نتنياهو لا يريد اسراه.. ويفضل الهروب للامام بالخيار العسكري
بات واضحا ان رئيس وزراء الاحتلال
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجنب بكل الطرق الوصول الى هدنة وصفقة لتبادل الاسرى
مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وانه يضغط باتجاه المضي قدما في الحل العسكري
واجتياح رفح، حتى لو قتل كل الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة.
فيما تبدو الادارة الامريكية، على الاقل
علنا، مختلفة مع نتنياهو في تفضيله الحل العسكري دون الالتفات لحياة اسراه ولا
لحياة اكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح المحاددة لمصر، وانها بالمحصلة تسير خلف
نتنياهو رغم كل "الزعل" منه.
نتنياهو بات واضحا ان ما يعنيه هو اطالة
امد الحرب والعدوان وعدم الوصول الى صفقة تبادل للاسرى، ويتحجج ان المقاومة تشترط
شروطا غير واقعية، رغم ان الادارة الامريكية وباقي رعاة المفاوضات اكدوا ان رد
حماس الاخير واقعي ويمكن البناء عليه وفيه تنازلات مناسبة عن الموقف الاولي. ومن
المعروف ان اطالة امد الحرب تضمن لنتنياهو الهروب من المساءلة والمحاسبة وربما
المحاكمة، لذا لا يستبعد البعض ان يفتح جبهة الشمال مع حزب الله بعد هدوء المدافع
في غزة.
وكان أسامة حمدان القيادي في حركة
المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قال اليوم الأربعاء إن الرد الإسرائيلي على
أحدث مقترح من الحركة لوقف إطلاق النار في غزة جاء سلبيا، وذلك بعد أن سلمه وسطاء.
وأضاف
حمدان في مؤتمر صحفي في بيروت "نقل لنا الإخوة الوسطاء مساء أمس الثلاثاء موقف
الاحتلال من المقترح الذي سلمته الحركة… وهو ردّ سلبي بشكل عام، ولا يستجيب لمطالب
شعبنا ومقاومته.. بل ويتراجع عن موافقات قدمها سابقا للوسطاء ونقلت إلينا عبرهم”.
وأردف
أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة إسرائيل مسؤولون عن فشل
المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف القتال
في قطاع غزة.
وقال
حمدان إن الحركة استجابت لمطالب الوسطاء القطريين والمصريين وأبدت مرونة، من أجل
التوصل لصفقة مع الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأضاف
أن الكرة "باتت في مرمى الاحتلال (الإسرائيلي)”.
الى ذلك تبدو الدول العربية مرتبكة
ومحشورة بالزاوية امام تعنت نتنياهو وعدم اقدام الادارة الامريكية على الضغط
الحقيقي عليه لوقف الماساة الانسانية وحرب الابادة والتجويع في غزة، فمن اجتماع
لاخر ومن تصريحات الى اخرى ومن لقاء مع وزير الخارجية الامريكية الى لقاء اخر دون
اية نتيجة على مدى اكثر من خمسة اشهر هو عمر العدوان على القطاع.
اخر الاجتماعات المرتقبة مع بلينيكن
سيعقد غدا الخميس في القاهرة ويضم ستة وزراء خارجية عربا، هم وزراء السعودية،
الاردن، مصر، فلسطين، الامارات وقطر.
وسياتي الاجتماع العربي مع بلينكين قبل
زيارة الاخير الى اسرائيل، وذلك للتباحث حول مفاوضات الهدنة في غزة.. لكن احدا من
المراقبين لم يعد متفائلا بهذه الاجتماعات.