شريط الأخبار
الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية مستقلة الانتخابات تحدد 30 تموز موعدا لبدء الترشح للنيابية ابو علي: لا غرامات على التجار حال الانضمام للفوترة الوطني قبل نهاية ايار تشمع الكبد دفعه للتراجع عن بيع كليته بعشرة الاف دينار اخر لحظة رفح ورقة مساومة مصرية أمريكية ضد الكيان وحماس معلمة مدرسة تتعرض لاعتداء سيدتين بمدرستها بعمان

زلزال سياسي يعيد ترتيب أوراق المنطقة

زلزال سياسي يعيد ترتيب أوراق المنطقة

ماجد توبه

صدق من وصف الاتفاق التاريخي الجديد بين المملكة العربية السعودية وايران بالزلزال القوي، الذي حرك المياه الراكدة في الاقليم والعالم، فكل من هو حريص على المصالح العربية والخروج من دوامة الانهيار العربي كان ينتظر وضع حد للصراع الايراني السعودي الخليجي، الذي لم ينعكس الا تفتيتا ودمارا في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ناهيك عن انه كان يصب في صالح العدو الأول لنا جميعا وهو اسرائيل.

لم نكل ولم نمل في الدعوة الى حوار استراتيجي بين العرب، وعلى راسهم السعودية باعتبارها الدولة المحورية الرئيسية اليوم في الخارطة العربية، وبين ايران، تعيد ترسيم مصالح الطرفين وتبحث عن نقاط الالتقاء والسعي لتهميش نقاط الخلاف وبما يصب في مصلحة الطرفين والوطن العربي والمنطقة كلها.

اذا كانت ايران قد تمكنت من الوصول الى اتفاق استراتيجي مع الولايات المتحدة والدول الكبرى عام 2016 قبل ان يلغيه الرئيس المأفون دونالد ترامب، فقد كان أولى بنا نحن كعرب ان نصل لمثل هذا الاتفاق مع دولة جارة نرتبط معها بالدين والتاريخ ومصالح مشتركة عديدة، بل وقد وصل الوهم والتخريف بالبعض لدى الطرفين ان بقدرة احد الجهتين الغاء الاخر واخراجه من التاريخ ومسح ايران او السعودية والدول العربية من الخارطة، وهو أمر ليس مستحيلا فقط بل جنونيا.

مواضيع الخلاف والتنافس ومناطقها معروفة ومحددة اليوم بين السعودية والخليج وحلفائهما وبين ايران وحلفائها، ولا نحتاج لاعادة اختراع العجلة للاشتباك الايجابي معها للوصول الى توافقات وترسيم للمصالح المشتركة حولها، خاصة بعد ان جرب الطرفان الصراع الصفري والذهاب الى اخر الشوط في التجييش والاشتباك السلبي لحسم الصراع في هذه المواضيع والمناطق، فلم يحصدا الا الفشل والاستنزاف وتعمق أزمات الأقليم والدولتين نفسيهما.

الأخطر في كل هذا الصراع الذي بقي محتدما بين الطرفين من تحوله من سياسي ومصالحي الى صراع طائفي ديني عميق بين السنة والشيعة، وهذا برأينا هو أخطر أنواع الصراعات عندما يوظف البعد الطائفي والديني وقودا للسياسي رأينا آثاره المدمرة والكارثية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها، إلى الدرجة التي لم يعد يتردد فيها كثير من المأفونين ومنهم قادة و"مفكرين" سياسيين وحتى "اشباه" رجال دين إلى اعتبار الخطر الايراني اكبر من الخطر الصهيوني على الامة العربية، وهذا انحراف خطير قاد مجاميع واسعة من البشر إلى مثل هذا المستنقع الخطير على الامة ومصالحها.

ثمة تغير استراتيجي في السياسة السعودية، نعتبره ايجابيا ومثمرا اليوم، يسعى لتصفير الصراعات مع دول محورية في الإقليم كايران وتركيا، بعد أن جرب السعوديون الخيار الاميركي بل ودفع البعض الى الذهاب إلى خيار التحالف والتطبيع مع اسرائيل بمواجهة ايران. والحمد لله ان هذا الخيار يكون اليوم قد دفن نهائيا بالتقارب مع ايران والاتفاق معها.

لن تخلو الطريق بين ايران والسعودية من الالغام رغم توقيع الاتفاق التاريخي، لكن الواضح ان الارادة السياسية والمصالح لدى الطرفين قادرة على تجاوز هذه الالغام وتفكيكها بما يخدمهما ومصالحهما.

احتواء الأزمة المدمرة في اليمن وانهائها يتوقع ان يكون اولى ثمار هذا الاتفاق التاريخي، كذلك الامر مع الأزمة السورية التي استنفذت سوريا والامة كلها، وأيضا العراق، ونرجو أن يكون من ثمارها السريعة ايضا التوافق على ازمة لبنان المستعصية والمساهمة بالخروج منها بعد ان دخل لبنان في مرحلة الافلاس ودائرة الدولة الفاشلة، ولايران والسعودية تاثير كبير على الافرقاء في لبنان والدولتان قادرتان على تعبيد الطريق لانهاء الازمة الدستورية المستعصية  لبنان وانتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة تستطيعان الاشتباك الايجابي مع الازمة السياسية والمالية المتدحرجة في بلاد الارز.

يحق لنا ان نتفاءل بهذا الاتفاق وبالارادة السياسية التي أوصلت اليه، فالصدام وحرب الاستنزاف والنفوذ الذي جرب كخيار بين الطرفين لم يجر الا الدمار والانهيار لكليهما ولكل المنطقة.. وقد بات الواقع يفرض تغيير البوصلة واللقاء للخروج من تلك الدوامة والدائرة الجهنمية.