شريط الأخبار
اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي ولي العهد يهنيء العمال بعيدهم الملك يؤكد ضرورة تطوير صادرات الفوسفات.. ويشيد بما حققته الشركة من نتائح الملك يستقبل بلينكن ويحذر من خطورة عملية عسكرية في رفح الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل المعايطة: الانتخابات ستجري بكل شفافية..وزيادة مراكز الاقتراع المختلطة الحكومة والأمانة تبشرانكم: قريبا جدا تشغيل كاميرات رصد مخالفات حزام الأمان والهاتف الاردن.. رواتب العاملين بالقطاع العام تتفوق على نظرائهم بـ"الخاص" هل استخدم الاحتلال الاسرائيلي قنابل تؤدي لتبخر جثامين الشهداء؟! 28.2 مليون دينار أرباح شركة مصفاة البترول الأردنية خلال الربع الأول 2024 طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط

قانون حماية اللغة العربية .. إلى أين؟؟

قانون حماية اللغة العربية .. إلى أين؟؟
د. محمد علي النجار
في بيانات صادرة عن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، جاء فيها أن المواطنين الأردنيين استقبلوا
أكثر من مئة مليون رسالة نصية العام المنصرم 2022م، وصنفت هذه الرسائل حسب مصادرها،
وكنت أود لو ان الوزارة صنفت أيضًا هذه الرسائل حسب اللغة المستخدمة فيها؛ هل كانت باللغة
العربية؟ أو كانت باللغة الانجليزية؟ أو كانت باللغتين؟ ففي الحالة الأولى هو الأصل والمطلوب،
وفي الحالة الثانية هو المرفوض، وفي الحالة الثالثة هو المقبول وهو أضعف الإيمان.
وللحقيقة فإني أجد نفسي أحيانًا أمام رسائل نصية تصلني على هاتفي، تجعلني أشعر وكأنني لست
في الأردن العربي الهاشمي، أو كأنني مقيم في دولة بترولية جل المقيمين فيها من العمالة الأجنبية،
بحيث يكون للرسائل بالإنجليزية مبرر لمن يرسلها!!.
أما ونحن في الأردن الذي يهتم بلغته، وينص دستورها الوطني في مادته الثانية على أن اللغة
العربية هي لغتها الرسمية، والتي صدر فيها القانون الخاص بحماية اللغة العربية رقم (35) لسنة
2015 فلا يجوز أن تقع أعيننا بعد ذلك على نشاز لغوي يؤذيها، أو تطرق آذاننا تجاوزاتٌ لا
نرتضيها.
فعدد غير قليل من الشركات أو المؤسسات العاملة في الأردن، يبدو أنها لم تسمع بقانون حماية اللغة
العربية، لذا لاتجد غضاضة في إهمال لغتنا العربية، وعدم احترام خصوصيتنا، وتعتبرنا ملزمين
بقراءة رسائلها باللغة الانجليزية، وضرورة فهمها، كبارًا كنا أو صغارًا، مثقفين أو أنصاف
متعلمين، فتمطرنا بالرسائل النصية باللغة الانجليزية دون ترجمة لها.
وهنا أتساءل: لو كان أحدنا في بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا ويملك أكبر الشركات هناك، فهل يقبل
منه ويسمح له تعميم رسائل باللغة العربية على مواطنيها، وهل الأمر سيكون متقبلاً أو سيقابل
بالاستهجان؟!!.
وقد يقول قائل: إن اللغة العربية ليست لغة عالمية ..
وهذا ما يريد أن يقنعنا به الآخرون، وأن نتقبل فكرة أن لغتنا أقل أهمية من اللغات الأخرى، هذه
اللغة التي كتب بها الخوارزمي علمه في الرياضيات والجبر وعلم الفلك، وهي اللغة التي كتب بها
أبو يوسف الكندي علوم الفلك والبصريات والفلسفة، وهي اللغة التي كتب بها جابر بن حيان في
علوم الفلك والهندسة والكيمياء والطب والصيدلة، وهي اللغة التي كتب بها ابن سينا في العلوم
الطبيعية والرياضيات وموسوعته الطبية وعلم التشريح، وهي اللغة التي كتب بها الحسن بن الهيثم
في علم البصريات والفيزياء، والذي يعد من رواد المنهج العلمي، وهي اللغة التي كتب بها
الزهراوي موسوعته الطبية في ثلاثين مجلدًا، وهي اللغة التي كتب بها الرازي، وابن رشد، وابن
البيطار، وابن باجة، والإدريسي، وابن النفيس، وابن خلدون، وغيرهم كثير.
فلغتنا لغة العلم والفلسفة والفكر، كانت وعاءً صالحًا لشتى المعارف، وما زالت قادرة ومهيئة لذلك،
لو وجدت منا ما تستحقه من العناية والتقدير، فهي اللغة التي يجب أن نعتز بها؛ لما تحمله من
خصائص قلَّ أن تجدها في غيرها من اللغات، فهذا امرؤ القيس في معلقته قبل قرابة ألف وخمسمئة
سنة يقول:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فإذا سألنا طفلاً لم يدخل مدرسةً بعد: ما معنى قف؟ وما معنى نبكي؟ وما معنى حبيب؟ وما معنى
منزل؟ فسيجيب على الفور ودون تأخير أو تردد، أما بقية البيت فهي أسماء لأماكن كقولنا: جرش
والكرك والأغوار والبتراء.
هذه هي لغتنا الجميلة التي يراد لنا أن نشوه جمالها، ونهمل استخدامها، ونفضل غيرها عليها، في
وقت تعتز معظم الدول والشعوب بلغاتها، وتغار عليها، وتتعصب لها.
ويحضرني هنا ما ذكره د. إسحق الفرحان رحمه الله عند حضوره حفل استقبال في السفارة الكورية
بعمان، وبرفقته أستاذي د. محمد السمرة رحمه الله، حيث سأل د. الفرحان السفير الكوري: بأي لغة
تدرسون الطب والهندسة والعلوم بجامعاتكم؟ فنظر إليه السفير وكأنه لم يفهم السؤال .. ثم استأذن
ليستقبل ضيوفًا آخرين، ثم عاد ليرحب بالموجودين، ووصل عند د. الفرحان الذي أعاد عليه
السؤال: بم تدرسون التخصصات العلمية في جامعاتكم؟ ففتح السفير الكوري عينيه وكأنه لم يسمع
السؤال، أو لم يستوعبه، أو كأنه يحاول تقليب السؤال على عدة أوجه، ليحلله ويتأكد من مضمونه.
كان على السفير أن يستأذن مرة أخرى ليرحب بفوج جديد من الزوار .. وعاد ليجامل الحضور
حتى وقف أمام د. الفرحان، فعاجله د. محمود السمرة قائلاً: معالي الوزير يسألك: بأي لغة تدرسون
التخصصات العلمية في جامعات بلادكم؟. وهنا تأكد للسفير أن ما كان قد سمعه في المرتين
السابقتين كان صحيحًا .. قال السفير بطريقة تدل على ضيقه واستغرابه السؤال: طبعًا بالكورية ..
وهل هذا السؤال يُسأل؟!.
حقيقة .. إن هذا السؤال في موازيننا يسأل؛ لأن جامعاتنا العربية بكل أسف تتخذ من الانجليزية غالبًا
لغة للتعليم في معاهدنا وجامعاتنا، بل في بعض مدارسنا. ولكنه لا يسأل في كثير من الدول التي
تحترم لغاتها، مثل كوريا وبلغاريا وبولونيا وهولندا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وفيتنام
وإيران وتركيا وفنلندا وغيرها من الدول التي تدرس العلوم الجامعية بلغاتها القومية.
لقد صدر قانون حماية اللغة العربية ليحافظ عليها، ويصون مكانتها، وليجعلها حاضرة دائمًا في
الوزارات والدوائر والمؤسسات العامة والخاصة، والهيئات الرسمية والأهلية والإعلانات بأنواعها
.. ووضع عقوبات للمخالفين لهذا القانون .. ونحن لا نريد أن نكون جباة بقدر ما نريد أن يحترم
الآخرون اللغة الرسمية للوطن؛ فقد تم تشكيل لجنة من كل من مجمع اللغة العربية، ووزارة
الصناعة والتجارة والتموين، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة
الإعلام، فماذا تم خلال هذه السنوات من إنجازات على أرض الواقع، وماذا تحقق؟ وهل تشكيل
اللجنة في شكلها الحالي يخدم الأهداف التي أنشئت من أجل تحقيقها؟.
مازالت المخالفات سارية المفعول في رسائل هواتفنا، وفي شوارعنا وطرقاتنا، وأجهزتنا
المستوردة! .. ويبدو أننا بحاجة إلى تجديد أو تشكيل لجنة جديدة فاعلة، بمواصفات مختلفة، لتطبيق
هذا القانون عمليًا، بعيدًا عن التنظير، وليكون أكثر شمولية، يحفظ اللغة العربية لغة الأردن العربي
الهاشمي.