شريط الأخبار
الادعاء العام في إسطنبول يصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة الابادة الجماعية تفاصيل صادمة لقاتل متسلسل: ممرض يقتل مرضاه بحثا عن الهدوء لرأسه عمرها أكثر من 3 الآف عام: شجرة زيتون معمّرة بالضفة تصمد بوجه الانتهاكات الإسرائيلية ناشونال إنترست: ماذا يعني انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات أبراهام؟ الأرصاد الجوية: الأردن قد يشهد حالة مطرية نهاية الأسبوع المقبل وزير حرب الاحتلال يصعد ويأمر جيشه بتدمير انفاق غزة لـ"القضاء" على حماس ترامب يتوقع نشر قوة دولية بغزة قريبا.. و"الطبخ" بمجلس الأمن أجواء معتدلة.. والحرارة أعلى من معدلاتها بـ 7 درجات الجمعة هل يصلح النظام للعاصمة: نحو رؤية متكاملة لتركيب الكاميرات في طرق عمّان (1 - 2) ترامب يعلن انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية مع اسرائيل ملاحظات على الطبعة 19 (2025) لاصدارات "مكتبة الأسرة الأردنية" مسؤولون امريكيون: كازاخستان ستعلن اليوم الانضمام رسميا لاتفاقيات ابراهام عاجل. ويتكوف: الاعلان الليلة عن دولة جديدة ستنضم لاتفاقات إبراهيم استكمالاً للزيارة الملكية للكرك العيسوي يلتقي 200 شخصية من أبناء وبنات المحافظة الاحتلال يصعد ويشن سلسلة غارات على جنوب لبنان رويترز: واشنطن تستعد لتأسيس قاعدة عسكرية جوية في دمشق واشنطن تطرح رسمياً مشروع قرار بشأن غزة على مجلس الأمن الدولي فتح باب استيراد زيت الزيتون من الاحد.. وتوقع خفض اسعاره قانون "التأمين" يسري على جميع العقود أيا كانت حالة الشركة الملك يبدأ زيارة إلى اليابان السبت في مستهل جولة عمل آسيوية

عمرها أكثر من 3 الآف عام: شجرة زيتون معمّرة بالضفة تصمد بوجه الانتهاكات الإسرائيلية

عمرها أكثر من 3 الآف عام: شجرة زيتون معمّرة بالضفة تصمد بوجه الانتهاكات الإسرائيلية


 

في الضفة الغربية المحتلة، لا تزال أقدم شجرة زيتون في المنطقة صامدة رغم المواجهات بين مزارعين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين، والاعتداءات التي تستهدف حقول الزيتون والتي شهدت تصعيدا هذا الموسم.

ويقول صلاح أبو علي (52 عاما) من قرية الولجة جنوب القدس، بحماس، بينما يقطف ثمار الشجرة تحت اشعة شمس تشرين الثاني/نوفمبر، "هذه ليست شجرة، نحن نتحدث عن تاريخ، عن حضارة، عن أيقونة، شجرة مقدسة، مباركة”.

وبحسب خبراء إيطاليين ويابانيين فإن عمر الشجرة في الولجة يتراوح ما بين 3000 و5500 عام، وقد صمدت لآلاف السنين في الأرض التي مزقتها الحروب وتأثرت بالعوامل الطبيعية والمناخية.

على بعد عدة أمتار من الشجرة، يمكن رؤية الجدار الذي أقامته إسرائيل بارتفاع خمسة أمتار تعلوها الأسلاك الشائكة، والذي تسبب بفصل أكثر من نصف أراضي القرية الفلسطينية عن أصحابها.إذ تقع هذه الأراضي خلف الجدار.

حول جذع الشجرة الضخم وفروعها الممتدة التي أطلق أبو علي على بعضها أسماء أفراد عائلته، يعمل أبو علي في ما يشبه واحة صغيرة هادئة.

حتى اليوم، نجت القرية من هجمات المستوطنين التي شهدها موسم الزيتون والتي أسفرت عن إصابة العديد من الفلسطينيين.

ورصد صحافيو وكالة فرانس برس ثماني هجمات على الأقل لمستوطنين على مزارعين فلسطينيين ومتطوعين أجانب خلال موسم هذا العام الذي بدأ منتصف تشرين الأول/أكتوبر تقريبا. وغالبا ما تنتهي المواجهات بوصول الجيش، واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود أو منع المزارعين من الوصول أو العودة إلى أراضيهم.

ونادرا ما يتم توقيف أي من المهاجمين، وفق ما تقول منظمات إسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان.

وقالت هيئة مقاومة الاستيطان والجدار التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله إنها سجلت 2350 هجوما من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش فيها حاليا نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في مستوطنات وتجمّعات غير قانونية بحسب القانون الدولي.

– "الذهب الأخضر” –

في الولجة، لا يزال أبو علي يهتم بشجرته المعمّرة، ويقول إنها يمكن أن تنتج ما بين 500 الى 600 كيلوغرام من الزيتون سنويا.

ويشير إلى أن إنتاج هذا العام كان جيدا رغم الجفاف وقلة الأمطار الذي يشكو منه المزارعون والذي تسبّب بضعف الإنتاج.

ويقول أبو علي وهو من الجيل الثالث من عائلته الذي يعتني بالشجرة، إن زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية يمثّل "بترول فلسطين، زيت فلسطين له قدسية خاصة”.

أما زيت شجرته فيرى أنه "مختلف. كلما كانت الشجرة معمرّة وقديمة، كان زيتها أفضل وأكثر جودة”، مشيرا إلى أن سعر "الذهب الأخضر” الذي تنتجه الشجرة "أغلى من الذهب”.

ويضيف "زيت الولجة غالي جدا، وزيت الشجرة أغلى بأربعة إلى خمسة أضعاف” من زيت باقي الأشجار في مناطق أخرى.

ويبلغ قطر الشجرة 25 مترا وارتفاعها 13 مترا، وتحيط بها عشرات الفروع الكبيرة بحجم أشجار الزيتون العادية التي يبلغ طول معظمها نحو ثلاثة امتار.

– رمز للشعب الفلسطيني –

في العام 1949، صادرت إسرائيل بعد تأسيسها، جزءا كبيرا من أراضي القرية واضطر عائلات فلسطينية عديدة الى ترك منازلها والاستقرار على الجانب الآخر الذي يُعرف بخط الهدنة.

بموجب اتفاقات أوسلو (1993) التي كان من المفترض أن تقود إلى سلام بين الجانبين، صُنّفت معظم الأراضي المتبقية في الضفة الغربية كمناطق (ج)، أي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

ورغم أن قرية الولجة اليوم بمنأى الى حدّ كبير عن الهجمات التي تواجهها المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، إلا أنها ليست مستبعدة تماما.

ويقول رئيس المجلس القروي خضر الأعرج لوكالة فرانس برس "اليوم، تتجسد في الولجة تقريبا كل ممارسات الاحتلال ضد فلسطين: المستوطنات، الجدار، هدم المنازل، مصادرة الأراضي، والإغلاقات”.

وتركزت تلك الانتهاكات مؤخرا بسياسة هدم المنازل بحجة البناء دون تراخيص إسرائيلية، وهو أمر شائع في المنطقة "ج” التي تغطي 66 في المئة من الضفة الغربية.

مع ذلك، تمثّل الشجرة "العجوز” أو شجرة "البدوي” أو "أم الزيتون”، "معلّما تاريخي”، وفق الأعرج الذي يقول إن الشجرة "أصبحت معلما تاريخي، والزيتون في فلسطين يعتبر رمزا للشعب الفلسطيني. هذه الشجرة موجودة منذ آلاف السنيين وتدلّ على تجذّر الفلسطينيين في المنطقة”.

وعيّنت وزارة الزراعة التابعة للسلطة الفلسطينية أبو علي حارسا للشجرة التي اعترفت بها كمعلم طبيعي فلسطيني.

وبحسب أبو علي، كانت الشجرة مقصدا للسياح المحليين والأجانب الذين كانوا يتوافدون بأعداد كبيرة لرؤيتها، إلا أن هذه الأعداد تراجعت إلى حد كبير منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عامين، وازدياد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية وتصاعد العنف.

وزرع أبو علي حول الشجرة خضارا وأشجار فاكهة. وهو يحافظ على دفتر مليء برسائل بعشرات اللغات من زوّار يشكرونه على أجواء السكينة التي يعيشونها عند زيارتهم للمكان.

ويقول "أنا أصبحت قطعة من الشجرة، لا أستغني عنها أبدا، لا أبتعد عنها”.


الولجة (الاراضي الفلسطينية) – (أ ف ب)