شريط الأخبار
الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط الاردن..تراجع الاقبال على سيارات البنزين وتقدمه على "الكهربائية" ثلث مليون زائر لتلفريك عجلون وزيادة ساعات عمله الصفدي: نتنياهو يريد الانتصار لكنه وصل للهزيمة الصين: ما يحدث بغزة لا يقبله ضمير انساني السنوار تفوق بإدارة الحرب على القيادة الإسرائيلية بأكملها سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة الأفاعي تفلت من جحورها.. فاحذروا! نجاحات كبيرة للشركة.. تجديد انتخاب الذنيبات رئيسًا لمجلس إدارة "مناجم الفوسفات" امريكا تبني اكبر قاعدة عسكرية لها جنوب اسرائيل الصبيحي: كيف تدافع الحكومة عن تعيين مدير استثمار "الضمان" وهو يعمل ويقيم بالخارج؟! ابو مرزوق: معظم قادة حماس اردنيون … واذا تركوا قطر سيذهبون للأردن شبهة دستورية اخرى بقانون الانتخاب: اسقاط نيابة نواب الحزب الذي يتم حله هنية يلتقي نواب اسلاميين ويشيد بالتضامن الاردني الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضيات الالكترونية مستقلة الانتخابات تحدد 30 تموز موعدا لبدء الترشح للنيابية ابو علي: لا غرامات على التجار حال الانضمام للفوترة الوطني قبل نهاية ايار تشمع الكبد دفعه للتراجع عن بيع كليته بعشرة الاف دينار اخر لحظة رفح ورقة مساومة مصرية أمريكية ضد الكيان وحماس معلمة مدرسة تتعرض لاعتداء سيدتين بمدرستها بعمان

دامت "الأحداث الأمنية" حليفة دياركم العامرة!

دامت الأحداث الأمنية حليفة دياركم العامرة!
كمال ميرزا 
كجزء من الحرب الدعائية وحرب المصطلحات، كلما تعرّضت عصابات حرب الكيان الصهيوني إلى صفعة أو انتكاسة على يد أبطال المقاومة، يُطلق مسؤولو الكيان وإعلامه على ذلك مسمّى "حدث أمني".

هذه التسمية مُغرضة وخبيثة على عدّة مستويات:

أولا كلمة "حدث" بحدّ ذاتها فيها تهوين وتقليل من شأن وأهمية ما وقع، والإيحاء أنّه أمر عابر واستثناء وليس النمط السائد أو المتواتر أو المسار "الاعتيادي" للأمور.

ثانيا وصف الحدث بـ "الأمني" يوحي أنّ ما وقع هو خرق للأمن، أو انتهاك للأمن، أي جريمة، والذين يخرقون وينتهكون الأمن هم طبعا مجرمون أو لصوص أو عصابات أشرار أو إرهابيون، وليسوا جيشا شرعيا أو محاربين نظاميين أو مقاومين ومناضلين ومجاهدين.

ثالثا وصف الحدث بالأمني يوحي أنّ ما تقوم به عصابات الحرب الصهيونية في غزّة هو مجرد مهمة أمنية من أجل حفظ الأمن (وليس حرب إبادة وتهجير)، وحماية الناس من "الأشرار" و"المجرمين" الذين يهددون هذا الأمن وينتهكونه، وهذا بدوره يضفي شرعية ضمنية على أفعال وجرائم الكيان ويمنحها مبررا ومسوغا أخلاقيا زائفا.

رابعا وصف الحدث بالأمني يوحي ضمنا أنّ قطاع غزّة هو أراض خاضعة للسيادة الصهيونية، فأنت لا تقوم بمهمات أمنية ولا تحفظ الأمن إلا على أرضك وضمن حدود سيادتك.

خامسا مصطلح "الحدث الأمني"، خاصة عندما تُلحق به أوصافا مثل "صعب" أو "مرير"، فيه خداع لجمهور الكيان الصهيوني نفسه، ومحاولة للتخفيف من وطأة الهزائم والإخفاقات والخسائر التي تُمنى بها عصابات الكيان على يد أبطال المقاومة.

سادسا مسمّى "الحدث الأمني" يمثّل رؤية ومنظور الكيان الصهيوني لما يقع، واستخدام هذا المصطلح كما هو وتداوله على عواهله فيه إقرار ضمني أنّ منظور الكيان وروايته وسرديته هي الأساس، وبقية المنظورات والروايات والسرديات هي فرعية وهامشية وتُقاس إلى السردية الرئيسية.

للأسف، الإعلام العربي يخفق غالبا في التعامل مع حرب المصطلحات، وينجرف وراء معجم العدو وترسانة مسمياته وألفاظه وصياغاته، ويظن أنّه بذلك يمارس "الموضوعية" و"الاحترافية" دون أن يعي أنّ "الموضوعية" و"الاحترافية" وفق المنظور والاستخدام والتوظيف الغربي هما بحدّ ذاتهما مصطلحين دعائيين مُغرضين!

نحن بحاجة لنحت معجم مصطلحاتنا الخاص الذي يعكس منظورنا وروايتنا وسرديتنا، ويعبّر عن ثقافتنا وهويتنا وأصالتنا.

ماذا لو قلنا "مأثرة": مأثرة جديدة في غزّة، مأثرة جديدة لأبطال المقاومة، مأثرة تطيح بعصابة صهيونية متحصّنة في مبنى.. وهكذا.

هل هناك مقترحات أخرى؟

يمكن أن ننهل من معين "الثقافة الشعبية" ونستخدم أيضا صيغة "بشرى سارّة" التي تستخدم في الإعلانات الترويجية التقليدية:

بشرى سارّة افتتاح بقالة الأمانة.. بشرى سارّة وصول تشكيلة جديدة من الملابس والأحذية.. بشرى سارّة مصرع وجرح أربعين مرتزقا صهيونيا في مأثرة جديدة للمقاومة!

ويمكن أن نختم صياغتنا بعبارة تشبه العبارة المشهورة التي تستخدم في بطاقات الدعوة لحفلات الزفاف أو ما يُسمّى "كرت العرس":

دامت الأفراح حليفة دياركم العامر.. دامت المآثر حليفة دياركم العامرة.. وبالنسبة للعدو الصهيوني دامت "الأحداث الأمنية" حليفة دياركم العامرة!