أين أنت يا أُمي؟!


بقلم: سوسن الحلبي
انتظرتك وحدي هنا...
وكلّي ألمٌ وحنين...
وأملٌ بغدٍ قريبٍ
يجمعنا...
انتظرتك أن تأتي إليّ...
ومرّت السنوات محمّلةً
بالجراح...
سنواتٌ مضت وأنا هنا
وحيدة...
فأين أنت؟!
أجيبيني يا أمي...
ألم يأن الأوان للقياك،
بعد كلِّ هذا الانتظار؟!
ألم يأن لهذا العذاب
ببعدك أن ينتهي؟!
أم أنّ ألم بعدك اختلط
بآلام
الحرب وعذابها،
وفقدنا الأماني،
بغدٍ حلوٍ يأتينا من
جديد؟!
فارقتكُ مجبرةً...
وفارقت فرحتي...
وكلّ شغفي في الحياة...
ولم يتبقّ لي من بعد
رحيلك،
سوى الذكريات...
رحل بيتنا...
رحل شارعنا...
ورحلتْ كلّ المدينة
من بعدها...
وأنت عالقةٌ في غيابك،
لا تعودين...
فأين أنت غاليتي؟!
عودي...
أنيري لي شيئًا،
مما تبقى لي في الحياة...
أناديك...
ولا أعلم...
هل سيجمعنا الزمان
بفرحه
من جديد؟!
أم أن السعادة هجرت
عالمنا
ولن تعود؟!
ولن يكون لي أملٌ في
لقياك،
بعد كلّ الفراق...
إلاّ عناقًا يلامسني...
في عالمٍ آخر...
لا تنال الأحزان منه...
ولا نعرف فيه معنى
الفراق...