شريط الأخبار
الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائر مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية يلوح بتصعيد عسكري بوجه إيران راي اقتصاي: تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الموازنة العامة لعام 2026 الحكومة تقر مشروع قانون الموازنة العامة تمهيدًا لإرساله لمجلس الأمة "المستقلة للانتخاب": تلقينا مئات الاستقالات الحزبية "صحتنا حق" تؤكد تجاوب وزير الصحة ولجنة صحة الأعيان لشكوى نقص ادوية للسرطان الافراج بالكفالة عن النائب السابق محمد عناد الفايز الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش العثور على فتاة متغيبة عن منزل ذويها منذ شهر امريكا تلوح بالعصاة الاسرائيلية وبالحرب على لبنان.. وحزب الله يستعد عمدة نيويورك المنتخب: سنقف مع النقابات بمواجهة مقاولي العقارات مثل ترامب قذيفة اسرائيية أبادت 4000 جنين في غزة.. كيف حصل ذلك؟! القبض على مطلوبين: محتال بـ 3 ملايين دينار واخر محكوم بالحبس 20 عاما حماس توافق على ادارة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة ممداني.. المسلم الاشتراكي الديمقراطي و"عدو" ترامب يفوز بمنصب عمدة نيويورك الأردن يصدر سندات يوروبوند بقيمة 700 مليون دولار وبسعر فائدة 5.75% زيادين: مئات الاستقالات من الحزب المدني الديمقراطي سلمت اليوم عبر "أرامكس" لمستقلة الانتخاب العدالة الاجتماعية طريق التعافي ورفع الأجور مفتاح الاستقرار الملك يستقبل وزيرة الخارجية البريطانية ويحذر من التصعيد ضد الفلسطينيين العيسوي: القدس ستبقى في وجدان الملك والأردنيين ولا مساومة على الثوابت الوطنية

الهزّة الأولى في نيويورك: ما بعد 7 أكتوبر ليست كما قبلها

الهزّة الأولى في نيويورك: ما بعد 7 أكتوبر ليست كما قبلها

 


 

د. طارق سامي خوري 

 

لم تكن معارك 7 أكتوبر مجرّد مواجهة عسكرية على أرض غزة، بل كانت زلزالًا سياسيًا عالميًا وصلت ارتداداته إلى قلب نيويورك؛ العاصمة المالية لليهود الأميركيين، ومقرّ نفوذ الـAIPACوشبكات الضغط المؤيدة للحرب والإبادة.

 

فوز رئيس بلدية نيويورك الجديد ، الشاب التقدّمي زهران ممداني، لم يكن صدفة انتخابية ولا موجة عابرة، بل كان أوّل تصدّع واضح داخل ماكينة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة. هذا الشاب، الذي عمل بصمت وبعقلية الاشتراكي،الاجتماعي، وقف منذ اللحظة الأولى ضد المجازر في غزة، ورفض خطاب الكراهية، ولم يخضع لابتزاز الـAIPAC، ولم ينحنِ لوصاية ترامب ولا لمستشارين يمينيين يملكون المال والإعلام.

 

زهران لم يأتِ من منظومة المال السياسي، بل من بيئة فكرية تؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان، وبأن الدم الفلسطيني ليس أقل قيمة من الدم الأميركي أو الأوكراني أو الإسرائيلي. لذلك هاجموه: قالوا عنه "يساري”، "اشتراكي”، "خطر على اليهود”. لكنّ المفاجأة أن الناخب الأميركي في نيويورك لم يعد يستجيب لخطاب الخوف، بل لخطاب العدالة.

 

7أكتوبر قلبت المعادلة.

قبلها كان الصمت إجبارًا، وبعدها أصبح الصوت واجبًا.

قبلها كانت الصهيونية حصانة، وبعدها أصبحت دعوة للمساءلة الأخلاقية.

 

هذه الانتخابات أرسلت ثلاث رسائل عميقة:

 

 أنّ الآيباك ليست عصيّة على الهزيمة نفوذها المالي لم يعُد كافيًا. ومصانع الرعب الإعلامي لم تعد تخيف الأجيال الجديدة.

 

 أنّ ترامب ومجموعته خسروا احتكار "الوطنيّ الأخلاقي

كيف يكون "وطنيًا” من يدعم إبادة الأطفال؟

الأميركي العادي بدأ يرى التناقض.

 

 أنّ الجيل الجديد يرفض ازدواجية المعايير يرى فلسطين كما يرى أوكرانيا، ويرى غزة كما يرى نيويورك والبرونكس.

 

ومَن يظن أن هذه مجرّد بلدية، فهو لا يفهم علم السياسة.

نيويورك ليست مدينة؛ إنها مصنع قرار، ومنجم إعلام، ومختبر رأي عام.

وما يحدث فيها ينتشر مثل عدوى سياسية إلى باقي الولايات.

 

الارتداد الحقيقي لـ7 أكتوبر لم يكن فقط على حدود غزة، بل في صناديق اقتراع أميركا.

ففي بلد تتحكّم فيه اللوبيات، أن يسقط مرشح تدعمه الـAIPAC ويصعد من يقف ضدّ المجازر… فهذا إعلان رسمي لانهيار هالة الخوف حول اللوبي الصهيوني.

 

وللأمانة: هذا لم يكن انتصار زهران وحده، بل انتصار آلاف الطلاب، والأكاديميين، والسود، واللاتينيين، والأميركيين الذين صرخوا لأوّل مرة دون أن يخافوا لقب "معادٍ للسامية”.

 

إنها أوّل هزّة حقيقية في مركز نفوذ اليهود العالمي.

هزّة ستتبعها هزّات أخرى في الكونغرس، والحزب الديمقراطي، والجامعات، والإعلام.

والبداية… كانت نيويورك.

 

التاريخ يكتب الآن.

والعالم يتغيّر من البلديات الصغيرة قبل البرلمانات الكبيرة.

ومن أصوات الشباب قبل أصوات الشيوخ.

ومن غزة… إلى نيويورك.