اكدت جمعية امراض نزف الدم "الهيموفيليا" ان  مرضى الهيموفيليا في فلسطين يواجهون التحديات وصعوبات شديدة، وتتفاقم حالتهم بسبب نقص الادوية والخدمات والتهديدات الخارجية.

وفي يوم الهيموفيليا العالمي هذا، يدعو مجتمع الهيموفيليا الفلسطيني إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لمعالجة هذه التحديات طويلة الأمد، من بينها إنشاء فيديرالية للهيموفيليا تمثل فلسطين عالميا، والعمل على تنفيذ البروتوكولات العلاجية المعترف بها دولياً بشكل منهجي. علاوة على ذلك، تؤثر الاعتداءات اللاإنسانية المستمرة على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية وتحتم على المجتمع الدولي التحرك لضمان توفير كافة الاحتياجات والخدمات الطبية اللازمة وخاصة الأدوية، بما في ذلك تلك الضرورية لمرضى الهيموفيليا مرضى نزف الدم الوراثي.

وقالت انه للأسف، لا يزال الوصول إلى العلاج الآمن والفعال غير متاح على نطاق واسع في العالم وفي فلسطين خاصة وبالتحديد في غزة، وسط أزمة إنسانية مستمرة وظروف الحرب والحصار، وتستمر وزارة الصحة بمواجهة التحديات في تلبية الاحتياجات الصحية الأساسية للسكان بشكل مرضٍ.

واضافت ان اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تستمر معاناة مرضى الهيموفيليا في فلسطين على مدار الساعة ويتعرض حقهم في الصحة باستمرار للتهديد: يتحمل هؤلاء المرضى وعائلاتهم تجارب مؤلمة ومأساوية بسبب مرضهم، بالإضافة لتأثير تفاقم الممارسات غير الكافية اوالخاطئة على الأرض والهجوم على البنية التحتية، إلى جانب نقص الإمدادات الأساسية والكوادر الطبية، الذي أدى الى تدمير النظام الصحي. علاوة على ذلك، يعيق الحصار الإسرائيلي، الذي يقيد الوصول إلى الغذاء والماء والوقود والأدوية والمستلزمات الحيوية.

وقالت "عندما تنخرط في تفاصيل قصص المرضى تتساءل عن نتائج هذه الجهود الإنسانية وغيرها والتي تصبح غير واضحة المعالم. يظهر مدى عمق وسعة معاناة ومأساة مرضى الهيموفيليا في فلسطين والمستمرة منذ عقود وقد تفاقمت بسبب الحرب المستمرة".

 فعلى سبيل، البالغ من العمر 15 عامًا من دير البلح، الذي تم إجلاؤه مؤخرًا من قبل منظمة إنسانية (PCRF) للعلاج في الإمارات العربية المتحدة، وجد مصابًا ومحاصرًا تحت أنقاض منزله المدمر بواسطة الاحتلال، ويعاني من إصابات في القدم واليد، بالإضافة إلى نزيف في عينه، وظل دون علاج لمدة ستين يومًا.

أما لافي، مريض الهيموفيليا الأعمى من قطاع غزة، الذي حاول بلا جدوى قبل الحرب استبدال مفصل ركبته، وسافر إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج، لكن دون جدوى. في الأشهر الأخيرة، أصبح اليوم بلا مأوى بسبب القصف ومشرّدً حاليًا.

واكدت الجمعية ان ما يمر به المرضى في الضفة الغربية أيضًا محزن، حيث لا تتوفر أدويتهم بانتظام أو بكميات كافية، وتختفي عوامل التجلط لأسابيع وشهور، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل خطير. يطالب العديد منهم، مثل إيمان وياناي من الخليل، بالمساعدة وحث وزارة الصحة على تسريع توفير الأدوية، كما يفعل محمود وعلي أيضًا من الخليل وسلفيت، اللذان يوثقان ويشتكيان للجمعية عن نقص الأدوية في المستشفيات لعدة أشهر.

وشددت على ان حالة الحرب القائمة تستدعي التدخل الفوري من المجتمع الدولي والحكومات الوطنية للضغط على القوات الإسرائيلية المحتلة لوقف فوري لإطلاق النار. ويجب أيضًا ضمان مرور آمن لجميع الإمدادات الطبية الأساسية والأدوية، التي يحتاجها مرضى الهيموفيليا وجميع المصابين بالاضطرابات الناجمة عن النزف. يجب اتخاذ جهود فورية لتوفير الإمدادات الطبية والعاملين في مجال الصحة والغذاء والوقود والمأوى بسرعة.