تمخض الجبل فولد فأرا
علي سعادة
تذكرون حكاية "تمخض الجبل فولد فأراً" وأصل الحكاية أن جماعة من المسافرين، أثناء استراحتهم في أحد الوديان، تساقطت الحجارة والحصى من أعلى الجبل، فأصابهم الخوف من وقوع زلزال فهربوا بعيدا، وهم يترقبون ما سيحدث، وبعد أن هدأ الجبل رأوا فأراً يخرج من أحد الشقوق في الجبل ويجري مسرعا بعيدا، فضحك الجميع لما حل بهم من خوف، فقال أحدهم "تمخض الجبل فولد فأرا"، وأصبحت تقال في كل من يتوقع منه الكثير، بينما يكون إنجازه أقل من المتوقع.
في حياتنا الكثير منهم "تسمع جعجعة ولا ترى طحينا" (أسمع صوت الرحى يدور دون أن أرى طحينا).
يكثرون من الكلام دون عمل، وعود دون تنفيذ، كلام لا يخرج من قلوبهم، دعاية إعلامية ضخمة وحين تحضر مناسبة تخصهم، لا تجد فكرا ولا ثقافة ولا سياسة، كلام في كلام. وحين تتبع انجازاتهم تجدها فقاعة صابون.
بالمناسبة أيضا، "تمخض الجبل فولد فأراً" و"تسمع جعجعة ولا ترى طحينا" يشملها قانون الجرائم الإلكترونية لأن فيها إسقاط على الحكومة، احذروا، انتقوا الأمثال التي تتناسب مع المرحلة مثل "على قد بساطتك مد رجليك" و "ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمه" و " الحيطان لها أذان"، وفي النهاية "اربط الحمار مطرح ما يحب صاحبه". وهكذا.
وإذا علقت على تصريحات مسؤول بـ"تمخض الجبل فولد فأراً" أرفع أيديك وسلم نفسك أنت محاصر.