغل
سبعة من هؤلاء مناصب عليا داخل الشركة، كما قاموا بتجنيد 40 عسكريًا أميركيًا
سابقًا آخرين من أصل 320 موظفًا.
ووفق التقرير، تأسست العصابة عام 2006 على يد
جنود أميركيين شاركوا في حرب العراق، ويعتبر أفرادها أنفسهم "صليبيين معاصرين"،
على غرار الحملات الصليبية ضد المسلمين في القدس. ويستخدم أفراد العصابة رموزًا
صليبية، منها الرقم 1095 (سنة إعلان البابا أوربان الثاني بدء الحملات الصليبية)
الذي يظهر في أوشامهم وملابسهم. كما تدير العصابة صفحة فيسبوك يتابعها نحو 10 آلاف
شخص، تنشر فيها مضامين معادية للمسلمين. وفي عام 2015 نظمت العصابة "وليمة
لحم خنزير" في ولاية كولورادو الأميركية كنوع من الاستفزاز تزامنًا مع شهر
رمضان.
التقرير أشار أيضًا إلى أنّ العصابة استخدمت في
الماضي رموزًا مرتبطة بحركات تفوّق العرق الأبيض. حتى وقت قريب كان موقعها
الإلكتروني يحمل شعار الجمجمة المستوحى من قصص "مارفل" المصوّرة، وهو
شعار تستخدمه جماعات عنصرية في الولايات المتحدة، وأُضيف إليه بالخط العربي كلمة
"كافر".
وقالت شركة "يو جي سي"، للـ"بي
بي سي" إنها تُجري فحوصات خلفية شاملة لموظفيها ولا توظف من لديهم سجل جنائي.
لكن التحقيق كشف أنّ زعيم العصابة، جوني مالفورد، وهو رقيب سابق في الجيش
الأميركي، سبق أن أُدين بتهم تتعلق بالرشوة والسرقة وتقديم بيانات كاذبة للجيش.
مالفورد، الذي دخل غزة لأول مرة قبل نحو ثلاثة أشهر، يعمل حاليًا رئيس فريق
ومقاولًا فرعيًا لدى "يو جي سي"، وقام في مايو الماضي بتجنيد عسكريين
سابقين عبر وسائل التواصل. الشركة كانت قد وصفت مالفورد سابقًا بأنه "شخص
محترم وموثوق" يتمتع بخبرة تزيد عن 30 عامًا في دعم الولايات المتحدة
وحلفائها حول العالم، وأضافت: "نقف وراء اختياره لهذا المنصب الأساسي نظرًا
لسمعته المثبتة بالنجاح في مهام معقدة".
في الأشهر الأخيرة،
صدرت تقارير متكررة من مراكز المساعدات التي تديرها مؤسسة الإغاثة الإنسانية لقطاع
غزة(GHF) عن فوضى وانفلات أمني،
بما في ذلك تدافع وإطلاق نار على المدنيين. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد قُتل
منذ مايو أكثر من 1,100 شخص قرب مراكز المساعدات ومناطق الانتظار، وأصيب الآلاف.
وفي يونيو، قال جنود وضباط لصحيفة "هآرتس" إنهم تلقوا أوامر بإطلاق
النار على حشود غير مسلحة لإبعادهم عن مواقع توزيع الطعام رغم أنهم لم يشكّلوا
تهديدًا.