شريط الأخبار
ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية مستقلة الانتخابات تحدد 30 تموز موعدا لبدء الترشح للنيابية ابو علي: لا غرامات على التجار حال الانضمام للفوترة الوطني قبل نهاية ايار تشمع الكبد دفعه للتراجع عن بيع كليته بعشرة الاف دينار اخر لحظة رفح ورقة مساومة مصرية أمريكية ضد الكيان وحماس معلمة مدرسة تتعرض لاعتداء سيدتين بمدرستها بعمان مؤتمر السمنة يوصى بعدم صرف أدوية التنحيف الا عن طريق الأطباء المختصين "التعليم العالي" ماضية بتخفيض اعداد القبول بالطب و"الاسنان"

د. محمد علي النجار يكتب:

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (3/3)

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج  (33)
د. محمد علي النجار   
         
تناولنا في المقال السابق علاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلاب ، من خلال المنهج والكتاب ، إلا أن ذلك لا يعني أننا أحطنا بكل ما كان يجب أن يدور في هذا الإطار ، فالحديث في مثل هذا الأمر ، يأخذ الكثير من الـشرح والتحليل والتعليل ، لما للمنهج من أهمية ، وكذلك الموضوعات المقررة ، إن كانت وظيفية مقنعة ومحببة للطلاب ، أو تعقيدية منفرة لهم ... والنصوص النحوية المختارة إن كانت سهلة الفهم والتناول ، أو مبهمة تحتاج إلى تدخل المعلم ، لتبسيطها على حساب المادة النحوية ذاتها ، وهو أمر يطول شرحه.  
وفي الحقيقة فإنني أكاد أجزم بأن المعلم هو الرقم واحد ، الذي يخلق مشكلة صعوبة النحو عند طلابه ، وهو نفسه الذي يمكنه أن يخفف كثيرًا من حدتها ، والفيصل في هذا الأمر هو قدرات معلم اللغة العربية ، قوة وضعفًا في مادته ، وغنى وفقرًا في مهاراته ، وإقباله وإدباره لتطوير نفسه ، ومبادراته أو جموده ، ونكوصه عن مجاراة عصره.  
ولما كان للمعلم هذه الأهمية ، وهذا الدور في تحديد مستوى الطلبة سلبًا أو إيجابًا ، فمن الواجب على كل من يهمهم الأمر ، الاهتمام بالمعلم منذ اللحظة الأولى ، وقبل أن يكون معلمًا ، ونجمل ذلك فيما يأتي :
❖ إعداد المدرس الجيد منذ التحاقه بأقسام اللغة العربية في الجامعات ، ومعاهد المعلمين ، بحيث يتم التركيز على المادة اللغوية والنحوية ، إضافة إلى أساليب وطرق التدريس ، واستخدام الوسائل التعليمية وابتكارها ، وتزويده بكل ما يأخذ بيده ليكون معلمًا ومربيًا ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، فكم من معلم رأينا في الميدان يعجز عن توصيل المادة النحوية لطلابه ، بسبب ضعفه في مادته!!، وكم معلم نقل لطلابه معلومات مغلوطة ، بسبب جموده وإحجامه عن تثقيف نفسه وتطويرها ، وعدم إحساسه بالمسؤولية ، بالرغم من وجود زملاء حوله متميزين في أدائهم.  
❖ إقامة الدورات التدريبية في فترات زمنية مناسبة ، للارتقاء بمستوى المعلم علميًا وثقافيًا ، وصقل خبراته  ، وتهيئة الفرص لتبادل الخبرات بين المعلمين في المنطقة الواحدة ، من خلال ورش العمل التي ينظمها ويشرف عليها التوجيه الفني ، إضافة إلى تكليف المعلم بكتابة أبحاث حول الموضوعات ذات العلاقة بالمشكلات المطروحة للبحث .
❖ التركيز على المعلمين الأقل كفاءة - دون إحراجهم - بدلاً من إهمالهم ، وغض الطرف عن تقصيرهم ، واليأس من تحسنهم ، مما يزيد الأمر تعقيدا ؛ لأن المتابعة ستؤدي بلا أدنى شك إلى إحساس المعلم بإهماله وتقصيره ، وستدفعه إلى تحسين مستواه ، بالتعاون مع التوجيه الفني ، وبتشجيع من الإدارة المدرسية ، التي يسعدها هذا التوجه نحو الأفضل .
❖ الاهتمام بمدرسي المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، ففي هاتين المرحلتين يتم وضع الحجر الأساس في بناء قدرات الطالب ، وبخاصة في المرحلة الابتدائية ، التي تعد المؤشر على مستوى الطالب في المراحل التعليمية المقبلة ؛ لأن الطفل – كما يقول الدكتور علي عبد الواحد وافي – يكون "في مرحلة الاستقرار اللغوي التي تبدأ من السادسة ، أو السابعة ، أو الثامنة ــ تبعا لاختلاف الأفراد ــ ترسخ لديه العادات اللغوية ، ويستقر نطقه ، وشكل حديثه ، وصفات تراكيبه وأساليبه" ، ومن هنا نرى أنه من الخطأ حشد المعلمين المتميزين في المرحلة الثانوية ، وإهمال المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، اللتين يمكن للمعلم فيهما أن يبني ، ويشكل في عقولٍ لينة ،  تكون بعد سنوات خامات جيدة في المرحلة الثانوية ، على عكس ما هو حاصل الآن حيث يتم في المرحلة الثانوية ، إصلاح ما يصعب إصلاحه في هذه السن المتقدمة ، إذ "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
❖ إلزام جميع المعلمين ــ وفي مقدمتهم مدرس اللغة العربية ــ باستخدام العربية الفصيحة المناسبة ، داخل قاعات الدرس ، وفي غرف المعلمين ، وفي مرافق وساحات المدرسة ؛ ليكون المعلم قدوة صالحة لأبنـــائه الطلبة ، ولا بأس من إقامة دورات خاصة لمعلمي المواد ، تهدف إلى مساعدتهم في إصلاح لغتهم.
❖ تشجيع المعلمين المتميزين بأدائهم وإخلاصهم ، وكذلك الطلاب المبدعين أدبيًا وماديًا ، حتى يشعر التلاميذ ما للغة العربية من منزلة ومكانة ، فيحب الطلبة لغتهم ، ويحرص المعلمون على تطوير أنفسهم ، والارتقاء بمستوياتهم ، ونرى التنافس الشريف قد بدأ يؤتي ثماره بين المعلمين.
❖ وإذا كنت قد اقترحت اقتراحًا مشروطًا في ما سبق ، بوجود مادة النحو المستقلة بدرجاتها عن بقية فروع اللغة العربية ، فإني هنا أقترح أن يتم توزيع عدد من المدرسين والمدرسات ، ممن يتمتعون بالمقدرة العلمية والفنية والشخصية الجاذبة ، وتخصيصهم لتدريس المادة النحوية للطلبة ، لتحقيق الأهداف المرجوة ، وأن يسبق التطبيق تجربة لمدة عام دراسي ، في أكثر في مدرستين إعداديتين ، ثم دراسة النتائج التي في ضوئها يمكن تطوير التجربة.      
هذه بعض الاقتراحات - وليس جميعها - لعلاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلبة ، لعلنا نفيد من بعضها إن تهيأت الظروف لذلك…
 
وبعد .. فقد قسم أبو القاسم الزجاجي العلل النحوية إلى ثلاثة أقسام :
علل تعليمية ، وعلل قياسية ، وعلل جدلية نظرية : أما التعليمية فهي التي يتوصل بها إلى تعلم علم العرب ، وهذه العلل هي التي يحتاجها الناشئة في تعلم النحو ، وأما العلل القياسية ، فتصلح للدارسين والمحققين ، وأما العلل الجدلية النظرية ، فهي مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها .
فليتنا نكتفي باختيار العلل التعليمية الوظيفية السهلة لطلابنا ، ونجنبهم ما دونها من علل قياسية أو جدلية ، موظفين الوسائل والتقنيات الحديثة التي يتقنها طلابنا ، ويحبونها ويقبلون عليها ، في توصيل المادة إليهم ، في ثوب عصري تتقبله عقولهم ، بعيدًا عن القوالب الجامدة ، التي لم تعد تلائم أبناءنا في هذه الأيام.