منتدى الفحيص يكرم مبدعيها ويستحضر الذاكرة العربية في أمسية "أم كلثوم.


تحت رعاية وزير الثقافة
الأستاذ مصطفى الرواشدة، مندوبًا عنه أمين عام الوزارة الدكتور نضال العياصرة،
أقام منتدى الفحيص الثقافي، وبدعم من وزارة الثقافة، احتفالًا بمناسبة مرور ثلاثين
عامًا على تأسيسه، مساء أمس ، في بيت الفحيص، بحضور رسمي وثقافي واجتماعي واسع.
وشكّلت الأمسية
الثقافية التفاعلية التي قدّمها الإعلامي والباحث المصري محمود التميمي محور
الحفل، ضمن مشروعه "أرواح في المدينة”، من خلال العرض السردي البصري بعنوان "خمسون
عامًا على حضور السيدة أم كلثوم”.
التميمي قدّم قراءة
مختلفة لمسيرة كوكب الشرق، مستحضرًا سيرتها وموروثها الفني والإنساني بوصفها رمزًا
عربيًا عابرًا للأزمنة، ومستندًا إلى وثائق صحفية أرشيفية ومواد بصرية وصوتية
نادرة تُعرض لأول مرة.
الأمسية تناولت أثر أم
كلثوم في الذائقة العربية والوعي الجمعي، وقدرتها على إعادة تشكيل الخطاب الفني
والثقافي خلال أكثر من خمسة عقود، ما منح العرض بعدًا نقديًا وتفاعليًا ميّزه عن
السرديات التقليدية. وقد عبّر الحضور عن تفاعل لافت مع الطرح لما حمله من عمق بحثي
وتناول نوعي لسيرة ومسيرة "كوكب الشرق" وللتراث الموسيقي.
كما جرى خلال الحفل
تكريم رؤساء الهيئات الإدارية السابقين للمنتدى وعدد من المبدعين من أبناء مدينة
الفحيص تقديراً لعطائهم الثقافي على مدى ثلاثين عامًا.
وقال الدكتور نضال
العياصرة، في كلمة ألقاها نيابةً عن وزير الثقافة، ان الوزراة تنظر الى الهيئات
الثقافية باعتبارها شريكا في تطوير الحركة الثقافية في الاردن وحلقة وصل مع
المجتمع باعتباره صانع الثقافة. منوهاً الى أهمية منتدى الفحيص في ترسيخ الحراك
الثقافي الوطني وتعزيز الهوية والموروث، مثمنًا دوره في استضافة الفعاليات
الإبداعية النوعية.
بدوره أكد رئيس
المنتدى باسل الداوود استمرار المنتدى في تقديم مبادرات ثقافية تُرسّخ مكانة
الفحيص كمنارة ثقافية أردنية، مشيرًا إلى أن الثقافة كانت وما تزال حافظةً للوجدان
ومصدرًا من مصادر التماسك الجمعي. ومشددا أن الفعل الثقافي لا ينفصل عن سؤال
الهوية والانتماء، بل يشكل أحد أهم مسارات الدفاع عن الذاكرة وتحصين الذات الوطنية
والقومية في مواجهة التفكك والتهميش. ووسيلة أساسية في الحفاظ على ارتباط
المجتمعات بروحها وامتدادها الحضاري.