سرنا على دربٍ طويل...


بقلم:
سوسن الحلبي
مرَّ
الجميع من هنا... وغلبت على الوجوه نظرة الضعف والألم... واحتدمت الصراعات في
أعماقنا... لا نعلم لأيّ جرحٍ يطالنا أي نهاية... كلّ ما نعلمه أنا ماضون في دربٍ
لا نعرفه... هاربون من معاناتنا إلى غيرها من معاناة...
ببطونٍ
خاويةٍ... وقلوبٍ مثقلةٍ بالجراح... سرنا ولا نزال نسير... لا ندري: هل
لرحلتنا عنوانٌ يذكر؟أم هي آخر المصير؟
تشبّثي
بي يا رفيقة الدرب... فبرغم ضعفي وقلة حيلتي، ما زلت أخشى عليك من الأيام... ولا
يزال الطريق طويلًا... لكن لا تخافي... سنسلكه معًا... مهما كان الدرب عسيرًا...
عشنا
الحياة نرتحل في أرجاء بلادنا منذ أن فتحنا عيوننا على الدنيا... نكابد الهمّ
ونبني في كلّ ركنٍ منها منزلًا يأوينا... وها نحن الآن نكمل مأسآة النزوح سويةً...
ولم يتبقَّ لنا من العمر سوى القليل...
خطانا
أُثقلت بجراح العمر ومرِّه... وذقنا من آلامه ما أفقدنا شغف الحياة، وكلّ آتٍ
إلينا... ورغم ذلك، فما لنا إلاّ أن نمضي في الدرب حيث يأخذنا... نتبع درب الناجين
من الحياة... فلعلّ خطانا تلك... هي آخر المسير...
فهذا
مصير شعبنا منذ أن خُلقنا... من مسيرٍ إلى مسيرٍ... هذا قدرٌ محتومٌ... ولا
أعلم حقًا، إن كنّا سنحيا غير هذا المصير...