شريط الأخبار
"حماس" تحشر العدو بالزاوية: موافقة فلسطينية على الهدنة واسرائيل تتمنع وتصعد برفح الملك من واشنطن: على المجتمع الدولي التحرك لمنع كارثة جديدة في رفح وقفة تضامنية في "النقابات" للافراج عن ملص ومعتقلي الراي دمج وزارتي (التعليم العالي والتربية) وإلغاء (التدريب المهني) مسؤول إسرائيلي: نتنياهو افشل الصفقة مع حماس باخر لحظة مفاوضات الهدنة تتعثر واجتياح رفح يتقدم: حماس تتوعد بهزيمة الاحتلال والغاء اعادة الاسرى قمة اردنية امريكية اليوم وملف غزة الساخن على الطاولة وتحذير اردني من مجزرة برفح الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار سمارة: الاردن كالواحة وسط الصحراء.. وهو الأقدر على قيادة المشروع العربي النهضوي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من وجهاء عشيرة الكعابنة من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (1)

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (1)
د. محمد علي النجار
تناولنا في المقالات السابقة أسباب الضعف في النحو العربي عند أبنائنا الطلاب ، ولم يكن المعلم بمعزل عن تحميله قدرًا من المسؤولية ، ودللنا على ذلك بالفارق في المستوى ، بين طلاب صفين في مدرسة واحدة ، لكل صف معلم ، يدرّسان المنهج ذاته!!. فهؤلاء الطلاب على النحو مقبلون ، وأولئك عن معلمهم منصرفون ، وبسبب عجزه من النحو نافرون!!.  
 
    ولعلنا في ضوء التعرض لبعض أسباب الضعف ، نستطيع أن نجد العلاج ، وأن نصف الدواء لهذه الظاهرة ، هذا العلاج الذي أراه ينـحصر بالدرجة الأولى ، ما بين المنهج والمعلم ، يقول الأستاذ جميل صليبا (مسؤوليات المعلم داخل الفصل) "إننا نُعلم في مدارسنا كثيرًا ، ولكن طلابنا لا يتعلمون منا إلا قليلاً ، وسبب ذلك فساد طرق التدريس التي نسلكها في تعليمهم ، وفساد الكتب المدرسية الموضوعة في أيديهم  ، وقلة الوسائل السمعية والبصرية التي نستخدمها في التدريس … فلو جمع المعلمون إلى سعة العلم جودة التدريس ، وفكروا في الأثر الذي يتركه تدريسهم في نفوس تلاميذهم ، لكان مردودهم التربوي أعظم".
 
    وهذا يكاد ينطبق على المعلم والمنهج في مدارس عالمنا العربي دون استثناء ، ومن هنا نشأت المشكلة ، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال ، إخلاء طرف الإدارات المدرسية ، والتوجيه الفني من المسؤولية ، ولا استبعاد الطالب والبيت من العملية التعليمية ، ولكننا نركز على المعلم ؛ لأنه أقدر الأطراف ذات العلاقة على الكشف والعلاج ، فإذا أخلص في أدائه ، وكان ذا كفاءة علمية وفنية ، سهل عليه أن يقـضي على الضعف عند طلابه ، أو الحد من هذا الضعف في الفصل ، بالتعاون مع الأطراف الأخرى.
 
    وهناك نماذج في الميدان التربوي ، تؤكد قدرة المعلم على التغيير ، والارتقاء بالطلاب من حالات الضعف إلى مستويات أفضل ، بل بدا في بعض الفصول عند بعض المعلمين ، تقدمٌ واضح في مستوى المتعلمين ، ليس كحالات فردية في الفصل ، بل تحسن ملموس يستغرق جميع الطلاب في الفصل الواحد ، مع وجود تفاوت في هذا التحسن ، وهذا أمر بَدَهيّ يندرج تحت الفروقات الفردية للطلبة .  
 
     ومن هنا فحديثنا عن العلاج سيقوم على اتجاهين اثنين :
الاتجاه الأول : وهو علاج وقتي ، يتمثل في علاج الضعف داخل الفصل .
الاتجاه الثاني : ويقوم على محورين :
المحور الأول : المنهج والكتاب المدرسي .
المحور الثاني : المعلم .
     وهذا العلاج يمكن الاستفادة منه على المدى البعيد .
 
أما الاتجاه الأول ، فيعتمد اعتمادًا كبيرًا على علاج المشكلة ، من خلال التفاعل بين المعلم والطالب داخل الفصل ، ويتمثل في:
• عدم تدريس النحو على أنه هدف وغاية ، بل على أنه وسيلة لإصلاح اللسان ، وصَوْن القلم من الخطأ والزلل ، ولن يترسخ هذا المفهوم في أذهان الطلبة ، إلا من خلال توجيههم ، ومحاسبتهم على الأخطاء النحوية ، في مختلف كتاباتهم وإجاباتهم الشفوية في بقية فروع المادة .    
 
• على المعلم أن يحرص على توصيل المعلومة النحوية من أقـصر الطرق ، دون تقعيد أو تعقيد ، والتدرج في المادة النحوية من السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المركب ، ومن الحسي إلى المعنوي ، حتى لو خالف ذلك توزيع المنهج ، مستخدمًا الوسائل التعليمية المناسبة ، والمفيدة لكل موضوع ، وأن يُتبع الموضوع النحوي بتطبيقات تعزيزية ، تتراوح بين التحريري والشفوي في الفصل ، والواجبات البيتية ، على أن يتم إنجاز هذه الواجبات وإحضارها في اليوم التالي ؛ للتأكد من اطلاع الطلبة على المادة النحوية المشروحة قبل نسيانها ، ومناقشتهم في الصعوبات التي يمكن أن تكون قد قابلت بعضهم لتذليلها ، على أن تكون التطبيقات بما فيها الواجبات ، مناسبة من حيث الكم والكيف لتؤتي أكلها ، فتُرغّب الطلبة ولا تُنفّرهم ، مع الأخذ في الاعتبار وجود الحافز الذي يراه المعلم مناسبًا ومجديًا .
 
 
• وإذا عرفنا أن اللغة يمكن أن تؤخذ بالمحاكاة ، فمن المفيد جدًا التزام معلم اللغة العربية بالفصيحة المُعْرَبة ، ويرى الأستاذ عابد توفيق الهاشمي ، أن على المعلم "الابتعاد عن التسكين للتخلص من التحريك ، على نقيض قاعدة الجهال: (سكن تسلم)!! كما يجدر به الابتعاد عن العامية … كما يجدر بسائر المدرسين الالتزام بالفصيحة ، ليكونوا قدوة للطلاب" إضافة إلى تعويد آذان الطلبة ، على تذوق موسيقا اللغة.
 
• استغلال السبورة بطريقة منظمة ، ومخطط لها في حصة النحو ، بعيدًا عن الارتجالية التي تؤدي – غالبًا - إلى عدم التسلسل في الأفكار ، والخلط بين الأمثلة والمعلومات ، فتنظيم السبورة ، وعرض الأمثلة أو التمرينات ، وكتابتها أو إعدادها بخط جميل ، وألوان متعددة ، تخدم استخراج القاعدة ، كأن يُكتب الفاعل بلون ، والمفعول به بلون آخر ، أو حروف النصب بلون ، والأفعال بلون آخر ، فإن ذلك يشد انتباه الطلبة إلى السبورة ، لمتابعة المعلم ، والانتباه للشرح ، والمشاركة في المناقشة ، وهذا الأمر أصبح سهلاً ، وفي متناول اليد في عصر تكنولوجيا التعليم ، وتوافر الآيباد أو الجهاز اللوحي بين أيدي الطلبة ، منذ الصفوف التعليمية الأولى ، وهو الأمر الذي عززته جائحة كورونا ، وكذلك توافر الأجهزة والبرامج التعليمية للمعلم ، الذي يجب ألا ينتظر إدارة المدرسة لتزوده بذلك ، بل عليه أن يبادر إلى تطوير نفسه بنفسه ، ومسايرة آخر وسائل تكنولوجيا التعليم.
 
 
• تشجيع المعلم للطلاب ، وتعزيز إجاباتهم الصحيحة ، وحثهم على استخدام الأساليب اللغوية السليمة في حصة النحو ، وبقية أفرع المادة ؛ لأن التشجيع يعطي الطلبة دفعة من الثقة بالنفس ، مما يؤدي إلى الإقبال على المادة ، والتنافس بين الطلبة على فهمها .. كما يجدر بالمعلم أن يحرص أشد الحرص ، على إشراك جميع الطلبة في المناقشة ، دون الاعتماد على مجموعة بعينها ، وإهمال متوسطي الذكاء ، أو الأقل ذكاء في الفصل ، لما في ذلك من أثر سلبي يدركه المعلم قبل غيره.
 
    أما الاتجاه الثاني في العلاج ، والذي يركز على المنهج والكتاب المدرسي ، ويضع المعلم أمام مسؤولياته ، فمكانه المقال المقبل إن شاء الله.
    وللموضوع بقية،،،