شريط الأخبار
نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية مستقلة الانتخابات تحدد 30 تموز موعدا لبدء الترشح للنيابية ابو علي: لا غرامات على التجار حال الانضمام للفوترة الوطني قبل نهاية ايار تشمع الكبد دفعه للتراجع عن بيع كليته بعشرة الاف دينار اخر لحظة رفح ورقة مساومة مصرية أمريكية ضد الكيان وحماس معلمة مدرسة تتعرض لاعتداء سيدتين بمدرستها بعمان مؤتمر السمنة يوصى بعدم صرف أدوية التنحيف الا عن طريق الأطباء المختصين "التعليم العالي" ماضية بتخفيض اعداد القبول بالطب و"الاسنان" كنائس المملكة تحتفل بأحد الشعانين: لتصمت لغة السلاح، ولتتكلم لغة السلام احتجاجات الطلاب المؤيدين لغزة بأميركا تتسع واعتقالات المئات في بوسطن وأريزونا ضبط جديد لاعتداءات كبيرة على المياه بالشونة الجنوبية المجرم نتنياهو يؤرقه احتمال اصدار "الجنائية الدولية" مذكرة اعتقال ضده دومينو استقالات كبار قادة الامن باسرائيل ينطلق وهاليفي على الدور اجتماع الرياض السداسي العربي يؤكد رفضه القاطع لاجتياح رفح

التكنولوجيا في خدمة المجتمع

التكنولوجيا في خدمة المجتمع
 
 
د. محمد علي النجار
      لم يكن بمقدور أحد قبل عدة عقود أن يتخيل ما سيكون عليه عالم اليوم ، فالشخص الذي كان يضع أصبعه في قرص الهاتف ، ليطلب رقمًا فيفشل أكثر من مرة في الوصول إلى مطلبه ، لم يكن يتصور وقتها أنه سيأتي اليوم الذي يحمل فيه هاتفًا صغيرًا في جيبه دون أسلاك متصلة بالحائط ، يمكنه من خلاله التواصل مع من أراد في أنحاء العالم المترامي الأطراف!!. بل لو أخبرته بذلك وقلت له إن هاتف المستقبل سيكون بداخله ساعة ، ومنبه ، وآلة تصوير ، وآلة تسجيل ، ومذياع ، وتلفاز .. و.. و.. لاتهمك وقتها بالجنون.
 
     أما التجارة الإلكترونية في أيامنا فأمرها عجيب ، فبالرغم من أن بدايات التجارة الإلكترونية كانت مع نهايات القرن الماضي ، إلا أنني أتصور أن معظم خريجي كليات التجارة مع بداية هذا القرن ، لم يتوقعوا وقتها أن يكون بإمكانهم أن يجلسوا في بيوتهم ، للتداول والتجارة من وراء شاشات الحاسوب التي تلعب دورًا كبيرًا وواسعًا في عالم التجارة اليوم.
 
     وفي الحقيقة ما كان هذا وذاك ليحدث لولا هذه الطفرة في عالم التكنولوجيا ، وهذا الفضاء الإلكتروني الواسع ، الذي جاء مع شبكة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية ، التي قلبت الأمور رأسًا على عقب ، وغيرت بصورة أكبر معالم حياتنا ، والكثير من المفاهيم في بدايات القرن الحادي والعشرين.
 
    فمن منا كان يصدق أن العالم سيصبح فعلاً قرية واحدة .. لا بل بيتًا واحدًا .. أو غرفة واحدة ؛ لأن من يجلس معك أمام شاشته من طوكيو ، ربما كان أقرب من جارك في منزله المجاور أو شقته المقابلة!.
     وبالرغم من هذا التطور الهائل في جميع المجالات ، فإننا لن نكون كمن سبقونا في تفكيرهم ، بل سنترك لخيالنا العنان ونتصور المزيد من المخترعات والابتكارات ، التي يمكن أن تصنف في عالم اللامعقول ، فإذا هي بعد سنوات ماثلة أمامنا ، إذ لا مكان للمستحيل في عالم اليوم أو عالم الغد.
 
    ولا شك في أن لهذا التطور الهائل في عالم التكنولوجيا الكثير من الإيجابيات التي نلمسها في حياتنا اليومية ، ولكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن كثير من السلبيات التي أفرزها هذا التقدم ، وفي الحقيقة فإن المرء يستطيع أن يستثمر الإيجابيات للاستفادة القصوى من هذه التقنيات الرائعة ، وأن يتجنب سلبياتها وهي غالبًا ليست أمرًا واقعًا مفروضًا علينا ، بل الإنسان مخير غير ملزم بجلب الضرر إلى نفسه ومجتمعه.
 
    لقد تضاعفت الخدمات الالكترونية ، وما تزال هي في ازدياد ، ونسبة غير قليلة من الجمهور العربي في البوادي والقرى والأرياف ، وحتى في بعض المدن ما تزال تعيش في معطيات القرن الماضي ، فعلى الجهات المعنية في عالمنا العربي استخدام التكنولوجيا بالقدر المناسب لمجتمعاتنا ، وتطويعها عمليًا لا شكليًا لخدمة الوطن ، وتحقيق مصالح المواطن ، بعيدًا عن تعقيد أموره ، وتغيير مسار حياته.
    ولا يُفهم من ذلك أن نصرف النظر عن الانغماس في هذه الاختراعات ، وهذه التطورات في كل مجالات الحياة ، فاستخدام التكنولوجيا مطلوب بإلحاح في كثير من المواقع ، وفي مقدمتها مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وطلابنا الذين هم رجال الغد وبناة المستقبل .. وإنما هي دعوة للتعامل مع هذه التكنولوجيا عمليًا بوعي واتزان ، واسثمار ما يعود منها بالفائدة الحقيقية على المجتمع ، وتحييد بعض برامجها وإفرازاتها السلبية التي قد لا تصلح لنا ، ولا تساهم في بناء أجيالنا.