7 أكتوبر ..الخوف الصهيوني من الأسم
محمد
سويدان
جميعنا نعرف الضجة التي أثارتها تسمية مطعم في الكرك الأبية بـ"7 أكتوبر" والتداعيات المحلية التي خلفها غضب واحتجاج حكومة الاحتلال رسميا على التسمية، ولكن بعضنا لم يفهم أسباب هذا الغضب الصهيوني ، سيما أن الكثير من المحلات والمطاعم في الأردن والعديد من الدول العربية تسمى بأسماء فلسطين والمقاومة والأماكن المقدسة فيها ولم تثر غضبا رسميا "إسرائيليا" كما حدث هذه المرة.
من
الملاحظ أن ردود فعل الكيان "الإسرائيلي" بعد 7 أكتوبر مختلفة عما سبقها
من ردود فعل فيما يتتعلق بالقضية الفلسطينية... فهذا اليوم شكل هزيمة حقيقية لهذا
الكيان ولـ"جيشه الذي لايقهر" بحسب الدعاية عبر سنوات طويلة من الصراع
مع هذا الكيان.
نعم..
الكيان وبعد هزيمته، انطلق ليروج محليا في مجتمعه وخارجيا اتهامات كاذبة عن
"وحشية حماس والمقاومة" في ذلك اليوم.. أراد وهدف من هذه الاتهامات
الإساءة بشكل كبير للمقاومة وبطولاتها وتضحياتها وتحويلها من مقاومة مشروعة تدافع
وتقاوم من أجل قضية عادلة إلى "عصابة مجرمة تقتل الأطفال وتغتصب
النساء"... لايمكن للكيان اثبات اتهاماته على أرض الواقع لأنها لم تحدث
مطلقا، ولكنه استخدم "أساليب الدعاية النازية" والمتثملة "اكذب
واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" أي حتى يصدقون كذبتك.
ومن
هذا المنطق، فإن الكيان أراد أن يرسخ في ذاكرة مجتمعه وفي ذاكرة الدول التي تناصره
أن مدح هذا اليوم بمثابة "مدح الجرائم ومعاداة السامية".. يريد أن يكذب
حتى يصدقه العالم بأن هذا اليوم المجيد هو يوم "الإجرام وقتل الاطفال
واغتصاب النساء".. يريد أن يحوله إلى يوم "نازي" أي أن من يؤيده
يعادي السامية واليهود ويؤيد قتل اليهود وإبادتهم.
يريد
أن يلصق بالمقاومة الفلسطينية المجيدة اتهامات باطلة حتى يبرر ما يقوم به من إبادة
جماعية في غزة...ولهذا نراه ينتفض ويحتج ويغضب حتى من أي فعل حتى لوكان بسيطا وفي
أي مكان في العالم يمجد هذا اليوم ويعتبره أحد أيام الفخر والنصر وبدء تغيير
المعادلات فبعد سلسلة الهزائم يأتي هذا اليوم ليؤكد أن النصر ممكن وأن طرد المحتل
ليس وهما أو خيالا وانما حقيقة ويمكن تحقيقها على أرض الواقع.
لم
تكن مناكفة تلك الحملة التضامنية مع صاحب محل" 7 اكتوبر" في الكرك بعدما
أجبر على ازالة الاسم بداعي عدم الترخيص.. فالحملة ضروية للتأكيد على معاني 7
اكتوبر فلسطينيا وأردنيا وعربيا وعالميا.. فهذا اليوم يوم المقاومة وفلسطين
والتحرير.. وقد اثبتت المقاومة فيه أنها كانت على مستوى الحدث والفعل ولم تقم بأي
أعمال اجرامية كما تروج الدعاية "الإسرائيلية"، وانما قامت بفعل نضالي
مقاوم مشروع ضد كيان مجرم يمارس كل أنواع الجرائم ضد الانسانية وضد الحضارة.