شريط الأخبار
اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي ولي العهد يهنيء العمال بعيدهم الملك يؤكد ضرورة تطوير صادرات الفوسفات.. ويشيد بما حققته الشركة من نتائح الملك يستقبل بلينكن ويحذر من خطورة عملية عسكرية في رفح الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل المعايطة: الانتخابات ستجري بكل شفافية..وزيادة مراكز الاقتراع المختلطة الحكومة والأمانة تبشرانكم: قريبا جدا تشغيل كاميرات رصد مخالفات حزام الأمان والهاتف الاردن.. رواتب العاملين بالقطاع العام تتفوق على نظرائهم بـ"الخاص" هل استخدم الاحتلال الاسرائيلي قنابل تؤدي لتبخر جثامين الشهداء؟! 28.2 مليون دينار أرباح شركة مصفاة البترول الأردنية خلال الربع الأول 2024 طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط

جنون السوشال ميديا

جنون السوشال ميديا
سوزان أبو بكر


 دفع وباء كورونا ملايين الناس إلى استخدام منصات التواصل الإجتماعي بشكل لافت، وجعل حوالي أربعة مليار من الناس يعيشون ساعات عديدة يومياً في العالم الإفتراضي، الّا أن ظاهرة تحول الأفراد المغمورين الى "نيو ميديا" وشهرتهم عبرها تصاعد بشكلٍ لافت، حتى أصبحوا بديلاً بالنسبة لملايين الناس عن الإعلام التقليدي(الصحف، المجلات، التلفاز، الإذاعة).


 فمن ادعى بالمرض لكسب العديد من المتعاطفين وحصد ملايين المتابعين، ومنهم من بث فيديوهات هابطةوحرض على الفسق والفجور، هذه الطرق تعتبر أحدث طرق الاستغلال على مواقع التواصل الإجتماعي للشهرة وللكسب المادي السريع. 

طبعا، لكل قاعدة شواذها، ولكن ما الذي يدفع شباب بعمر الزهور إلى خوض تحديات سخيفة أو نشر فيديوهات هابطة، والسعي الى الشهرة المزيفة؟ 

هل هو الشعور بالدونية، أم شعور بالكبت النفسي والحاجة إلى التعاطف معهم؟ والأخطر من ذلك، ما دأبت عليه البرامج التلفزيونية التي يقدمها الإعلاميين، بإستضافة أصحاب "الترندات" والتحدث معهم وعن تجربتهم خلال إستعراض هذا "الترند"، دون النظر لقيمة المحتوى، ودون إعتبار ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا المجتمعية، ضاربين بعرض الحائط تأثير صانعي المحتوى هذا على حالة التغييب التي وصل إليها شبابنا، ما يساعدهم على الشهرة أكثر ويرسخ دورهم في نقل الأفكار الغريبة والشاذة والأنماط السلوكية، ودفع أغلب فئة الشباب والشابات لتقليدهم بإعتبارهم القدوة العظيمة لهم، وهدم ما تبقى من تربية وأخلاق يتحلى بها قلة من شبابنا في العصر الحالي.

 وفي الحقيقة ما نراه في الأونة الأخيرة من ابتذال وانسفاح في منصات التواصل الإجتماعي، بعيد كل البعد عن الراحة النفسية والسعادة، وهذا ما يفقد الإنسان الكثير من الطمأنينة والسلام النفسي، فالكثير أصبح مفهوم النجاح لديه هو ما يمتلك من متابعين وكم عدد المشاهدات التي حققها ترند او فيديو لهم.

 ولكن كيف أثرت السوشال ميديا على حياتنا؟ لا يوجد شيء سيء بالكامل، ولا جيد بالكامل، والسوشال ميديا البعض يرى أن الجانب الأيجابي منها، هو وجود المحتوى الثقافي، بجمع المعلومات التاريخية والعلمية وتقديمها بأسلوب وطريقة جذابة، بإستخدام الوسائط المتعددة تارة، أو بتبسيط طريقة نقل المعلومات تارة أخرى، وأيضا ساعدت السوشال ميديا أصحاب المشاريع الصغيرة في دعم وإنجاحها مثل مشاريع الأشغال اليدوية، وبيع المنتجات الغذائية والملابس، وأيضا إتجهت بعض الجامعات ومراكز التعليم الى إنشاء الدورات التعليمية والتدريبية التي تستهدف الطلاب ومختلف شرائح المجتمع. 

وفي الوقت ذاته، أثرت السوشال ميديا على الأخرين سلباً، بمقارنة حياتهم بحياة المشاهير، أو بالأشخاص الذين يشاركون يومياتهم وأسلوب حياتهم، وتولّد لدى البعض عدم الشعور بالرضا والإستقرار النفسي، مما دفعهم إلى رغبتهم بالتغيير المستمر سولء في شكلهم أو وظيفتهم أو حتى في أثاث منزلهم، ومحاولة خلق حياة وهمية أو شعور أيجابي مماثل لهؤلاء المشاهير وحياتهم، وما نشهده في الأونة الأخيرة من إنتشار للخيانات الزوجية، والجرائم المختلفة كالسرقة والابتزاز والتنمر وغيرها .. وأصبح العديد يقيس النجاح بماذا سيحقق على منصات التواصل الاجتماع، ولكن مقياس النجاح الحقيقي يتوقف على درجة استغلال الإنسان لموهبته، وبناء قدرته العقلية ومهاراته في الحياة، ومدى استفادته من الفرص المتعددة في حياته، فالفرصة لسيت تكسي لنوقفها متى أردنا، بل يجب استغلالها بالطريقة الصحيحة لتحقيق الرسالة السامية للإنسان في هذه الحياة.

 وما زلنا نواجه التحدي الأكبر حالياً، بإعتبار أن السوشال ميديا أصبحت حياة الإنسان نموذج نفسه، وعلاقاته الإنسانية والإجتماعية، أصبح كل هذا مادة إعلانية، بحيث أصبحت هذه المادة تسوّق ويروّج لها حسب الصورة المنقاة والمعدلة وحسب ما يريد أن يظهر بها هذا النموذج، هنا يجب أن نقف صارمين أمام "غزو الميديا"، للمحافظة على ما تبقى من عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا .